أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطب وصحة

وباء الحمى الصفراء في فيلادلفيا عام 1793

 

وباء الحمى الصفراء في فيلادلفيا عام 1793

إنه واحد من أقدم أوبئة هذا المرض في الولايات المتحدة،

وقد اجتاح فيلادلفيا تاركا مضاعفات

مستديمة في المدينة والريف.

<R.K. فوستر> ـ<F.M. جينكنز> ـ <C.A .توگود>

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N11_H04_007486.jpg

يظهر في هذه الصورة أحد ضحايا الحمى الصفراء وهو يُنقل إلى عربة لجمع الموتى والمحتضِرين. إنها صورة لرسم على الخشب (كليشة خشبية) لا تحمل تاريخا، ولكنها تذكرنا بوباء عام 1793 في فيلادلفيا. أما ناقل الضحية فهو رجل الأعمال <S. جيرارد>، وإلى جانبه في أرضية الرسم رجل يغطي فمه ليتجنب الإصابة بالمرض يوم كان يعتقد بأنه ينتشر عبر الهواء. وفي أعلى هذه الصفحة توجد صورة للبعوضة إيديس إيجيپتي التي نعرف عنها اليوم أنها تنقل ڤيروس الحمى الصفراء.

 

في هذه الأيام، تَنْدُرُ في الولايات المتحدة الأوبئة التي تُبيد قطاعات كبيرة من الجماهير. أما فيما قبل القرن العشرين فقد تكرَّر حدوث كوارث من هذا القبيل عاثت تخريبا في الجماعات السكانية التي وقفت حائرة لعدم إلمامها بالأسباب. وفضلا عن المآسي البشرية التي أفرزتها هذه الأحداث فقد خلَّف بعضها تأثيرات سياسية مستديمة في الأمة. ففي عام 1793 ظهر مثال مثير على ذلك حينما ضرب مدينة فيلادلفيا (التي كانت يومذاك عاصمة الولايات المتحدة) واحد من أقدم أوبئة الحمى الصفراء البارزة في الولايات المتحدة.

 

كانت فيلادلفيا في ذلك الوقت كبرى المدن الأمريكية وأبعدها عن الخلافات العرقية (الكوزموپوليتانية)، ولكن شهرتها وازدهارها لم يمنحاها الحماية؛ إذ هلك فيها نحو خمسة آلاف إنسان في صيف وخريف، أي نحو عُشْر عدد سكانها حينذاك.

 

لقد بدأت المشكلة مباشرة بعدما حطّ لاجئون فرنسيون فارون من ثورة العبيد الدموية في سانت دومينگو (هايتي اليوم) على ضفاف نهر دولاوير الذي يحد الجهة الشرقية من المدينة. وفضلا عن أخبار القتال روى هؤلاء اللاجئون حكايات عن حمى غامضة مهلكة كانت تقتل السواد الأعظم من سكان عدد من جزر الهند الغربية. وفي الشهر 7 اجتاح المرض ذاته مدينة فيلادلفيا.

 

كان أوائل الضحايا أناسا من فئة العمال يعيشون على امتداد نهر دولاوير، حيث عانوا الحمى الشديدة والنزوف الدموية، وغدت عيونُهم وبشراتهم صفراء اللون، وكانوا يتقيؤون قيئا أسود، ومات العديد منهم من نزف داخلي في غضون أيام من إصابتهم بالمرض.

 

لقد فات كبارَ مسؤولي المؤسسة الطبية ملاحظةُ هؤلاء الضحايا الأوائل، ربما بسبب موقعهم (جغرافيا واجتماعيا) على أطراف المدينة. ولكن بحلول التاسع عشر من الشهر 8 كان أحد الأطباء البارزين (ويدعى بنيامين روش) قد شاهد بضع حالات متشابهة؛ واستنتج منها أن المرضى يعانون حمى صفراء(1) متفتّرة(2)». وكان روش قد صادف حالة من هذا المرض، في أواخر الأربعينات من عمره عندما كان طبيبا تحت التدريب. وعلى الفور حذَّر من وجود وباء يشق طريقه في المدينة، واتخذ خطوات لمكافحته.

 

كان روش في موقع جيد يؤهله للتأثير في استجابة المدينة للكارثة، إذ كان أستاذا ذائع الصيت في جامعة پنسلڤانيا وأحد مؤسسي الهيئة الطبية ذات المكانة المرموقة في فيلادلفيا. لقد اشتهر بوطنيته وبكونه أحد الموقِّعين على إعلان (وثيقة) الاستقلال. وكان يتمتع كذلك بحيوية هائلة وشخصية مؤثرة قوية.

 

وبإلحاح من روش، طالب عمدة فيلادلفيا <M.كلاركسون> الهيئة الطبية بتقديم توصيات صحية عامة ضد هذه الحمى. وقد صدر تقريرها (الذي وضع روش مسودته) في السادس والعشرين من الشهر 8. وحسب النظرية السائدة حينذاك بأن هذا المرض مرض مُعْدٍ (سار)contagious ينتقل بالأبخرة الفاسدة. فقد دعت الهيئة الطبية المواطنين إلى اجتناب المصابين بالمرض، والتنفس عبر أقمشة مبلَّلة بالكافور أو الخلّ، وإشعال البارود لتنظيف الهواء. كما اقترحت هذه الهيئة إنشاء مستشفى لمعالجة الضحايا المعوزين الذين هم أفقر من أن يستطيعوا دفع تكاليف الرعاية المنزلية التي يفضِّلها معظم الناس. ولتجنب المزيد من قلق الجماهير دعت الهيئة الطبية إلى إسكات أجراس الكنائس التي كانت تدق باستمرار للإعلان عن تشييع الضحايا في المدينة.

 

واليوم يُعْرف أن الحُمّى الصفراء خَمَج (إنتان) infection ڤيروسي تنقله إناث بعوض من النوع إيديس إيجيپتي Aedes aegypti. ومن الواضح أن بلوى فيلادلفيا نشأت عن بعوضات من هذا النوع كانت تحمل الڤيروس وتسلَّلت خفية بوساطة السفن مع اللاجئين من سانت دومينگو. وبعد أن حملتْ هذه الحشرات المصابة ذلك الڤيروس إلى الناس، التقطت بعوضات إيديس إيجيپتي غير المصابة ذلك العامل الڤيروسي من دماء المصابين به، ثم حقنته (زَرَقَتْه) في ضحايا جُدُد.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N11_H04_007487.jpg

صورة <بنيامين روش> الطبيب الرائد الذي أثار جدلا في أثناء الوباء بسبب دفاعه القوي عن الفَصْد الدموي الجائر كوسيلة للشفاء من الحمى الصفراء. أما الأدوات التي تظهر في الصورة فتعود إلى عام 1790 تقريبا، وتمثِّل أنماطا قد يكون روش وأتباعه استعملوها. ونشير إلى أن معارضي روش اتبعوا مداخلة أكثر لطفا تتضمن الاستراحة والنظافة وتناول الخمر واللحاء الپيروڤي Peruvian bark.

 

ومع ذلك، فإن الاعتقاد بأن الحمى الصفراء كانت تنتقل عبر الهواء يعتبر أمرا معقولا في القرن الثامن عشر بالنظر إلى حالة العلم في ذلك الزمان؛ إذ كان الأطباء لا يعرفون شيئا عن الأحياء الميكروية (الدقيقة) microorganisms وآليات انتقال المرض. واستمرت هذه الحالة حتى عام 1900 حين أثبت <والتر ريد> وزملاؤه أخيرا الاقتراح الذي كان الطبيب الكوبي<كارلوس فينلي> قد تقدم به ويرى بأن الحمى الصفراء تنتقل إلى البشر عن طريق البعوض. وهكذا التزم العديد من الأطباء (ومعهم روش) بالنظرية التي ترى أن الأمراض تسبِّبها شوائب في الهواء ولا سيما الأبخرة المنبعثة من الخضراوات المتحللة.

 

لقد كان هناك الكثير من الهموم التي تُقلق أنصار النظريات البيئية للمرض في فيلادلفيا. فالمدينة كانت تفتقر إلى نظام صرف صحي فعّال، كما كانت فضلات دورات المياه المنزلية والفضلات الصناعية تلوث المخزون المائي، وكانت الأبخرةُ الضارة بالصحة ـ والصادرة عن معامل الدباغة والتقطير ومصانع الصابون وغيرها من الصناعات ـ تملأ أرجاءَ الهواء. وكانت جثث الحيوانات تتمدد متفسخة (متعفنة) على ضفتي نهر دولاوير وفي الشوارع العامة وبخاصة على طول الشارع الذي يدعى الآن شارع السوق. وقد عزا روش نفسُه المرضَ للأبخرة الصادرة عن حمولة سفينة من البن، فسدت خلال نقلها من جزر الهند الغربية وتُركت تتعفّن على الرصيف. وبإلحاح من روش أعاد العمدة كلاركسون تطبيق القوانين غير النافذة التي تفرض جَمْع القمامة مرتين أسبوعيا وتنظيف شوارع المدينة وأسواقها.

 

هذا وقد اعتقد أطباء آخرون، ولا سيما<W. كوري>، أن اللاجئين المرضى من سانت دومينگو هم الذين أحضروا الحمى ونقلوها بالتماس الفيزيائي (الجسدي). وقد طالب هؤلاء الأطباء بإجراءات حجرٍ صحي أفضل مما كان قائما؛ فحاول عمدة المدينة أن يمتثل لمطلبهم فأمر بإبقاء المسافرين القادمين والبضائع في منعزل مدة أسبوعين أو ثلاثة، ولكن بقيت المدينة طوال زمن الوباء تقريبا تفتقر إلى وضع ذلك الأمر موضع التنفيذ. وقد وصل الأمر بكوري أن أوحى إلى أن الطقس الشديد الجفاف في ذلك الصيف إلى جانب الأبخرة الفاسدة أدّيا إلى تعزيز المرض عبر إفساد «غاز الأكسجين أو الهواء النقي» للمدينة.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N11_H04_007488.jpg

تمّ في عام 1820 تصوير علامات متأخرة للحمى الصفراء مثل الأنف الدامي وكذلك الإقياء الأسود (الذي يظهر على الوسادة) كجزء من سلسلة أشكال توضح سياق المرض. وتتضمن هذه السلسلة المأخوذة من نشرة علمية فرنسية بعض أقدم الصور الملونة لمراحل ذلك المرض.

 

بدايات مفزعة

وفي إحدى مكاتباته، قدّر روش موت 325 شخصا في الشهر 8 وحده. وبحلول نهاية ذلك الشهر، غادر فيلادلفيا أناس كثيرون ممن استطاعوا المغادرة، ومن ضمنهم بعض أطباء المدينة الثمانين. وكان من بين الذين مكثوا فيها <J. تود>، وهو محام كان يتعامل مع المسائل القانونية الكثيرة التي نشأت عن الوفيات العديدة؛ ولكن تود أصيب بالحمى ومات. وفي غضون سنة من الزمن، تزوجت أرملتُه <دولّي> عضوَ الكونگرس <J. ماديسون> الذي صار فيما بعد الرئيس الرابع للولايات المتحدة وصارت زوجته السيدة الأولى <دولّي ماديسون>.

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N11_H04_007489.jpg

امتثل المقيمون الذين بقوا في المدينةـ وأغلبهم من الفقراء ـ لنصائح الهيئة الطبية وطبقوا أساليب أخرى لحماية أنفسهم، فكانوا يطوِّقون أعناقهم بأقمشة تحتوي على الكافور أو القطران وكانوا يحشون جيوبهم وأحذيتهم بالثوم ويرشون أنفسهم بالخل ويطلقون البنادق في غرف معيشتهم ويشعلون النيران في الطرقات.

 

وسرعان ما بدأ الناس يتركون أزواجهم يموتون في الشوارع، وهام الأطفال الجائعون والخائفون في أرجاء المدينة إثر فقدهم والديهم الموتى من الحمى، وبقي الشارع الرئيسي خاويا وتوقفت الفعاليات التجارية الأخرى، وفقدت الكنائس رعاياها. أما حاكم پنسلڤانيا <T.ميفلين> فقد غادر المدينة في السادس من الشهر 9 تاركا الأزمة بين يدي العمدة كلاركسون. وفي غضون أسبوع من خروج ميفلين هرب جميع أفراد السلطة تقريبا وانهار الاقتصاد.

 

لقد كان بين أولويات كلاركسون، قبل الخروج الجماعي وبعده، توفير الرعاية للمُبْتَلين على الرغم من محدودية خياراته بسبب خوف الجماهير من العدوى contagion. وبحلول أواخر الشهر 8 توقفت عدة مؤسسات عن استقبال مرضى الحمى الصفراء، وذلك من أجل حماية الأصحاء المقيمين فيها. ونتيجة لذلك حاولت وكالة المراقبين وحراس الفقراء (وهي وكالة محلية) الاستيلاء على مستشفى ميدان جون ريكيتس في ضواحي البلدة لتوفير الرعاية للمرضى؛ ولكن الجيران الغاضبين هددوا بحرق ذلك المبنى. وفي اليوم الأخير من الشهر 8 التفتت الوكالة إلى مبنى بوش هيل الخالي الذي سبق أن استأجره نائب الرئيس <جون آدامز> وزوجته قبل عام. وكان هذا المبنى يقع على بعد ميل من مركز البلدة وفي منأى عن مقاومة سكان المدينة، ولكنه كذلك أبعد من أن يستطيع الأطباءُ المحاصرون زيارته بانتظام.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N11_H04_007490.jpg http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N11_H04_007491.jpg
عمل <أبسالوم جونز> (الذي أسس مع <ريتشارد ألين> جمعية الأفارقة الأحرار) مع ألين و<وليام گراي> (الذي انتمى إلى الجمعية ذاتها) على تجنيد الأمريكان الأفارقة كممرضين لهذا الوباء، وقد نال المجندون كل إطراء. ولكن <ماتيو كراي> (المؤرخ البارز لذلك الوباء) اتَّهم فيما بعد بعضَ المجندين بالانتهازية والسرقة. أما جونز وألين فقد كَتَبا بغيظ دفاعا (في الجانب الأيسر من الصورة) يعتقد أنه أول منشور سياسي أمريكي إفريقي.

 

في بداية الأمر كانت الظروف في المستشفى البديل مزرية. ونورد هنا ما سجَّله أحد الملاحظين: «إنها تعكس صورة تعيسة لبؤس الإنسان لم يسبق لها مثيل؛ كان الخدم والممرضات يعبثون استهتارا بالمؤن ووسائل الراحة المعدّة للمرضى الذين تُرِكوا إلى حد ما محرومين تماما من كل عون. لقد اختلط الموتى والمحتَضِرون بعضهم ببعض من دون تمييز، وتُرِكت قاذورات ومفرغات المرضى الأخرى في أسوأ حالة منفِّرة يمكن تصورها.»
وفي العاشر من الشهر 9 استغاث العمدة كلاركسون طالبا متطوعين للتصدي لمشكلات المستشفى والمدينة في رعاية المرضى. وعلى إثر ذلك قام اثنا عشر رجلا تقريبا بإعداد الترتيبات اللازمة مدة ستة وأربعين يوما متتابعة. اقترضوا المال واشتروا مؤنا وأشياء أخرى يحتاج إليها الفقراء، استأجروا أماكن للأيتام وأخرى للأطباء والعاملين، وطرقوا بابًا بابًا بحثا عن الموتى والمحتضِرين وسعيا لإنقاذ الأطفال الذين تيتموا. لقد كان جهدا خارقا وشجاعا يتصدى لمرض كان معظم الأطباء يوقنون بإمكانية إصابتهم به عن طريق الهواء أو بالتّماس الشخصي. وأخيرا مات ثلاثة من هؤلاء المتطوعين المتفانين نتيجة للحمى.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N11_H04_007492.jpg

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N11_H04_007493.jpg

تحوَّل مبنى بوش هيل (في الأعلى)، حيث عاش رئيس الولايات المتحدة <جون أدامز> وزوجته فترة من الزمن، إلى مستشفى لضحايا الحمى الصفراء المعوزين. ولغرض إعانة المستشفى، أصدر العمدة نداء لتقديم الهبات (في الأسفل).

 

وكذلك خاطر العديد من الأمريكيين الأفارقة بأرواحهم. فقبل مناشدة العمدة بوقت قصير، كان روش قد أهاب بمجتمع الأمريكيين الأفارقة في المدينة تقديم العون التمريضي. وكان أكثر أفراده، البالغ عددهم ألفين وخمسمئة، أحرارا على الرغم من الفقر الذي يعيشونه؛ لأن پنسلڤانيا كانت تتخلص من نظام العبودية. فقبل ست سنوات كان اثنان من زعماء ذلك المجتمع، وهما <A. جون> و<R. ألين>، قد شكَّلا جمعية الأفارقة الأحرار التي تعد أول جماعة للخدمة الذاتية يشكِّلها السود في الولايات المتحدة. وكان لروش ـ وهو من أنصار الدعوة إلى تحرير العبيد ـ ارتباطات وثيقة بهذين الرجلين وكان مؤيدا قويا للجماعة، وقد اعتقد بالاستناد إلى استطلاعاته الإحصائية أن السود كانوا منيعين على الحمى الصفراء بحيث يستطيعون تقديم العون للمرضى. (ونذكر هنا أنه ثبت في النهاية خطأ اعتقاده، إذ مات أكثر من ثلاثمئة من الأمريكيين الأفارقة في هذا الوباء وبنسبة تقرب جدا من نسبة الذين ماتوا من سائر السكان).

 

وافقت هذه الجمعية على تقديم عاملين من لدنها، ونظم جونز وألين وعضو الجمعية <W.گراي> ترتيبات استئجار الممرضين وإرسالهم إلى البيوت، وكذلك أحضر أعضاء الجماعة السود الناسَ إلى المستشفى ودفنوا الموتى. وبناء على طلب الجمعية أطلق العمدة سراح المُدانين السود من سجن والنوت ستريت للعمل في مستشفى الأمراض المُعْدِية (السارية)contagious hospital.

 

وفي الثامن عشر من الشهر 9 كتب روش إلى زوجته (التي كانت قد غادرت المدينة مع أولادهما) قائلا: «كان كل أبوين يهجران أولادهما حالما يصابان، وفي كل غرفة تدخلينها لا تجدين أحدا سوى رجل أو امرأة من السود بالقرب من المريض. والعديد من الناس دفعوا بآبائهم إلى الشوارع حالما شكوا من صداع في الرأس.»

 

وحينما بدأ الممرِّضون والممرضات الذين جنَّدتهم الجمعية بالعناية بالمصابين في أرجاء المدينة، تولى عضوان من لجنة العمدةـ وهما<S. جيرارد> و<P. هيلم> ـ إدارة مبنى بوش هيل. أما جيرارد الذي كان يومذاك تاجرا قليل الشهرة، فهو مهاجر فرنسي اشتهر فيما بعد مموِّلا لحرب عام 1812 ومؤسسًا لمصرف جيرارد ولمؤسسة جيرارد للصبية الأيتام؛ أما هيلم فهو من أصل ألماني وصانع براميل.

 

لقد قَبِل جيرارد مسؤولية تسيير الأمور داخل المبنى، وقَبِل هيلمان تسيير الأمور خارجه وكذلك في المباني الخارجية. وداوم كلاهما يوميا إلى حين انحسار الوباء في أواخر العام. لقد رسخ جيرارد النظام والنظافة وتأكد من إعطاء المرضى الاهتمام الكافي، في حين جدَّد هيلم مخزون الماء وهيأ التوابيت ووسع المستشفى وأشرف على استقبال المرضى. وكان هذا الاستقبال يتضمن وضع المرضى في حفر في الأرض لحمايتهم من الأبخرة أثناء انتظارهم أَسِرَّة شاغرة في المستشفى.

 

عرف جيرارد الحمى الصفراء في أثناء تجارته في جزر الهند الغربية، فأقنع لجنة العمدة باستخدام الطبيب <J. ديڤيز>الذي كان أحد اللاجئين القادمين من سانت دومينگو. وكان ديڤيز قد عالج ذلك المرض حين وجوده في الجيش الفرنسي وصار حجة عالمية رائدة في هذا المجال، وهو الذي أوجد ما يدعى الطريقة الفرنسية في المعالجة باتباع الإرشادات التالية: الاستراحة في الفراش والنظافة وتناول الخمر والتداوي باللحاء الپيروڤي Peruvian bark (الذي هو  مصدر للكينا ويُستخدم اليوم لمعالجة الملاريا وليس الحمى الصفراء).

 

خلاف على طرائق المعالجة

ولكن الأطباء الأمريكان اعترضوا على تعيين ديڤيز واستقال أربعة منهم من المستشفى. ويعود ذلك في جزء منه إلى الغضب من فقدانهم السلطة الطبية على بوش هيل، وكذلك لأنهم تدربوا حسب التعاليم الاسكتلندية والإنكليزية التي تختلف تماما عن التعاليم الفرنسية. وفي الواقع وقف ديڤيز في الطرف المناقض لروش ومؤيديه في قضية «المداواة المفضلة» التي صارت موضوع خلاف عنيف.

 

وطبقا للتعليم التقليدي كان روش والعديد من معاصريه يعتقدون أن الجسم يحتوي على أربعة أخلاط هي الدم والبلغم والمُرَّة bile السوداء والمُرَّة الصفراء. ولذلك فقد توجَّهوا لمعالجة معظم الأمراض عن طريق إعادة التوازن إلى الجسم عبر إعطاء المُلَيِّنات laxatives والمقيئاتemetics (لتحريض الإقياء) إضافة إلى سحب الدم drawing blood  وتحريض التعرُّق.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/14/SCI98b14N11_H04_007494.jpg

أحصى المؤرخ <ماتيو كاري>الأرواح التي أزهقتها الحمى الصفراء بطرق مختلفة مثل تعداد القبور الجديدة في المقابر (المخطط البياني). وقد أوحت هذه الطرق بما مجموعه 4041، ولكن التقديرات اللاحقة أوصلت الرقم إلى نحو 5000.

 

وبعد ذلك بوقت قصير اقتنع روش بأن الجمع بين هذه المعالجات يمكن أن يؤدي إلى الشفاء، وكان يحبِّذ بشكل خاص الاستدماء المصحوب بإعطاء مزيج زئبقي الأساس من الكالوميل calomel والجَلَبَة jalep. فقد كتب في تقرير عن الوباء لعام 1794: «إنني فضَّلت إجراء الاستدماءات bleedings  الصغيرة والمتكررة على الاستدماءات الكبيرة، ولكنني لم ألحظ انزعاجا من فقدان نحو نصف لتر من الدم دفعة واحدة عند ذروة الوباء أو نهايته؛ إذ سَحَبْتُ من أشخاص عديدين نحو لترين من الدم في خمسة أيام، كما سَحَبْتُ من عدد قليل من المصابين ما يفوق هذه الكمية بكثير.»

 

وبمرور الزمن، غدا روش أكثر إصرارا؛ إذ زعم أنه «لم يخسر مريضا واحدا» من بين من تمّ استدماؤهم سبع مرات أو أكثر. وكذلك أدار حملة ناشطة من المراسلة والكتابة إلى المحررين لحث الأطباء على عدم توفير المبضع الفاصد lancet. ولشدَّ ما انتقدتْ كتاباتُه أولئك الأطباءَ الذين بدا أنهم يتحدثون عن فوائد الفَصْد venisection مع كونهم أكثر منه تحفظا في تطبيقه. كما وجّه بالغ الذم بشكل خاص لديڤيز والأطباء الآخرين القلائل الذين اعتقدوا أن الفصد المغالى فيه أمر خطير وأعلنوا ذلك صراحة.

 

وفيما كان أسلوب روش في المعالجة يختط المنحى المغالى فيه أكثر فأكثر، بدأ زملاؤه الأطباء يتخلون عن ولائهم له، ولكن وجهاء فيلادلفيا كثيرا ما بقوا يرجعون إليه في قضايا الرعاية الصحية. ونذكر أن <J. ريدمان> ـ الذي كان الناصح المخلص لروش والذي بقي، وهو في الحادية والسبعين من عمره، العميد الفيصل للطب في فيلادلفيا ـ خضع للمعالجة على طريقة روش وبقي على قيد الحياة، وكذلك شفي أستاذ التشريح <C. ويستار> بالأسلوب نفسه. وفي حين مات ثلاثة من المتدربين في مجموعة روش وكذلك أخته، أصيب روش نفسه ومتدربون آخرون بالحمى الصفراء ولكنهم تعافوا بعد اتباع علاجه.

 

يعرف المؤرخون أنه لم يكن بمستطاع طريقة روش أو طريقة ديڤيز شفاء المرضى. فالحمى الصفراء تأخذ سياقا متباينا، سواء جرت المداخلة أو لم تجر؛ إذ لا تقتل بالضرورة من يصاب بها. وكما هي الحال في معظم الأمراض الڤيروسية، تبقى الحمى الصفراء من الناحية الأساسية من دون علاج حتى يومنا هذا، وتشمل مداواتها إبقاء المرضى في حالة راحة مع الحيلولة دون إصابتهم بالتجفاف dehydration. ونشير هنا إلى أن طريقة ديڤيز اللطيفة كانت بالتأكيد أقل إيذاء من طريقة روش وربما كانت قد ساعدت على إبقاء المرضى أقوياء بالقدر الذي يكفي لمكافحة الڤيروس. ولكنه يبقى من غير العدل أن نحاكم روش على قراراته، فالبروتوكول الذي وضعه كان مجرد نسخة متشدِّدة لمعالجة تقليدية مبنية على النظريات الطبية لذلك الزمان.

 

وفي الشهر 11، تلاشى الوباء من تلقاء نفسه بعدما قَتَلَ الصقيع البعوض. ولم تَحْفَظ المدينةُ سجلات صحية دقيقة، بحيث لا يمكن بالضبط معرفة العدد الصحيح للوفيات. ولكن<M. كاري> الذي أصبح المؤرخ الرسمي لذلك الوباء ذكر رقما للضحايا قدره 4041 من أصل عدد سكان المدينة البالغ 45000، وذلك بالاستناد إلى عدِّ القبور الحديثة العهد في مدافن المدينة وإلى تفحص سجلات الكنيسة ومصادر أخرى. أما العدد الحقيقي فكان بالتأكيد أكبر من ذلك بكثير؛ ففي تقدير صدر خلال الأشهر التي أعقبت الوباء كان كاري نفسه قد أشار إلى أن الرقم تجاوز الخمسة آلاف.

 

لقد ضحّى عشرة من الأطباء الذين بقوا في المدينة بحياتهم ثمنا لرسالتهم، وهرب نحو عشرين ألف مقيم انتهى بعضهم في الحجر الصحي أو عوملوا بازدراء من قبل الجماهير الفزعة على طول الطرقات خارج البلدة.

 

تلا ذلك الوباء عدة جائحات للحمى الصفراء في فيلادلفيا خلال الأعوام 1797، 1798، 1799، 1802، 1803، 1805. كما ضرب الوباء أجزاء أخرى من الولايات المتحدة في أزمنة مختلفة، وبخاصة في الجنوب حيث يشيع البعوض إيديس إيجيپتي. وكان آخر تفشٍّ رئيسي لهذا الوباء في نيوأورليانز عام 1905.

 

لقد مثَّل حادثُ عام 1793 بالنسبة إلى روش أوج مسيرته المهنية وحضيضها. ففي البداية جعله تفانيه لمرضاه بطلا شعبيا، إذ قيل إنه كان يفحص 120 مريضا كل يوم. ولكنه كان واثقا من نفسه ورافضا للعلاجات البديلة ولا يقوى على تحمُّل الانتقاد. وبفرضه إرادته وتسييسهpoliticizing المجتمع الطبي أصبح روش عقبةً كأداء في وجه أيّ علاج أفضل من طرف الأطباء الآخرين. وقد كتب وزير الحرب <H. نوكس> إلى الرئيس <جورج واشنطن> في الشهر 9/1793قائلا: «تثير الآراء المختلفة في المعالجة بلبلة كبيرة، ولكن روش هزم كل ما واجهه».

 

وفي نهاية المطاف، أدت خلافية روش وعلاجه المغالى فيه إلى تشويه سمعته، فاستقال من الهيئة الطبية بعد وقت قصير من الوباء ساخطا مما لمسه من ازدراء الأطباء الآخرين له. ولكنه عاد مرفوع الرأس لينذر نفسه لمعالجة ضحايا جائحات الحمى الصفراء التي ضربت فيلادلفيا لاحقا ومارس الفصد الدموي المغالى فيه بشكل أشد من ذي قبل. وفي عام 1797 نجا تلميذه المخلص <P. فيزيك> بعد 22 فصدا دمويا، قيل إنه فقد فيها نحو 4.5 لتر من الدم.

 

وبالنسبة إلى مدينة فيلادلفيا، فإن وباء 1793 أدى في العام التالي إلى تأسيس أول إدارة للصحة في المدينة. وأسهم ذلك الوباء جزئيا في استكمال فيلادلفيا في عام 1801 لأول منظومة مياه في مدينة أمريكية رئيسية. وكانت السلطات الصحية قد افترضت أن إزالة القاذورات ستساعد على منع حدوث الحمى الصفراء والأمراض الأخرى؛ وما بناء منظومة الماء إلا جزءٌ من عملية التنظيف العامة.

 

لقد حسَّنت جهود المجتمع الأمريكي الإفريقي العلاقات بين السود والبيض في فيلادلفيا حينما كان التوتر العرقي يتعاظم في أرجاء كثيرة من البلاد. ففي أثناء الوباء ذاع صيت إخلاص السود في تمريض المصابين والتعامل مع الموتى. وفي عام 1794 أدى الامتنان بزعماء المدينة ورجال دين مناهضين للعرقية إلى التعاون مع المجتمع الأمريكي الإفريقي لدى تأسيس أول كنيسة يمتلكها ويديرها السود في البلاد. ولاتزال كنيسة سانت توماس الأسقفية الإفريقية وكنيسة الأم المقدسة A.M.E. أبْرشِيَّتيْنِ نشيطتين حتى هذه الأيام.

 

أصداء واسعة

لم يكن كل شيء سلسا، فقد اتهم المؤرخ كاري بعض السود باستغلال الموقف عبر تقاضيهم أجورا مجحفة عن خدماتهم ونهب بيوت المرضى الذين رعوهم. وفيما يعتقده بعض الخبراء أقدم منشور سياسي أمريكي إفريقي في البلاد، نَشَرَ جونز وألين تفنيدا غاضباـ ولكنه متحفظ ـ يصف بشكل بليغ الظروف المخيفة التي كان يعمل فيها الممرِّضون من دون عون وأحيانا من دون أجر عن خدماتهم.

 

تجاوزت أصداء وباء 1793 مدينة فيلادلفيا؛ ففي أثناء الواقعة، أسست امرأة من جماعة الكويكرز Quakers مستقلة تدعى <A. باريش> معهدا يُمكِّن النسوة الأرامل (نتيجة للمرض) من الحفاظ على سلامة عائلاتهن. (فبينما كانت النساء يغزلن الصوف في دار الصناعة، كان غيرهن يحرسن الأطفال ويعلمنهم). لقد صار برنامج باريش نموذجا لخيرية مبتكرة أمام المدن الأخرى التي عانت فيما بعد أوبئة الحمى الصفراء. وفي غضون ذلك، ونتيجة للخلاف الذي أثاره روش، ازداد إلمام الأطباء في الجهات الأخرى بالطرائق الفرنسية للمعالجة، وناقش العديد منهم مزايا الفصد الدموي المغالى فيه.

 

وعلى طول الساحل اتخذت المدن إجراءات صحية عامة، بما في ذلك إقامة محطات للحجر الصحي من أجل السفن الأجنبية. وعلاوة على ذلك، بدأت حركة لتعزيز تدابير الصحة العامة التي اتُّخِذَت في القرن التاسع عشر. فمثلا أنشئت في مدن مختلفة منظومات للمياه والشؤون الصحية وجرى تنظيف الشوارع بتكرار أكثر.

 

لقد كان للأوبئة، من أمثال ما أصاب عاصمة الأمة في زمن حرج من تاريخ البلد، ذيول سياسية كذلك. فقبل وصول الحُمّى الصفراء كانت عواطف الشعب في العاصمة تميل بقوة إلى مساندة الحكومة الثورية في فرنسا في حربها التي أعلنتها ضد بريطانيا العظمى وهولندا وأسبانيا. ونذكر أن فرنسا أرسلت مبعوثا لكسب التأييد الشعبي لتلك الحرب، فوجد هذا المبعوث (ويدعى <Ch.E.C. جينيت>) جماهير متحمسة في فيلادلفيا، ولكنه لقي استقبالا فاترا من الرئيس واشنطن.

 

أما <جون أدامز> الذي كان سيصير الرئيس الثاني للولايات المتحدة، فقد ذكر لاحقا أن «عشرة آلاف إنسان في شوارع فيلادلفيا كانوا يهددون يوما تلو الآخر بطرد الرئيس واشنطن من بيته وبالقيام بثورة على الحكومة أو إجبارها على إعلان الحرب لصالح الثورة الفرنسية وضد إنكلترا. وما استطاعت غير الحمى الصفراء إنقاذ الولايات المتحدة من ثورة شاملة.»

 

لقد بَزَّتْ الكارثة الطبية الاهتياجَ السياسي. فبحلول الزمن الذي انتهى فيه الوباء وصلت إلى أمريكا أنباء مغالاة الحكومة الفرنسية، فتحوّل الرأي العام ليصبح ضد فرنسا متخذا وجهة الحياد.

 

وبعد أن هاجت الحمى الصفراء عدة مرات في الولايات المتحدة، بدأت تتلاشى تدريجيا في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر. ولكنها مع ذلك استمرت تهدد مناطق استوائية معينة ولا سيما في أمريكا الجنوبية وجنوب الصحراء الكبرى.

 

لقد بدأ تراجع الوباء في الولايات المتحدة قبل زمن طويل من ظهور لقاح ناجح ضده في الثلاثينات من القرن الحالي. (وهذا اللقاح متوافر للجنود والمسافرين فقط، إذ إنه لسوء الحظ مكلف للغاية). وربما أسهمت إجراءات الحجر الصحي وإمدادات المياه التي قللت مساحات تكاثر البعوض بدورٍ في القضاء على جائحات هذا الوباء في الولايات المتحدة؛ ولكن عوامل أخرى مثل تحسين الشؤون الصحية لا بد أن تكون قد قامت بدورها كذلك. وما هذا الانحسار إلا جزء من نموذج أكبر تراجعت فيه معدلات الوفاة من أمراض خَمَجية (إنتانية) عديدة على امتداد القرن الثامن عشر.

 

يجد هذا الڤيروس في المناطق الاستوائية مَرَاحا طبيعيا في النسانيس، وليس ثمة أمل في القضاء عليه عبر تخريب عوائله (أثويائه) hosts الطبيعية. وقد يستطيع العلماء في نهاية المطاف التحكم في هذا المرض عبر استبدال جماعات البعوض الأصلية بأشكال مُحَوَّرة جينياgenetically altered لا تستطيع نقل المرض، ولكن هذا المدخل بعيد المنال. وفي غضون ذلك يبقى وباء الحمى الصفراء من الاحتمالات المقلقة في الولايات المتحدة ولا سيما في أقصى الجنوب، حيث توجد مجموعات كبيرة من البعوض إيديس إيجيپتي.

 

وعلى الرغم من معارفنا الحديثة ووجود اللقاح، فإن مثل هذا الوباء يمكن أن يتفشى بسرعة. وحالما يبدأ، سيحتاج العاملون في الصحة العامة إلى زمن لتحصين الناس المعرَّضين لخطره ولتأمين التحكم الفعال في البعوض واتخاذ إجراءات الحجر الصحي. وقد قدّر معهد الولايات المتحدة للطب أن تفشّي الحمى الصفراء في مدينة رئيسية مثل نيو أورليانز سيسبب مئة ألف إصابة وعشرة آلاف وفاة قبل السيطرة عليه.

 

إضافة إلى ذلك، تنبأ المعهد المذكور بإمكان أن تغدو أنواع أخرى من الڤيروسات غير المعروفة الآن عناصر تهديد رئيسية للصحة. (وما الڤيروس المسمى HIV الذي يسبب مرض نقص المناعة المكتسب (أي الإيدز) إلا مثال لما كان يوما ڤيروسا مُبْهما أطلق العنان لوباء مستطير). وهكذا حث ذلك المعهد الحكومةَ على تبني طرائق أفضل مما هو موجود لتحديد الهجمات الجديدة للأمراض الخمجية وإيقافها مبكرًا. وعقب التجربة التي خاضها <بنيامين روش> وزملاؤه الأطباء في أثناء تفشي وباء الحمى الصفراء في فيلادلفيا عام 1793، لا بد أنهم كانوا سيوافقون على ذلك بكل تأكيد.

 

المؤلفون

K. R. Foster – M. F. Jenkins – A. C. Toogood

لقد اهتموا جميعا اهتماما كبيرا بتاريخ فيلادلفيا. ويشغل فوستر وظيفة أستاذ الهندسة الحيوية في جامعة پنسلڤانيا. وجينكنز هي المشرفة الرئيسية على الحديقة التاريخية الوطنية في فيلادلفيا. أما توگود فهي مؤرِّخة لدى Park Service نحو أكثر من ثلاثين عاما.

 

مراجع للاستزادة 

A NARRATIVE OF THE PROCEEDINGS OF THE BLACK PEOPLE DURING THE LATE AWFUL CALAMITY IN PHILADELPHIA IN THE YEAR 1793, AND A REFUTATION OF SOME CENSURES THROWN UPON THEM IN SOME LATE PUBLICATIONS. Absalom Jones. Historic Publications, Philadelphia, 1969. Reprinted by Independence National Historical Park, Philadelphia.

FORGING FREEDOM: THE FORMATION OF PHILADELPHIA’S BLACK COMMUNITY 1720-1840. Gary B. Nash. Harvard University Press, 1988.

BRING OUT YOUR DEAD: THE GREAT PLAGUE OF YELLOW FEVER IN PHILADELPHIA IN 1793. J. H. Powell. Reprint edition. University of Pennsylvania Press, 1993.

A MELANCHOLY SCENE OF DEVASTATION: THE PUBLIC RESPONSE TO THE 1793 PHILADELPHIA YELLOW FEVER EPIDEMIC. Edited by J. Worth Estes and Billy G. Smith. Science History Publications/USA, Philadelphia, 1997.

Scientific American, August 1998

 

(1) سميت كذلك لأنها تسبب فرط إفراز الصفراء.

(2) (متقطعة) remittant: حمى تَضعف أعراضُها على نحو ملحوظ في فترات معينة من غير أن تزول كليا.  (التحرير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى