السباق نحو اختبار الأدوية واللقاحات المضادة لفيروسات الكورونا
بقلم: ديبورا ماكنزي
مع تصاعد عدد حالات الإصابة بفيروس الكورونا (التاجي) Coronavirus، تجري جهود بحث وتطوير ضخمة، وكذلك توضع الخطط لإجراء التجارب على البشر.
ما قد يستفيد منه الآلاف من الأشخاص الذين لديهم بالفعل فيروس كوفيد 19 (covid-19) هو دواء يمكنه إيقاف تكاثره. وللعثور على ما قد يحقق ذلك، ينكب الباحثون على قوائم الأدوية الموجودة التي يمكن إعادة استخدامها مع الحد الأدنى من لاختبارات الإضافية.
العقار الذي يتقدم الأبحاث هو ريمدسفير Remdesivir هو عقار تجريبي مضاد للفيروسات يخضع الآن لتجارب واسعة المدى في المرضى في الصين والولايات المتحدة ، بما في ذلك 13 شخصًا كانوا على متن السفينة السياحية دايموند برنسيس Diamond Princess.
ومن المأمول أن الدواء -الذي فشل في التجارب ضد الإيبولا في عام 2014 لكنه اجتاز اختبارات السلامة- ربما يوقف تكاثر فيروس كوفيد 19 عن طريق حصر Blocking إنزيم حاسم. والشركة المصنعة للعقار، شركة غيليد ساينسيز Gilead Sciences الأمريكية، تُعدُّ حاليا مرافق التصنيع حتى قبل الإعلان عن نتائج التجربة في أبريل.
كما يُخطّط حاليا لإجراء التجارب على العقار كاليتراKaletra ، وهو مزيج من دواءين لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية HIV يوقفان التكاثر الفيروسي، ويقال إنه كان ناجحا في علاج كوفيد-19 في الصين.
أما الكلوروكين Chloroquine -الدواء المضاد للملاريا الذي تقاومه معظم سلالات الملاريا الآن- فقد يبشر بالخير. إذ تشير الدراسات إلى أنه يوقف الخلايا ذات الصلة بتكرار فيروس السارس SARS virus وغزوه، وأنه مضاد لفيروس كوفيد 19. توصي إرشادات العلاج في الصين الآن بجرعتين 500 ملليغرام يوميًا.
نهج آخر هو استخدام بروتينات تسمى الأجسام المضادة وحيدة النسيلة Monoclonal antibodies التي تستهدف فيروسات معينة لتحفيز الجهاز المناعي لتدميرها. وقد أنتجت شركة فير بيوتكنولوجي Vir Biotechnology في الولايات المتحدة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لفيروس كوفيد 19 لاستخدامها كاختبار تشخيصي تجريبي. وتخطط الآن مع شركة ووتشي تكنولوجيك WuXi Biologics الصينية لاختبارها كعلاج. وتحضر الشركة ريغينيرون Regeneron الأمريكية أجسامًا مضادة مماثلة.
هذا، وقد استخدم فريق في إمبريال كوليدج لندن Imperial College London الذكاء الاصطناعي AI لتقييم الأدوية المعتمدة كأدوية مرشحة واعدة، وحدد الذكاء الاصطناعي دواءَ التهاب المفاصل الروماتويدي -باريسيتينيب Baricitinib (المصدر العلمي: The Lancet, doi.org/dph5). يحصر هذا العقارُ المسارَ الذي يستخدمه فيروس الكوفيد 19 لغزو الخلايا، كما يتدخل في الجزيء إنترليوكين-6 (Interleukin-6) -جزيء الإشارة Signalling molecule الذي يُطلق الاستجابة المناعية المتزايدة القاتلة التي قد تؤدي إلى الموت في الحالات الشديدة. وبالفعل يستخدم جسم مضاد يسمى توسيليزوماب Tocilizumab في الصين لثبيط البروتين انترليوكين-6 في الأشخاص المصابين بكوفيد 19.
أما أولئك الذين لن يصابوا بالفيروس أثناء هذه الفاشية Outbreak- والأجيال القادمة – ستكون هناك حاجة إلى تطوير لقاح. لذا، تعمل شركة سانوفي Sanofi الفرنسية على تهجين Hybridising فيروس كوفيد 19 بفيروس عصوي Baculovirus غير ضار والمعتمد بالفعل في لقاح الإنفلونزا، والذي يمكنها أن تُصنعه بكميات كبيرة لاختبار ما إذا كان يصلح كلقاح لكوفيد 19.
ويدعم التحالف من أجل ابتكارات التأهب للوباء Coalition for Epidemic Preparedness Innovations (اختصارا: التحالف CEPI) العديد من مرشحي المخدرات الآخرين. فقد تم إطلاقه في عام 2017 من قبل مؤسسة غيتس والعديد من الحكومات لتطوير لقاحات للأمراض الجديدة. وتقول المتحدثة جودي روجرز: “لقد تم تشكيلنا للاستجابة لهذا الوضع بالضبط.”
يُخطط التحالف CEPI لتطوير لقاح واحد على الأقل لاختباره في التجارب البشرية بحلول مايو. إذا نجحت التجارب ، فإن التحالف يخطط لتوفير “مئات الملايين من الجرعات” بحلول أوائل عام 2021.
وهذا الأسبوع أعلن التحالف CEPI أنه سيدعم لقاحًا طوّرته جامعة أكسفورد وهو مصنوع من فيروس فاسينياVaccinia ، والذي كان يستخدم ذات يوم في لقاح الجدري، ويشترك مع كوفيد-19 في بروتين شوكي خارجي External spike protein. وسيدعم التحالف أيضًا لقاحًا من شركة نوفافاكس Novavax الأمريكية مصنوعًا من “جسيمات نانوية” من البروتين الشوكي إضافة إلى مادة كيميائية محفزة للمناعة.
وأطلق التحالف CEPI بالفعل أربعة مشاريع أخرى لكوفيد-19. فقد كانت شركة إنفيفو Inovio الأمريكية تعمل على تطوير لقاح من الحمض النووي لفيروس ميرز MERS ذي الصلة، وتقول إنه صار لديها لقاح لكوفيد-19 بعد ثلاث ساعات فقط من نشر التسلسل الجيني للفيروس في 10 يناير. ويخطط التحالف لإجراء للتجارب الإكلينيكية (السريرية) في أبريل وسيكون لديه مليون جرعة بحلول ديسمبر 2020، إذا نجح هذا النهج.
ولقاحات الحمض النووي DNA هي حلقات من المواد الجينية التي تدخل إلى خلايانا وتصنع بروتينات فيروسية تحفز المناعة. وعلى الرغم من ذلك، لم تتم الموافقة عليها قط للاستخدام في البشر خوفًا من أن تؤثر في جيناتنا، أو تُحفّز على ردود فعل مناعية ضارة.
أما لقاحات الرنا المرسال Messenger RNA ؛ فلا تثير المشكلات نفسها. ويدعم التحالف CEPI لقاحا منها من شركة كيورفاك CureVac من ألمانيا، وآخر من شركة موديرنا Moderna في الولايات المتحدة، والتي صنعت مؤخرًا كمية كافية من اللقاح لإجراء تجارب السلامة في الإنسان في وقت قياسي هو 42 يومًا.
يقول المؤيدون إن لقاحات الحمض النووي DNA أو الحمض النووي الريبي RNA، على العكس من بعض اللقاحات التقليدية، لا يمكن أن تسبب مرضًا، فهي مستقرة، ورخيصة من حيث الإنتاج بكميات كبيرة، وفعالة في الجرعات الصغيرة – كل ذلك ميزات تجعلها ملائمة لحالات الطوارئ الوبائية. ولكن، مع حلول الوقت الذي يتم فيه اختبارها اختبارا شاملا، ربما لا يعود كوفيد-19 حالة طارئة. وقد يصعب العثور على أشخاص يشاركون في لاختبار ليسوا محصنين بالفعل.
كما يدعم التحالف أيضًا تطوير المزيد من اللقاحات التقليدية، بما في ذلك عملية تصنيع البروتينات الفيروسية في جامعة كوينزلاند بأستراليا، ولقاح البروتين الفيروسي من شركة كلوفر بيوفارماسيوتيكالزClover Biopharmaceuticals الصينية، إضافة إلى مادة تقوية المناعة من الشركة البريطانية جيه. إس. كيه GSK. ولا يزال هناك 48 اقتراحًا آخر قيد النظر.
© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.