أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطب وصحةعلم الإنسان

بدأنا نفهم كيف يمكن للبعض السيطرة على فيروس نقص المناعة البشري HIV

بعض الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري HIV قادرون على إبقاء الفيروس تحت السيطرة دون أي حاجة إلى الأدوية، ويقترب الباحثون الآن من فهم كيفية عمل أجسامهم. إذ يمكن أن يؤدي الاكتشاف إلى فتح الأبواب لطرق جديدة محتملة كعلاجات ولقاحات.

عندما يدخل فيروس نقص المناعة البشري إلى الجسم، فإنه يصيب ويقتل نوعًا معينًا من الخلايا المناعية المسماة الخلايا التائية T cells. فهذه الخلايا تنتقل خلال الدم لتحارب العدوى، ولكنها تقضي معظم وقتها في بقع من النسيج المناعي الضام – تسمى الأنسجة اللمفاوية Lymphoid Tissue – في أماكن مثل الأمعاء والغدد الليمفاوية. ومع ذلك، فإنّ معظم الأبحاث حول الفيروس HIV في الخلايا التائية أُجريت على تلك الموجودة في الدم، لأنها أسهل للدراسة بكثير. وقد أدى ذلك إلى صورة مختلة عن كيفية استجابة أجهزة المناعة لدينا للفيروس.

لقد بدأ ماركوس بوغرت Marcus Buggert، بينما كان في جامعة بنسلفانيا University of Pennsylvania، بفحص الخلايا التائية في الأنسجة اللمفاوية. وقد كان هو وزملاؤه مهتمين بشكل خاص بكيفية تصرّف الخلايا التائية بشكل مختلف في الأنسجة اللمفاوية للأشخاص الذين هم “من النخبة المُسيطرة” على الفيروس HIV. وهؤلاء الأشخاص لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة من واحد في المئة من المصابين بالفيروس HIV، كما يمكنهم السيطرة بشكل طبيعي على الفيروس لعقود من دون عقاقير.

خلايا مميزة Special cells

لقد وجد العمل السابق أنّ للوراثة Genetics دورا في سيطرة النخبة. ولدى هؤلاء الناس أيضا خلايا مناعية أكثر فعالية في قتل الخلايا المصابة بالفيروس HIV في الدم. وتسمى هذه الخلايا بالخلايا التائية CD8 ، ويبدو أنها تعمل بشكل أفضل في دماء أفراد النخبة المُسيطرة أكثر من الأشخاص الآخرين.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالعدوى بالفيروس HIV فالدم ليس سوى جزء من القصة، وأحد أسباب صعوبة القضاء على الفيروس هو أنّ معظمه يختبئ في أنسجة الجسم. والآن يبدو أنّ النخبة المُسيطرة لديها ميزة في هذه الأنسجة أيضا.

وقد وجد فريق بوغرت أنّه في النخبة المُسيطرة، تنتقل أعداد كبيرة من الخلايا التائية CD8  إلى النسيج اللمفاوي وتبقى فيه. وبمجرّد أن تصل إلى النسيج، تُعبّر عن جينات مختلفة، وتصنع بروتينات متنوعة، وتحمل علامات على سطحها تحول دون إزالتها وإعادتها إلى الدم. والأشخاص المصابون بالفيروس HIV، وليسوا من النُخبة المُسيطرة، لديهم عدد قليل من هذه الخلايا المُعدّلة.

الفيروس الخبىء Hidden virus

وفي العمل غير المنشور وجد الفريق أنّ هذه الخلايا الُمعدّلة يبدو أنها تُبقي الفيروس HIV تحت السيطرة في الأنسجة اللمفاوية، ولكننا لا نعرف حتى الآن كيف. وفي حين تقتل الخلايا التائية CD8 في الدم ببساطة الخلايا المصابة بالفيروس HIV التي تصادفها هناك، لا يبدو أنّ هذه هي الحال في الأنسجة اللمفاوية.

ونظراً لأنّ الخلايا المصابة بالفيروس HIV تقضي عشرة في المئة فقط من وقتها في الدم كما يُعتقد، فقد تكون لهذا الفهم آثار كبيرة في الأساليب الجديدة في البحث عن الخلايا المصابة التي تختبئ في أنسجة الجسم وكيفية تدميرها.

وهذا العمل هو الخطوة الأولى نحو فهم كيف يسيطر بعض الناس على الفيروس HIV، كما تقول نادية روان Nadia Roan، من جامعة كاليفورنيا University of California في سان فرانسيسكو. وتقول إنّ النتائج يجب أن تُثري الجهود المبذولة لتصميم اللقاحات والعلاجات الوظيفية للفيروس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى