أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطب وصحة

عقاقير للإيدز من أجل إفريقيا

عقاقير للإيدز من أجل إفريقيا(*)

معظم الخمسة والثلاثين مليونًا المصابين بڤيروس الإيدز

في العالم يعيشون في القارة الإفريقية، حيث أدوية مكافحة

الڤيروس HIV نادرة. فهل سيترك العالم هؤلاء الناس يموتون؟

< C .إيزل >

 

امرأة مليحة في الثلاثينات من عمرها، يغطي رأسها شعر قصير أملس، تراجع عيادة طبية وتأخذ مظروف حبوب پلاستيكيا صغيرا، وتدسه في كيس نقودها. ولا يُفهم سبب زيارتها العيادة إلا حينما تقف وتعانق المستشارة المشرفة عليها عناقا مفعما بالعاطفة؛ فيبدو عندئذ تحت ثوبها انتفاخ يدل على أنها حامل في شهرها الثامن.

 

إن المشرفة عليها والأطباء والممرضات في هذا المرفق الطبي في خايلتشا(1)Khayelitsha  هم الوحيدون الذين يعلمون أن هذه المرأة ـ التي ستدعى هنا ميلسنت ـ مصابة بڤيروس العوز المناعي البشري (HIV). إن والد جنينها لم يبق له وجود في حياتها؛ وتقول إن أمها ـ التي تقوم مليسنت بإعالتها ـ “ستموت” لو علمت بالنبأ. وتخشى مليسنت أيضا من إخبار أصدقائها، فقد تتعرض للقتل إن تسرب سرها. فقبل بضعة أيام فقط من زيارتها العيادة وُجدت شابة عمرها 25 عاما في سويتوSoweto  مقتولة بعيار ناري في رأسها، وبجانب جثتها ورقة بنية تحمل رسالة خُطَّ فيها على عجل: “إيدز إيجابي للڤيروس HIV”. ولم تكن تلك الحادثة الأولى من نوعها.

 

ولكن على الرغم من وصمة العار وسرّية الأمر، فإن لدى مليسنت أملاً للمستقبل ـ أو على الأقل مستقبل وليدها ـ يكمن في كيس يحوي كبسولات بيضاء ذات خطوط زرقاء، هي دواء الأزيدوثايميدين (أو AZT  اختصارا) المضاد للڤيروسات القهقريةantiretrovirals. وتشكل مليسنت جزءا من برنامج استرشادي رائد pilot  تديره المنظمة الفرنسية “أطباء بلا حدود”، ويعتمد على استعمال مضادات الڤيروسات القهقرية لمنع سريان (انتقال) الڤيروس HIV  من الأمهات المصابات به إلى أجنتهن. ويعد الانتقال من الأم إلى الطفل إحدى القوى العاملة الناشطة وراء جائحة الإيدز في الجنوب الإفريقي. وبناء على تقرير نشرته وزارة الصحة في جنوب إفريقيا فإن تسعة من بين كل عشرة أطفال مصابين بالڤيروس HIV  في العالم يعيشون في  إفريقيا جنوب الصحراء.

 

لقد غدت أنظمة إعطاء الدواء المضاد للڤيروس القهقري منعا لانتقال الڤيروسHIV  من الأمهات المصابات إلى أجنتهن في أرحامهن أو عند ولادتهن، إجراء روتينيا في الولايات المتحدة وفي معظم البلدان الصناعية. ولكن عيادة “أطباء بلا حدود” هي واحد من برامج محدودة العدد تقدم هذه الخدمة في إفريقيا كلها. وتقل عنها عددًا العيادات والمستشفيات التي تملك عقاقير كافية وإجراءات مناسبة لإعطاء العلاجات المضادة للڤيروس HIV  لبقية جماهير المصابين من الرجال والنساء غير الحوامل والأطفال في أرجاء القارة.

 

تمثّل التكلفة الباهظة للعقاقير عاملا مهما وحاسما في منع وصول معالجات مرض الإيدز إلى مناطق عديدة في العالم كإفريقيا التي هي بأمسّ الحاجة إليها. وقد برزت أسعار الأدوية بصورة إجمالية كنقطة الوميض في حملة السباق المتنامية للانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة. وفيما كان العدد 11 (2000) من ساينتفيك أمريكان في طريقه إلى المطبعة، كانت خمس شركات صيدلانية عالمية تعقد لقاءات مع منظمة الصحة العالمية (WHO) وتجري سلسلة نهائية من المحادثات الرامية إلى جعل أدويتها الخاصة بالإيدز في حدود قدرة الدول الفقيرة. وكجزء من هذه السيرورة عرضت شركات بوهرنگر إنگلهايمBoehringer Ingelheim وبريستول-مايرز سكويب Bristol-Myers Squibb  وگلاكسو ولكمGlaxo Wellcome وميرك وشركاؤها Merck & Company وهوفمان-لاروش Hoffmann-La Roche، في الشهر5/ 2000 تخفيض أسعار أدويتها المضادة للڤيروسات القهقرية لإفريقيا بنسبة 80 في المئة. ولكن هذا لم يمنع المنتقدين من أن يسخروا قائلين إن هذا الجهد ضئيل جدا ومتأخر جدا.

 

ويجادل كثيرون في أن أثمان الأدوية ليست العوائق الوحيدة التي تحول بين كثير من الإفريقيين وبين الحصول على العقاقير. ويقول < E .D. بلوم> [أستاذ الاقتصاد وعلم السكان في كلية الصحة العامة بجامعة هارڤارد]: “ليت مشكلة علاج الإيدز في العالم تقتصر على الأسعار الباهظة للدواء!” ويضيف “إن الإيدز يلتقي مع أهم مشكلات يومنا هذا، بما فيها الفقر والعولمة وغياب البنية التحتية (الأساسية) للرعاية الصحية.

 

إضافة إلى تكاليف الدواء، هناك الاختبار الضروري لقياس مدى نجاح العقاقير المضادة للڤيروس القهقري في معالجة كل مريض على حدة، ولرصد نشوء المقاومة الڤيروسية. وهذه الاختبارات عالية الكلفة، وتتطلب زيارات متكررة للأطباء، وقد يصعب على فنيي المختبر إجراؤها. يضاف إلى ذلك أن قلة من قادة الأقطار الإفريقية جنوب الصحراء يدعمون استخدام الأدوية المضادة للڤيروسات القهقرية. وفي الواقع، يواصل رئيس جنوب إفريقيا < Th. مبيكي> ادعاءه أن الڤيروس HIVلا يمكنه أن يشكل السبب الوحيد للإيدز. ويؤكد أيضا أن الدواء AZT  وغيره من مضادات الڤيروسات القهقرية شديد السميّة للإفريقيات الحوامل، مع أن الدراسات في أمكنة أخرى من العالم أظهرت قدرة هذه العقاقير على التقليل من إمكان انتقال المرض من الأم إلى الطفل بمقدار النصف، مع تأثيرات جانبية طفيفة.

 

ويضاف إلى هذه العقبات أن عدم الفصل في المسائل التي تتفرع من جعل المداواة المضادة للڤيروس القهقري متاحة على نطاق واسع أمر يثير الألم في النفوس. فمن سيعتني بأولئك الأيتام كلهم إن لم يكن باستطاعة دولة إعطاء الأدوية المضادة للڤيروس القهقري إلا للحوامل اللواتي سيفارقن الحياة بعد حين مع آباء أطفالهن؟ وإن لم يواظب المرضى في الأقطار النامية على تناول أدويتهم بصورة منتظمة وصحيحة، فهل سيولّدون ذراري فائقة المقاومة من الڤيروس HIV  قادرة  على شق طريقها ومداهمة البلدان الصناعية؟

 

العيش في عالم الواقع(2)

مثل هذه الأسئلة لا تعدو كونها مجرد افتراضات في عالم الأكواخ المبنية من الصفيح ومخلفات الأخشاب وألواح البلاستيك الممتدة على مدى النظر من الطريق العام المنحدر إلى خايلتشا. هناك ـ على مشارف كيپ تاون ـ يعيش عشرات الآلاف في فقر مدقع في أعقاب عصر التمييز العنصري، وفي كل يوم يندفع المزيد من البشر قادمين من المناطق الريفية؛ ليبنوا “مساكن عشوائية” (غير قانونية) لا تتجاوز 8x 10أقدام، باحثين عن عمل، ونادرا ما يوفقون. وعوضا عن ذلك، يصاب الكثير منهم بالڤيروس HIV. ولا يأمل اتخاذ إجراء نحوه سوى قلة من المحظوظين جدا.

 

إن ثمن الدواء AZT الموجود في حقيبة يد مليسنت دفعته حكومة جنوب إفريقيا، التي اشترته من الشركة المنتجة (گلاكسو ولكم) مقابل سعر زهيد بلغ نحو 3 رندات (0.40 دولار) لكل كبسولة تحوي 100 مليگرام؛ وهو في كيپ تاون أقل من ثمن علبة كوكاكولا، مع العلم أن سعر حبة من الدواء AZT  في مدينة نيويورك قد يصل إلى 55 دولارات.

 

لقد أعطت منظمة “أطباء بلا حدود” الدواء AZT حتى الآن لنحو 1400 حامل إيجابية للڤيروس HIV  في خايلتشا ضمن برنامج استرشادي رائد. ووضعت الأمهات أوائل المواليد في الشهر 3/19999 ولهذا فليس بإمكان الأطباء حتى الآن تقرير فاعلية البرنامج. (إن أبكر اختبارات أضداد ذات مدلول لا يمكن إجراؤها على المواليد إلا بعد بلوغهم 18 شهرا).

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H03_00480.jpg

المشرفة < P. كولو> تعانق المراجِعة التي دعيت هنا مليسنت، (تشاهد من الخلف، في أقصى اليمين) بعد مناقشة الطريقة التي تستطيع بها مليسنت أن تحمي جنينها من الإصابة بڤيروس العوز المناعي البشري (HIV). وتعيش مليسنت الإيجابية للڤيروس HIV في منطقة خايلتشا (في الأعلى) على مشارف كيپ تاون في جنوب إفريقيا، وهي تشارك في برنامج استرشادي رائد لتحصل على الدواء AZT (في اليمين) الذي يمنع انتقال الڤيروس HIV من الأم إلى الطفل.

 

وقد يثبت عقار آخر، هو النيڤيراپين nevirapine، أنه مساوٍ للدواء AZT في فعاليته، وقام مصنِّعوه بتقديمه مجانا لإفريقيا وغيرها من الأقاليم الفقيرة. وفي الشهر 7/ 2000 أعلنت شركة بوهرنگر إنگلهايم بألمانيا أنها ستمنح الدواء مجانا مدة خمس سنوات للبلدان ذات “الاقتصاد النامي”. وذكرت الشركة في المؤتمر الدولي الثالث عشر للإيدز الذي عُقد في الشهر 7/ 2000 في جنوب إفريقيا أن النيڤيراپين (الذي يباع تحت الاسم التجاري ڤيرامْيون Viramune) خفض معدلات انتقال العدوى من الأم إلى الطفل حتى 14 في المئة بين مجموعة من 652 حاملاً. ولم يصب بالعدوى إلا 10 في المئة من الأطفال المولودين لعدد مماثل من النساء تناولن توليفة combination دوائية شملت الدواء AZT ودواء آخر يدعى 3TC  (أو إپيڤير Epivir).

 

يتطلب النظام الكامل للنيڤيراپين ثلاث جرعات من الدواء فحسب: تعطى اثنتان للأم (إحداهما خلال المخاض والأخرى بعد يوم أو يومين من الولادة)، وتعطى واحدة للوليد. وفي المقابل يجب تناول الدواء AZT  أشهرا. ومع هذا، فإن جنوب إفريقيا ـ التي تعاني إحدى أعلى نسب الإصابة بالڤيروس HIV  في العالم ـ لم تقبل حتى الآن عرض شركة بوهرنگر إنگلهايم مع أن الحكومة الإقليمية في مقاطعة وسترن كيپ Western Cape تقوم بتوسيع برنامج AZT  الذي تدعمه منظمة “أطباء  بلا حدود” وإيصاله إلى خمس مناطق أخرى.

 

وتصرح < M. تشابالالا-مسيمانگ> [وزيرة الصحة في جنوب إفريقيا] قائلة: “نحن لا نعتقد أن الطريقة الوحيدة للتغلب على انتقال الڤيروس من الأم إلى الطفل هي المداواة المضادة للڤيروس القهقري.” وبدلاً من ذلك، تؤكد <تشابالالا-مسيمانگ> أن خطة الدولة لمواجهة الڤيروس HIV ومرض الإيدز حتى عام  2005 تركز على الوقاية ومعالجة العداوى (الأخماج) الانتهازية opportunistic infections، وعلى دعم الرعاية المنزلية. وتشرح فكرتها بالقول: “نبدأ بوضع اللمسات الأخيرة على برنامج يستهدف الأسر المصابة بالإيدز، ونسأل كيف يمكننا دعمها.” وفي الشهر8/2000 رفضت جنوب إفريقيا وناميبيا عرضًا من بنك الولايات المتحدة للتصدير والاستيراد Export-Import Bank  لأربعة وعشرين قُطْرا إفريقيا جنوب الصحراء بتقديم بليون دولار أمريكي على شكل قروض سنوية لشراء أدوية مضادة للإيدز، قائلتين إنهما تعانيان ما يكفي من أعباء الديون.

 

إن رفض حكومة جنوب إفريقيا استخدام الأدوية المضادة للڤيروس القهقري لوقاية الأطفال من أن يولدوا وهم مصابون بالڤيروس HIV  يربك ويحزن الكثيرين في داخل الدولة وخارجها. وحتى إذا اختارت جنوب إفريقيا ألا تقبل هبة شركة بوهرنگر إنگلهايم من النيڤيراپين، فبإمكانها شراؤه مقابل 4 دولارات لكل حامل. “إنني لا أبكي فحسب، بل لدي شعور بالظلم والذنب”؛ لأن النيڤيراپين لا يعطى لجميع الحوامل المصابات بالڤيروس HIV  في جنوب إفريقيا، هذا ما صرح به القاضي < E. كاميرون> [من المحكمة الدستورية في جنوب إفريقيا، الذي هو نفسه إيجابي الڤيروس HIV] وذلك في كلمة ألقاها في مؤتمر الإيدز الذي عقد في دربان. وقد حث موقف الحكومة هذا أيضا مجموعة مقرها دربان على تبني إجراءات قانونية، وقد دعيت المجموعة “حملة تنفيذ المعالجة TAC.” وتقدمت هذه المجموعة بطلب اتخاذ إجراء قانوني يجبر جنوب إفريقيا على تقديم مضادات الڤيروسات القهقرية لكل حامل مصابة بالڤيروس HIV.

 

ولكن حملة تنفيذ المعالجة TAC تقف ضد إعطاء الأدوية مجانا، بحجة أن برامج الشركات الصيدلانية المانحة غير دائمة؛ إذ هي محدودة عادة بفترة زمنية معينة، وتضع في بعض الأحيان قيودا على ما يمكن استخدام الدواء من أجله. وقد تبادلت الجماعة TAC الرسائل مع الهيئة الإدارية في شركة فايزر Pfizer  مثلاً، في محاولات منها لتخفيض سعر دواء الفلوكونازول fluconazole  الشائع في الولايات المتحدة علاجا يعطى بجرعة واحدة لمداواة عداوى الفطور المهبلية. وليس الفلوكونازول (أو دِفلوكان Diflucan) عقارا مضادا للڤيروسات القهقرية، ولكنه الدواء الوحيد الفعال ضد التهاب السحايا بالمستخفيات(3) cryptococcal meningitis، وكذلك إنه العلاج المفضل في حالات السُّلاق(4) thrush.

 

وقد تصل تكلفة جرعة مقدارها 200 مليغرام من الفلوكونازول إلى 20 دولارا في الولايات المتحدة. ولكن مصنِّعي الدواء الجنيس(5) generic  في تايلاند ينتجونه الآن مقابل 0.60 دولار لكل جرعةٍ معالِجَة (و0.30 دولار لكل جرعةٍ داعمة). وتقدمت شركة فايزر بعرض تهب فيه الدواء مجانا للمرضى الذين لا يقدرون على شرائه، بشرط أن يقتصر هذا على جنوب إفريقيا وعلى حالات التهاب السحايا بالمستخفيات، وليس على حالات السُّلاق. وتعترض الجماعة TAC  على هذه القيود؛ إذ إنها تخشى أن تستمر الشركة بتقديم الدواء مجانا طالما ظلت براءة اختراعه سارية المفعول فحسب (أي ما يزيد قليلاً على عامين)، وبعد ذلك يُترك المرضى ليدفعوا ثمنا غير معروف. ويصر <z. أشمات> [من الجماعة TAC] على القول: “إن ما نريده هو ما سبق وطلبناه، أي: تخفيض السعر” إلى السعر التايلندي أو دونه. وفي حالة الإخفاق، فإن الجماعة TAC  تلتمس من شركة فايزر أن تمنح جنوب إفريقيا امتيازا طوعيا يمكِّنها من استيراد الفلوكونازول الجنيس.

 

وأجابت الشركة فايزر في رسالة إلى الجماعة TAC بأنها ستضمن حصول مرضى برنامج العقار المجاني على الدواء “طوال مدة احتياجهم إليه”، وبأن الشركة “سوف تقيِّم نجاح البرنامج بعد سنتين.”

 

صدمة الأسعار(6)

وفيما يستمر الجدال حول الفلوكونازول، تقوم بعض الدول ـ وعلى رأسها الهند وتايلند والبرازيل ـ بإنتاج نسخ جنيسة من مضادات الڤيروسات القهقرية. وتشمل هذه بصفة خاصة مثبطات الپروتييز الجديدة الباهظة التكاليف التي يمكن أن تكلف مريضا في الولايات المتحدة ما يزيد على 20 دولارا كل يوم. وتحصر مثبطات الپروتييز هذه إنزيما يستخدمه الڤيروس HIV  لتفكيك پروتين طليعي كبير إلى الوحدات الأصغر التي يحتاج إليها لاستنساخ ذاته، وعادة ما يشمل خط العلاج الأول للعدوى بالڤيروس HIV  في الولايات المتحدة مثبط پروتييز، كالإنديناڤيرindinavir؛ إضافة إلى عقاريْن يعملان، مثل AZT، عن طريق إيقاف قدرة الڤيروسHIV  على نسخ مادته الوراثية. وفي الولايات المتحدة تكلف الدورة العلاجية باستعمال هذه التوليفة الدوائية على امتداد سنةٍ نحو 120000 دولار.

 

ابتلِعْ هذا: ثلاثة أيام معالجة بالأدوية المضادة للڤيروسات القهقرية

هناك 16 دواء رئيسيا مضادا للڤيروسات القهقرية في أسواق الولايات المتحدة الآن. وتستخدم هذه الأدوية بنظام توليفات combinations  بالغ التعقيد، إذ يعتمد على عوامل مختلفة، كأن يكون المريض قد تناول أحدها من قبل؛ وعلى التأثيرات الجانبية التي عاناها المريض؛ وعلى ظروف أخرى لدى المريض أو المريضة. وأظهرت توليفات من عقارات متعددة أنها أكثر فاعلية من استخدام عقار واحد أو عقارين. وفيما يلي ثلاثة نظم دوائية نمطية تبين عدد الحبوب التي ينبغي أن يتناولها الفرد يوميا في كل نظام. (إن نظائر النيوكليوزيدات ومثبطات الترانسكرپتيز العكسي (الانتساخ العكسي) اللانيوكليوزيدية تمنع الڤيروس HIV  من نسخ مادته الجينية، وكذلك تحصر مثبطات الپروتييز إنتاج الپروتينات الڤيروسية الجديدة). أما أي الأنظمة هو الأكثر ملاءمة لظروف إفريقيا وقدرتها على الشراء فهو تساؤل مازال قيد المناقشة.

http://oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H03_00481.jpg

 

لقد دأبت الصناعات الدوائية في الهند والبرازيل على تجاهل الاتفاقيات الموضوعة لتشجيع الشركات من مختلف الأقطار على احترام براءات منتجات بعضها بعضا. ولكن الرئيس السابق كلينتون وقَّع في الشهر5/2000 أمرا تنفيذيا ينص على أن الولايات المتحدة لن تتدخل إذا أقدمت الدول الإفريقية على عدم احترام البراءات التي تملكها شركات صيدلانية في الولايات المتحدة باستيراد أدوية الإيدز الجنيسة المصنَّعة في الهند أو في غيرها من الأقطار.

 

فضلا عن ذلك، تسمح الاتفاقية الدولية حول “الأوجه التجارية لحقوق الملكية الفكرية” (TRIPS) للدول الإفريقية أن تحصل على نسخ جنيسة من الأدوية المضادة للڤيروسات القهقرية على نحو قانوني. وطبقا للاتفاقية TRIPS التي تخص  137 عضوا في منظمة التجارة العالمية، فإن بإمكان الحكومات سن قوانين على أسس متفاوتة بغية تجاوز (تجاهل) اتفاقية حماية البراءات وتقديم “إجازات قسرية”compulsory licenses  لشركات واقعة ضمن حدودها كي تتمكن من تصنيع المنتجات ذاتها للسوق المحلية. وتلتزم هذه الشركات بدفع جُعالات royalties  لحامل البراءة، ولكنها مع ذلك تستطيع في معظم الحالات أن تبيع المنتجات بثمن بخس.

 

وتحارب الشركات الصيدلانية فكرة منح الإجازات القسرية لأنها ستقضي على مغزى البراءات، وستقلل من مخصصات البحوث؛ وكذلك يحتمل أن تؤدي إلى تقليد المنتج على نحو سيئ أو ربما خطر. وعوضا عن ذلك، يبدو أن الشركات الخمس التي تفاوض المنظمة WHO  ـ والتي تنتج ـ معا ـ معظم مضادات الڤيروسات القهقرية المرخَّص بيعها في الولايات المتحدة ـ مُصِرَّة على اقتراحها الرامي إلى تخفيض أسعارها بنسبة 80 في المئة.

 

ولكن هذا لا يرقى إلى مستوى طموح < D. بيرمان> [من منظمة أطباء بلا حدود]، الذي يأمل أن يرى شركات الأدوية تبيع منتجاتها بما لا يزيد إلا قليلاً على سعر التكلفة؛ إذ إن تخفيضا مقداره 80 في المئة سيجعل التكلفة السنوية لتوليفة دوائية تضم مضادات الڤيروسات القهقرية تنخفض من نحو12000 دولار إلى 2400 دولار؛ في حين لا يتعدى ثمن الأدوية ذاتها من الشكل الجنيس المستورد من البرازيل 1000 دولار فحسب (ولكي يفهم هذا على وجه صحيح، يجب أن نضع في الحسبان أن الدول النامية تنفق بصورة عامة 4 دولارات سنويا على الرعاية الصحية للفرد). وكذلك لا يقبل بيرمان مناقشة الجودة النوعية ولا يرى أن السعر الدوائي الرخيص في إفريقيا والبلدان النامية الأخرى سيعيق البحث عن مستحضرات صيدلانية جديدة. “ففي الوقت الحاضر، لا تشكل إفريقيا إلا واحدا في المئة فقط من السوق الدوائية العالمية” لأن الأدوية تثمن ـ كما يقول بيرمان ـ بأسعار عالية جدا. “ولهذا، فإن تخفيضات الأسعار في أفريقيا ينبغي ألا تؤثر في سير البحوث.”

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H03_00482.jpg

تسحب الممرضة <V. شوشا> دما لإجراء فحص للڤيروس HIV من حامل في وحدة طب التوليد في خايلتشا قرب كيپ تاون (في الأسفل). ظهرت نتيجة الاختبار سلبية وتلقت المرأة النصح حول كيفية تفادي العدوى في المستقبل. ولو جاءت نتيجة الفحص إيجابية في اختبار التحري البدئي، لوجب تأكيد النتيجة باختبار ثان (في اليسار) يشير فيه ظهور نقطتين زرقاوين إلى وجود أجسام مضادة للڤيروس HIV.

 

إن اقتراح التخفيض بثمانين في المئة لا يثير اهتمام وزيرة الصحة < T. تشابالالا-مسيمانگ> أيضا، إذ تقول: “لديّ ميزانية تصل إلى ملياري رند لمعالجة المشكلات الصحية في الدولة بأكملها”. وبعملية حسابية، فإن خفض 80 في المئة من سعر دورة علاجية نمطية تستخدم فيها العقاقير المضادة للڤيروسات القهقرية سيجعل التكلفة 17000 رند للشخص الواحد سنويا. وبهذا فلن تتمكن الوزيرة إلا من تأمين حاجةِ نحو 12000 شخص فقط، حتى إن أنفقت الميزانية كلها في شراء هذه الأدوية، وهو أمر مستحيل طبعا. واعتمادا على تقديرات وزارتها، فإنه يوجد في جنوب إفريقيا 4.2 مليون فرد مصابون بالڤيروس HIV  ـ أي أكثر من 100 في المئة من السكان.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H03_0053.gif

 

ويصف < H. بلوم> أيضا مفاوضات شركات الأدوية الخمس والمنظمة WHO خلف الأبواب الموصدة بأنها “قصيرة النظر.” وكبديل لذلك، يقترح وضع أسعار تتدرج في الارتفاع تبعا لغنى البلد، وتشكيل جمعيات شراء إقليمية كي تستطيع الدول شراء الأدوية بالجملة والمفاوضة على سعر أفضل. وبهذا ينتهي الأمر بأن تدفع الأقطار الغنية فاتورة البحث والتطوير (R&D)، في حين لا تدفع الأقطار الفقيرة إلا تكلفة صنع العقار.

 

ما بعد أسعار الدواء(7)

ولكن تكاليف الأدوية ليست العوامل الوحيدة المؤثرة في صلب الموضوع حينما يتعلق الأمر بمعالجة الإيدز؛ إذ يؤكد <J. ستيرشيو> [المدير التنفيذي للشؤون العامة لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في الشركة ميرك] قائلاً: “لو اقتصر الأمر ببساطة على جعل الأدوية متاحة، لحصل الناس عليها.” وميرك هي الشركة التي تبيع الإنديناڤير المثبط للپروتييز تحت الاسم التجاري كريكسيڤان Crixivan. ويتفق معه < S. ڤيلا> [رئيس جمعية الإيدز الدولية ومدير برنامج البحوث السريرية للڤيروس HIV  في المعهد القومي الإيطالي للصحة في روما] فيقول: “ليس الحصول على مضادات الڤيروسات القهقرية إلا جزءا من مسألة شديدة التعقيد.”

 

وما دام الڤيروس HIV سريع الطفور، فإن مجموعة محددة من الأدوية المضادة للڤيروسات القهقرية لن تعمل بنجاح لدى المصاب إلى الأبد، ومن الواجب مراقبة المرضى كي يتمكّنوا من التحول إلى نظام دوائي آخر عندما تصبح السلالة الڤيروسية المُعْدية لهم مقاوِمة. وتقتضي المراقبة إجراء اختبارات لقياس عدد الخلايا(CD4)(8) لدى المريض، إضافة إلى مقايسات الحمل الڤيروسي(9) viral load.

 

أسواق الولايات المتحدة للأدوية الأساسية المضادة للڤيروس HIV

http://oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H03_0054.gif

 

وربما كانت هذه الاختبارات مرتفعة التكاليف، فهي تبلغ في الهند مثلا نحو 1000 دولار سنويا لكل مريض. ولكن <P. فانوفاك> [من مركز بحوث الصليب الأحمر التايلندي للإيدز في بانكوك] يدّعي أن مراقبة الحَمْل الڤيروسي أقل أهمية مما أكده البعض، وأن اختبارات الخلايا CD4  يمكن إجراؤها بتكلفة أدنى كثيرا عن طريق تخفيف تركيز الكواشف المستعملة في المختبر.

 

وفي هذه الأثناء ينكب الأطباء في الولايات المتحدة وفي أوروبا أكثر فأكثر على إجراء اختبارات النمط الجيني genotype (أو البنية الجينية genetic makeup) واختبارات النمط الظاهري phenotype  (أو القابلية للتأثر بالعقاقير المختلفة)، لسلالة الڤيروس HIV  الخاصة لدى شخص ما لتحديد مضادات الڤيروسات القهقرية التي سيكون لها أفضل تأثير فيه. ويقتضي التنميط الجيني دراسة نماذج الڤيروس HIV  عند المريض بحثا عن الطفرات المعروف أنها تجعل الڤيروس مقاوما لعقاقير معينة. أما التنميط الظاهري، الذي هو أشد صعوبة وأكبر تكلفة، فيتطلب إنماء الڤيروس في المختبر بوجود مجموعة من العقاقير لاكتشاف أيها الأفضل فاعلية.

 

ولكنَّ كثيرا من الفنيين العاملين في المختبرات في العالم النامي تنقصهم المعدات والتدريب اللازمان لإنجاز اختبارات الخلايا CD4  واختبارات الحمل الڤيروسي، ناهيك عن إجراء مقايسات التنميطيْن الجيني والظاهري. ويدعم هذا القصور آراءَ أولئك الذين يحاجّون قائلين إن إفريقيا غير مُهَيَّأة بعد لتدبير المرضى بأدوية مضادة للڤيروسات القهقرية.

 

ويرد <Ch. أوما> [الذي يدير عيادة أطباء بلا حدود في نيروبي بكينيا] بالقول: “لا أظن أن باستطاعتنا انتظار الحكومات الإفريقية حتى تصبح قادرة على إجراء اختبارات الحمل الڤيروسي والخلايا CD4  في كل مركز صحي.” ويرى أن العقاقير المضادة للڤيروسات القهقرية، إن أصبحت أكثر ملاءمة في سعرها بحيث يسهل شراؤها في إفريقيا وآسيا وغيرها من المناطق النامية، فسيتبع ذلك وجود المختبرات الضرورية وتدريب جهاز العاملين. ويتنبأ قائلاً: إذا توافرت الأدوية على نطاق واسع، أمكننا حينئذ أن نحفز الحكومات لرفع مستوى البنية التحتية”.

 

في الشهر 7/ 2000 أعلنت مؤسسة بيل وميلندا گيتس عن منحة قدرها 50 مليون دولار لدعم البنية التحتية الطبية في بوتسوانا. وستنفق المنحة على مدى خمس سنوات، وسيتم تنسيق أمورها بتعهد مناسب التزمت به الشركة وستقدمه على هيئة إدارة برامج وإعطاء أدوية مضادة للڤيروسات القهقرية.

 

المواظبة على اتباع البرنامج(11)

هناك عقبة أخرى تعيق انتشار استعمال العقارات المضادة للڤيروسات القهقرية على نطاق واسع في إفريقيا، وهي تكمن في صعوبة تنفيذ غالبية نظم تعاطي أدوية الإيدز. فعلى سبيل المثال، يجب على المرأة التي تتبع النظام المستخدم لمنع انتقال المرض من الأم إلى الطفل في خايلتشا أن تتناول 3 حبات من الدواء AZTمرتين يوميا خلال الشهرين الأخيرين من الحمل، وأن تتناول الدواء كل 33 ساعات في أثناء المخاض. ولكن لكي تقاوم عدواها هي بالڤيروس HIV  بوساطة مضادات الڤيروسات القهقرية، فهي بحاجة إلى تناول ما يصل إلى 26 حبة يوميا طبقا لبرنامج جرعات صارم وعلى امتداد سنوات ودون انقطاع (انظر الشكل في الصفحة 24). ومن الواجب تناول بعض الأدوية مع وجبة طعام، وبعضها والمعدة فارغة؛ وكذلك يجب أن يحفظ بعضها في مكان بارد ـ وإهمال جرعة واحدة قد يمهد الطريق للڤيروس كي يصبح مقاوما للدواء.

 

ومن العسير جدا التقيد بمثل هذا البرنامج، حتى إن أتيح للفرد الطعام الوفير والماء النظيف والكهرباء اللازمة لتبريد الأدوية التي تتأثر بالحرارة. ويعجز المرضى ـ حتى في أقطار الشمال الغنية ـ عن الالتزام بالخطة العلاجية المقررة التزاما كاملاً بسبب القيود التي يمليها النظام العلاجي المفروض على حياتهم من جهة، وبسبب التأثيرات الجانبية للأدوية من جهة أخرى. واعتمادا على التقارير الواردة من عدد من أوائل البرامج التي أعطت مضادات الڤيروسات القهقرية في بلاد نامية، سيواجه الناس في هذه المناطق ظروفا أشد صعوبة.

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/19/SCI2001b19N5_H03_00483.jpg

 

وقرر <S.P. سو> [الذي يعمل في “عيادة الأمراض المُعدية” في مركز المستشفى الجامعي في داكار بالسنغال] أمام مؤتمر الإيدز الذي عُقِد في الشهر7/2000 أنه استطاع جعل 64 مريضا ـ من أصل 75 مريضا كان يعالجهم بالعقاقير المضادة للڤيروسات القهقرية ـ يتناولون 80 في المئة من أدويتهم؛ غير أن ذلك تطلب متابعة مكثفة. وفي البرازيل ذكر < S.أكينو> من “الإدارة البلدية للصحة في ريو دي جانيرو” أن 67 في المئة فقط من المرضى الذين تتبَّع حالتهم أجروا اختبارات منتظمة للخلايا CD4، و40 في المئة فقط حضروا لإجراء اختبار الحمل الڤيروسي؛ الأمر الذي يعني احتمال وجود مقاومة ڤيروسية غير مكتشفة.

 

وطبقا لما ذكرته <Ch.آدج> [من المشروع Retro-CI في أبيدجان بساحل العاج]، لم تنشر حتى الآن أي بيانات حول انتشار(11) مقاومة دوائية تالية للمداواة بمضادات الڤيروسات القهقرية في إفريقيا. ولكنها تقول إنها عالجت 688 مريضا في برنامجها الذي هو جزء من “برنامج حق الحصول على أدوية الإيدز التابع لبرنامج إيدز الأمم المتحدة”، فظهرت مقاومة نمطية جينية لدى 39 منهم بعد 8 أشهر، وكذلك ظهرت مقاومة نمطية ظاهرية بين 25 منهم. (قد تحدث المقاومة النمطية الجينية والمقاومة النمطية الظاهرية عند المريض نفسه). ويعلق <J. نكنگاسونگ> [العامل في المشروع ذاته] قائلاً: “هذه النتائج ذات أهمية بالغة لإفريقيا؛ إذ قبل أن تصل الأدوية على النحو الصحيح، يكون الكثير من المقاومة قد سبقها وأخذ مجراه.”

 

ويحذر <E. جوماير> [مدير عيادة خايلتشا خارج كيپ تاون] بقوله: “ليس لدينا وقت كبير نصرفه في وضع مقاربة منهجية” لاستخدام مضادات الڤيروسات القهقرية في إفريقيا، “وإلا أصبح المرضى جميعا مقاوِمين.” ويضيف قائلاً “إن بعض مرضاه سبق وذكروا أنهم تناولوا قليلاً من الحبوب المضادة للڤيروسات القهقرية التي استطاعوا أن يحصلوا عليها على نحو متقطع من السوق السوداء.”

 

ويقوم حاليا جوماير وزملاؤه بتشكيل مجموعة من الأطباء في منطقته، حيث يصفون مضادات الڤيروسات القهقرية ويعملون معا ليضمنوا أن لدى الأطباء مؤونة كبيرة من العقاقير. ويأمل أنه حينما يعرّف الناس برنامج المعالجة ـ الذي بدأ عام 2001 ـ سيتقدم المزيد منهم للاختبار بحثا عن الڤيروس HIV، وسيتلاشى الرفض ووصمة العار المُحيقين بمن هم إيجابيون للڤيروس HIV. ويحلو لجوماير أن يقول: “لم يكن الإيدز موجودا في خايلتشا في السنة (1999). أما الآن فهو موجود.”

 

<hr</hr

مراجع للاستزادة 

BEYOND OUR MEANS? THE COST OF TREA’I’ING HIV/AIDS IN THE DEVELOPING WORLD. Panos Institute, London, 2000.

SOMETHING TO BE DONE: TREATING HIV/ AIDS. David E. Bloom and River Path Associates in Science, Vol. 288, No. 5474, pages 2171-2173; June 23, 2000.

 

 (*)AIDS Drugs for Africa

(1) ضاحية يقطنها السود خارج كيپ تاون في جنوب إفريقيا.

(2) Living in the Real World

(3) مرض انتهازي يكمن الموت في طياته ويهاجم المصابين بالإيدز.

(4) عداوى فطرية تصيب الفم والمريء وتجعل البلع صعبا ومؤلما للمصاب بالإيدز.

(5) دواء ينتمي إلى المجموعة نفسها، ولكنه لا يحمل اسما تجاريا ولا تحميه علامة تجارية مسجلة.

(6) Sticker Shock: It,s Contagious         (التحرير)

(7) Beyond Drug Prices

(8) خلايا المناعة التي يستهدفها الڤيروس HIV.

(9) أي: نسبة تركيز الڤيروس HIV في دم المصاب.

(10) Sticking with the Program

(11) prevalence

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى