أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
علم الأحياء التطوري

الأفعى ذات الأربع أرجل ربما كانت سحلية

علم‭ ‬الأحافير

أخبار‭ ‬بالتفصيل

الأفعى‭ ‬ذات‭ ‬الأربع‭ ‬أرجل‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬سحلية

بقلم‭: ‬كارولين‭ ‬غراملينغ،‭ ‬في‭ ‬سولت‭ ‬ليك‭ ‬سيتي

ترجمة‭: ‬مريانا‭ ‬حيدر

 


جدل‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬أحفورة‭ ‬لم‭ ‬يعد بالإمكان‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬بعد‭ ‬الآن…

إنها‭ ‬شيء‭ ‬صغير‭ ‬وهش‭: ‬جمجمة‭ ‬مسحوقة‭ ‬بالكاد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬طول‭ ‬سنتيمتر‭ ‬واحد‭ ‬وجسم‭ ‬متعرج‭ ‬ملتو‭ ‬بطول‭ ‬إصبعين‭. ‬وأربعة‭ ‬أطراف‭ ‬دقيقة‭ ‬مع‭ ‬يدين‭ ‬للإمساك‭.‬‭ ‬ففي‭ ‬ورقة‭ ‬مهمة‭ ‬منشورة‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وصف‭ ‬العلماء‭ ‬هذه‭ ‬الأحفورة‭ ‬النادرة‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬مليون‭ ‬سنة‭ ‬بأنها‭ ‬أول‭ ‬أفعى‭ ‬ذات‭ ‬أربع‭ ‬أرجل‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬جمعية‭ ‬علم‭ ‬الأحافير‭ ‬الفقارية‭ ‬Society of Vertebrate Paleontology‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬اقترح‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭ ‬أنها‭ ‬سحلية‭ ‬بحرية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أفعى،‭ ‬وفي‭ ‬أثناء‭ ‬نقاش‭ ‬العلماء‭ ‬حول‭ ‬هوية‭ ‬هذه‭ ‬العينة‭ ‬المثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬والوحيدة‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬تبيّن‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬متاحة‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭. ‬وعلماء‭ ‬الأحافير‭ ‬منزعجون‭ ‬جداً‭.‬

يقول‭ ‬جاك‭ ‬غاوتييه‭ ‬Jacques Gauthier‭ ‬عالم‭ ‬الأحافير‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬يال‭: ‬“إنه‭ ‬أمر‭ ‬مروع‭. ‬فبالنسبة‭ ‬إلىه،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالإمكان‭ ‬دراسة‭ ‬الأحفورة‭ ‬فهي‭ ‬غير‭ ‬موجودة،‭ ‬ويتابع‭: ‬“بالنسبة‭ ‬إليّ،‭ ‬فإن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬هو‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬اسم‭ ‬الأفعى‭ ‬تيترابودوفيس‭ ‬Tetrapodophis‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬ثانية‭.‬”

قبل‭ ‬سنة،‭ ‬وفي‭ ‬تقرير‭ ‬لمجلة‭ ‬ساينس،‭ ‬أعلن‭ ‬الباحثون‭ -‬بقيادة‭ ‬ديفيد‭ ‬مارتيل‭ ‬David Martill‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬بورتسماوث‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭- ‬أن‭ ‬الأحفورة‭ ‬التي‭ ‬أسموها‭ ‬الأفعى‭ ‬تيترابودوفيس‭ ‬أمليبكتوس‭ (‬الأفعى‭ ‬رباعية‭ ‬الأرجل‭) ‬Tetrapodophis amplectus‭ ‬كانت‭ ‬حلقة‭ ‬مفقودة‭ ‬ضمن‭ ‬شجرة‭ ‬تطور‭ ‬الأفعى‭ (‬24‭ ‬July‭ ‬2015‭, ‬p‭. ‬416‭). ‬علم‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬الأفاعي‭ ‬قد‭ ‬تطورت‭ ‬من‭ ‬الزواحف‭ ‬رباعية‭ ‬الأطراف،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يُكتشف‭ ‬سوى‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الأنماط‭ ‬الانتقالية،‭ ‬ويتابع‭ ‬الباحثون‭ ‬جدالهم‭ ‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬أولى‭ ‬السحالي‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬أطرافها‭ ‬وأصبحت‭ ‬أفاعي،‭ ‬كانت‭ ‬حيوانات‭ ‬تحفر‭ ‬جحورا‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬على‭ ‬اليابسة‭ ‬أم‭ ‬كائنات‭ ‬سابحة‭ ‬مائية‭.‬

أعلن‭ ‬مارتيل‭ ‬وزملاؤه‭ ‬أن‭ ‬الأحفورة‭ -‬التي‭ ‬وصفوها‭ ‬كعينة‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬ألماني‭- ‬يعود‭ ‬أصلها‭ ‬إلى‭ ‬بروز‭ ‬في‭ ‬التشكيل‭ ‬الطباشيري،‭ ‬وهي‭ ‬طبقة‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الكلسي‭ ‬عمرها‭ ‬108‭ ‬مليون‭ ‬سنة‭ ‬غنية‭ ‬بأنواع‭ ‬برية‭ ‬وبحرية‭. ‬لقد‭ ‬تعرف‭ ‬العلماء‭ ‬على‭ ‬مواصفات‭ ‬شبيهة‭ ‬بمواصفات‭ ‬الأفعى‭ ‬في‭ ‬الأحفورة‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭: ‬جسم‭ ‬طويل‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬فقرة،‭ ‬وذيل‭ ‬قصير‭ ‬نسبياً‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬112‭ ‬فقرة،‭ ‬وأسنان‭ ‬معقوفة‭ ‬وحراشف‭ ‬على‭ ‬بطنها،‭ ‬حيث‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المواصفات‭ ‬تدعم‭ ‬فرضية‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الأفاعي‭ ‬تطورت‭ ‬من‭ ‬أسلاف‭ ‬تحفر‭ ‬جحورا‭ ‬برية‭.‬

لكن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الأحافير‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬مقتنعين‭. ‬ففي‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬أثناء‭ ‬الاجتماع،‭ ‬قدم‭ ‬عالم‭ ‬الأحافير‭ ‬مايكل‭ ‬كالدويل‭ ‬Michael Calwell‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ألبيرتا‭ ‬في‭ ‬إدمونتون‭ ‬كندا،‭ ‬وزملاؤه‭ ‬ملاحظاتهم‭ ‬حول‭ ‬العينة،‭ ‬وهي‭ ‬ملاحظات‭ ‬دحضت‭ ‬وشكِّكت‭ ‬في‭ ‬بحث‭ ‬مارتيل‭ ‬نقطةً‭ ‬بنقطة‭ ‬أمام‭ ‬حشد‭ ‬يملأ‭ ‬القاعة

ويعتمد‭ ‬التحليل‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬العينة‭ ‬المقابلة‭ ‬للعينة‭ ‬الأحفورية‭ ‬الأصلية،‭ ‬والتي‭ ‬عرضت‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬بورغرمايستر‭-‬ميولر‭ ‬Bürgermeister-Müller Museum‭ ‬في‭ ‬سولنوفين‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭.‬،‭ ‬وعندما‭ ‬فُلِق‭ ‬اللوح‭ ‬الحجري‭ ‬الذي‭ ‬يحوي‭ ‬الأحفورة،‭ ‬بقي‭ ‬جسم‭ ‬الأحفورة‭ ‬بمعظمه‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬اللوح،‭ ‬بينما‭ ‬بقيت‭ ‬معظم‭ ‬الجمجمة‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬المقابل‭ ‬يرافقها‭ ‬انطباع‭ ‬أو‭ ‬قالب‭ ‬لجسم‭ ‬الأفعى‭. ‬ويقول‭ ‬كالدويل‭ ‬إن‭ ‬الجزء‭ ‬المقابل‭ ‬من‭ ‬الأحفورة‭ ‬حفظ‭ ‬تفاصيل‭ ‬أوضح‭ ‬للجمجمة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬ففي‭ ‬تحليل‭ ‬مجموعته‭ ‬للجزء‭ ‬المقابل‭ ‬من‭ ‬الأحفورة‭ ‬يقول‭: ‬“كل‭ ‬خاصية‭ ‬حدّدتها‭ ‬الورقة‭ ‬العلمية‭ ‬الأصلية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬سمة‭ ‬تشخيصية‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬الأفعى‭ ‬إما‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كذلك،‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالإمكان‭ ‬رؤيتها‭.‬”

فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬جماجم‭ ‬الأفاعي‭ ‬هناك‭ ‬عظم‭ ‬يدعى‭ ‬المربع‭ ‬Quadrate‭ ‬وهو‭ ‬عظم‭ ‬طولاني‭ ‬يسمح‭ ‬للأفعى‭ ‬بفتح‭ ‬فكيها‭ ‬باتساع‭ ‬شديد،‭ ‬أما‭ ‬العظم‭ ‬المربع‭ ‬لهذه‭ ‬الأحفورة‭ ‬فيأخذ‭ ‬شكلاً‭ ‬أقرب‭ ‬للحرف‭ ‬C‭ ‬ويحيط‭ ‬بالجهاز‭ ‬السمعي‭ ‬للحيوان،‭ ‬وهي‭ ‬خاصية‭ ‬مميزة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬السحالي‭ ‬تدعى‭ ‬الحرشفيات‭ ‬Squamates،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قول‭ ‬المؤلف‭ ‬المشارك‭ ‬روبرت‭ ‬رايز‭ ‬Robert Reisz‭ ‬عالم‭ ‬الأحافير‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬تورنتو‭ ‬في‭ ‬ميسيساوغا‭ ‬بكندا‭. ‬ويضيف‭ ‬هو‭ ‬وكالدويل‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأحفورة‭ ‬لديها‭ ‬فقرات‭ ‬في‭ ‬جسمها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذيلها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الذيل‭ ‬ليس‭ ‬قصيراً‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬ذيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السحالي‭ ‬الحية،‭ ‬وهما‭ ‬يعملان‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬بحث‭ ‬يناقش‭ ‬أن‭ ‬الأحفورة‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬سحلية‭ ‬طويلة‭ ‬دوليكوسوروس‭ ‬Dolichaosaur،‭ ‬وهي‭ ‬جنس‭ ‬Genus‭ ‬منقرض‭ ‬من‭ ‬السحالي‭ ‬المائية‭.‬

لم‭ ‬يحضر‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مارتيل‭ ‬والمؤلف‭ ‬المشارك‭ ‬نيكولاس‭ ‬لونغريتش‭ ‬Nicholas Longrich‭ -‬من‭ ‬جامعة‭ ‬باث‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭-  ‬الاجتماعَ،‭ ‬لكنهما‭ ‬يدافعان‭ ‬بثبات‭ ‬عن‭ ‬تحليلهم‭ ‬الأصلي،‭ ‬حيث‭ ‬يورد‭ ‬لونغريتش‭ ‬كل‭ ‬الخواص‭ ‬الشبيهة‭ ‬بالأفعى‭ ‬التي‭ ‬نوقشت‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬الأصلي‭. ‬ويقول‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬إلكترونية‭ ‬موجَّهة‭ ‬إلى‭ ‬مجلة‭ ‬ساينس‭: ‬“تقريبا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬تبدو‭ ‬كأفعى،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬تفصيل‭ ‬واحد‭ ‬صغير،‭ ‬إذ‭ ‬تملك‭ ‬يدين‭ ‬ورجلين‭.‬”

فالعديد‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬الذين‭ ‬حضروا‭ ‬المحاضرة‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬غوتيير‭ ‬وعالم‭ ‬الأحافير‭ ‬جيسون‭ ‬هيد‭ ‬Jason Head‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬كامبريدج‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬اقتنعوا‭ ‬بأن‭ ‬الأفعى‭ ‬رباعية‭ ‬الأطراف‭ ‬ليست‭ ‬أفعى،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ماهيتها،‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬آراء‭ ‬عديدة‭ ‬بعدد‭ ‬علماء‭ ‬الأحافير‭.‬

تقول‭ ‬هون‭-‬يو‭ ‬يي‭ ‬Hong-yu Yi‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬علم‭ ‬الأحافير‭ ‬الفقارية‭ ‬وعلم‭ ‬الأحافير‭ ‬البشرية‭ ‬Institute of Vertebrate Paleontology and Paleoanthropology‭ ‬في‭ ‬بكين‭ ‬بالصين،‭ ‬تقول‭ ‬إنها‭ ‬تتحفظ‭ ‬بالحكم‭ ‬على‭ ‬هوية‭ ‬العينة‭ ‬حتى‭ ‬إجراء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التحاليل،‭ ‬وتتابع‭ ‬قائلة‭: ‬“كنت‭ ‬دوماً‭ ‬بانتظار‭ ‬وصف‭ ‬أكثر‭ ‬تفصيلا‭ ‬للعين،‭ ‬ومازلت‭ ‬انتظر‭.‬”

قد‭ ‬لا‭ ‬تُجرى‭ ‬هذه‭ ‬التحاليل‭ ‬أبدا‭. ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬كالدويل‭ ‬إنه‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬المتحف‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬ليدرس‭ ‬العينة‭ ‬مجدداً‭ ‬بشكل‭ ‬منفصل،‭ ‬وقال‭ ‬هيد‭ ‬أيضاً‭ ‬إنه‭ ‬حاول‭ ‬دراسة‭ ‬الأحفورة،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬أي‭ ‬منهما‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إليها،‭ ‬ويقول‭ ‬كالدويل‭ ‬إن‭ ‬الأحفورة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬المتحف،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬استعارة‭ ‬من‭ ‬مالك‭ ‬خاص‭. ‬ويقول‭ ‬باحثون‭ ‬رفضوا‭ ‬ذكر‭ ‬أسمائهم‭ -‬بسبب‭ ‬الجدال‭ ‬المستمر‭ ‬حول‭ ‬الأحفورة‭- ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأحفورة‭ ‬قد‭ ‬تضررت‭ ‬خلال‭ ‬الدراسة،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬مالكها‭ ‬يمنع‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭. ‬وتقول‭ ‬يي‭: ‬“لا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬نشر‭ ‬البحث‭ ‬ملائماً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬سيكون‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العينة‭.‬”

في‭ ‬الواقع،‭ ‬يشكك‭ ‬بعض‭ ‬الباحثين‭ ‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬وجب‭ ‬نشر‭ ‬البحث‭ ‬الأصلي،‭ ‬لأن‭ ‬الأحفورة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قد‭ ‬أودعت‭ ‬رسمياً‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬أو‭ ‬مستودع‭ ‬آخر،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬المؤلفون‭ ‬من‭ ‬ضمان‭ ‬إمكانية‭ ‬وصول‭ ‬باحثين‭ ‬آخرين‭ ‬إلى‭ ‬العينة‭. ‬يقول‭ ‬غوتيير‭: ‬“ليس‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬شي”‭ ‬ضد‭ ‬جمع‭ ‬الأحافير‭ ‬بشكل‭ ‬شخصي،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬تدخل‭ ‬الأحفورة‭ ‬حيز‭ ‬العلم،‭ ‬“يجب‭ ‬عندها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬متوافرة،‭ ‬فالعلم‭ ‬يتطلب‭ ‬التكرار‭.‬”‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يقول‭ ‬أندرو‭ ‬سوغدين‭ ‬Andrew Sugden‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬ساينس‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬واشنطن‭: ‬“لقد‭ ‬كنا‭ ‬نعتقد‭ -‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الإعداد‭ ‬نشر‭ ‬البحث‭ ‬والمراسلات‭ ‬التالية‭- ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العينة‭ ‬في‭ ‬المتحف،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬مُصرحا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬البحث‭.‬”

كما‭ ‬أثار‭ ‬الباحثون‭ ‬أسئلة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬نقل‭ ‬الأحفورة‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البرازيل،‭ ‬حيث‭ ‬أصدرت‭ ‬البرازيل‭ ‬قوانين‭ ‬في‭ ‬أربعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬قوانين‭ ‬تجعل‭ ‬كل‭ ‬الأحافير‭ ‬ملكاً‭ ‬للدولة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬ملكية‭ ‬خاصة‭. ‬ويقول‭ ‬تياغو‭ ‬سيمويز‭ ‬Tiago Simões‭ ‬عالم‭ ‬الأحافير‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ألبيرتا‭ ‬،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬محاضرة‭ ‬جمعية‭ ‬علم‭ ‬الأحافير‭ ‬الفقارية‭: ‬“بدأت‭ ‬معظم‭ ‬استكشافات‭ ‬أحواض‭ ‬الحجر‭ ‬الكلسي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين”،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الأحافير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬جُمعت‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬ويتابع‭ ‬سيمويز‭: ‬“إن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يتقاطع‭ ‬حقاً‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الحدود‭ ‬الأخلاقية‭ ‬الحساسة‭.‬”

ويوافق‭ ‬هيد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قائلاً‭: ‬“إن‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬للتقدم‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬هي‭ ‬بحذف‭ ‬هذه‭ ‬العينة‭ ‬من‭ ‬برنامجنا‭ ‬البحثي،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الأفعى‭  ‬تيترابودوفيس‭ ‬علماً‭ ‬بعد‭ ‬الآن،‭ ‬فالنتائج‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتكرار‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للاختبار‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هنالك‭ ‬أي‭ ‬نفع‭ ‬قد‭ ‬تنتج‭ ‬من‭ ‬الأفعى‭  ‬تيترابودوفيس‭ ‬فهو‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأنه‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬المعايير‭ ‬العلمية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأحافير،‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭.‬”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى