أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطب وصحةعلم الجينات والوراثة

شخص ثالث صار خالياً من HIV بعد زرع نخاع العظم

بقلم: كلير ويلسون

المترجم:  تامر صلاح

بعد شيوع أخبارٍ عن شفاء رجل في المملكة المتحدة من فيروس نقص المناعة المكتسب HIV منذ علاجه من السرطان، أُبلغت عن حالة مماثلة من باحثين عالجوا مريضاً آخر في ألمانيا. وتضيف هذه الأخبار مجتمعة إلى الدليل على إمكانية علاج فيروس نقص المناعة المكتسب.

ويصيب الفيروس HIV خلايا الجهاز المناعي Immune system التي تُصنع في نخاع العظم Bone marrow. وفي عام 2007، كان الرجل المعروف بـ«مريض برلين» Berlin patient هو أول شخص يصبح خاليا من الفيروس HIV بعد علاج السرطان. ولعلاج إصابته باللوكيميا Leukemia، سرطان من سرطانات الجهاز المناعي، عولج علاجاً تضمن قتل نحو جميع خلاياه المناعية بالعلاج الإشعاعي  Radiotherapyأو العقاقير، ثم استبدالها بخلايا متبرع. وكان المتبرع بطبيعة الحال مقاوماً للفيروس HIV، بفضل طفرة Mutation  نادرة ولكنها طبيعية في جين يسمى CCR5.

ومنذ ذلك الحين لم يتمكن أي شخص من التخلص من الفيروس HIV من جسده بالطريقة نفسها، حتى جرى الإعلان عن الحاله الثانية يوم الاثنين 7 مارس 2019. وقد حصل هذا الشخص، المعروف بمريض لندن London patient ، على نخاع العظم من متبرع لديه الطفرة  CCR5  كعلاج لداء هودجكين Hodgkin’s lymphoma، وهو سرطان آخر من سرطانات الخلايا المناعية. ونُصح بالتوقف عن تناول العقاقير المضادة للفيروسات التي تسيطر على الفيروس HIV لمدة عام تقريباً بعد ذلك. ولم يعاود الفيروس HIV الظهور حتى بعد 18 شهراً.

أما الحالة الثالثة المُحتملة فقد أعلن عنها في 7 مارس، في مؤتمر الفيروسات القهقرية والعدوى الانتهازية Conference on Retroviruses and Opportunistic Infections   الذي عقد في سياتل. وتقول آن ماري وينسينغ Annemarie Wensing، من المركز الطبي بجامعة أوتريخت University Utrecht in the Netherlands في هولندا – التي عملت على هذه الحالة، إنّ خزعات Biopsies الأمعاء والعقد الليمفاوية لمريض دوسلدورف Düsseldorf patient كانت خالية من أي فيروس HIV بعد ثلاثة أشهر من إعطائه الأدوية المضادة للفيروسات.

هذا ويتتبع الباحثون الأشخاصَ القلائل الآخرين المصابين بالفيروس HIV، الذين خضعوا لعملية زرع نخاع العظم من شخص لديه الطفرة   CCR5 في المشروع البحثي التعاوني IciStem. ويقول خافيير مارتينيز بيكادو Javier Martinez-Picado من معهد إرسي كيسا لأبحاث الإيدز IrsiCaixa AIDS Research Institute ببرشلونة، إنه إضافة إلى الثلاثة الذين أبلغ عنهم حتى الآن، هناك شخصان آخران لم يتوقفا بعد عن تناول الأدوية المضادة للفيروسات.

لا يمكن استخدام زرع نخاع العظم للمصابين بالفيروس HIV الذين لا يعانون السرطان؛ لأن العلاج يتضمن مخاطر كبيرة ولا يُستخدم إلا كملاذ أخير. لكن المتبقية المتمثلة في أن النهج يبدو فاعلاً يمكن ربما تشير إلى الطريق الذي قد تنتهجه استراتيجيات أخرى للعلاج. وقد يكون أحد الأساليب الممكنة استخدام تحرير الجينات Gene editing  لتحوير الجين   CCR5 في الخلايا المناعية الخاصة بالشخص نفسه.

 

© New Scientist

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى