أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
أركيولوجياالعلوم البيئيةبيولوجيا

إنبات نخيل تمر منقرض من بذور عمرها 2000 عام عُثر عليها بالقرب من القدس

بقلم: أليس كلاين

ترجمة: صفاء كنج

زُرعت سبع أشجار نخيل من نوى عمرها ألفي عام عُثر عليها في صحراء يهودا إلى الشرق من القدس.

كانت البذور، وهي الأقدم التي جرى إنباتها على الإطلاق، من بين مئات النوى المكتشفة في كهوف وفي قصر قديم بناه الملك هيرودس الكبير King Herod the Great في القرن الأول قبل الميلاد.

نجحت سارة سالون Sarah Sallon ، من مركز أبحاث لويس إل. بوريك للطب الطبيعي Louis L Borick Natural Medicine Research Center في القدس، وزملاؤها بالسابق في إنبات نخلة تمر واحدة (من نوع فينيكس داكتيليفيرا Phoenix dactylifera) من إحدى النوى. وتمكن الفريق الآن من إنبات ست شجرات أخرى.

حُضّرت البذور القديمة للزراعة عن طريق نقعها في الماء وإضافة هرمونات تشجع على الإنبات والتأصيل، ثم زُرعت في محيط محمي. واستخدم الفريق تقنية التأريخ بالكربون المشع التي أتاحت تقدير عمر البذور السبع التي تعود جميعها إلى نحو ألفي عام مضت. وأظهر التحليل الجيني أن العديد منها جاء من أشجار نخيل أنثوية لُقحت من شجرات نخيل ذكرية من مناطق مختلفة. ويعني هذا أن سكان منطقة يهودا القدماء الذين عاشوا في المنطقة في ذلك الوقت وزرعوا تلك الأشجار لجؤوا إلى تقنيات متقدمة لتحسين السلالة النباتية.

حلاوة ورطوبة

تتحدث الروايات التاريخية عن كبر حجم التمور التي نمت على أشجار النخيل في هذه المنطقة وحلاوتها وخصائصها الطبية. وكتب الكاتب الروماني بليني الأكبر Pliny the Elder، على سبيل المثال، أن “خاصيتها المميزة تتمثل بما تنضح بها من عُصارة لزجة ونكهة قريبة من مذاق النبيذ شديدة الحلاوة مثل نكهة العسل”. على عكس التمور المصرية، يمكن تخزين هذه التمور لفترة طويلة، وهذا يعني أنه ربما أمكن تصديرها إلى جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية.

ووجدت سالون وزملاؤها أن نوى تمور صحراء يهودا القديمة أكبر من نوى الأصناف الحديثة، وهذا يشير في الغالب إلى ثمار أكبر. وهم يأملون حالياً بإعادة إنتاج الثمار القديمة عن طريق تلقيح الإناث بغبار طلع الذكور.

وبدأت محاصيل نخيل التمر في صحراء يهودا تتلاشى بعد حروب المنطقة مع روما في القرنين الأول والثاني الميلادي. وتعتقد سالون أن الظروف الحارة والجافة في صحراء يهودا ساعدت، على الأرجح، على المحافظة على البذور المتبقية كل هذه الفترة الطويلة.

وقبل هذا الاكتشاف، كانت أقدم بذرة أنبتت في العالم هي بذرة لوتس صينية عمرها 1,300 عام حيث انتُشلت من قاع بحيرة جافة في الصين. وفي عام 2012 استنبت باحثون في روسيا زهرة من أنسجة فواكه عمرها 30,000 عثروا عليها في رواسب متجمدة في سيبيريا. مرجع المجلة:

Science Advances, DOI: 10.1126/sciadv.aax0384

عُدلت المادة في 6 فبراير 2020 لإيضاح موقع العثور على النوى.

© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى