فيروس كورونا: جناح يفتتح في أحد مستشفيات الصين جميع موظفيه من الروبوتات
بقلم: سارة أو ميارا
ترجمة: د. عبد الرحمن سوالمة
في ووهان بالصين افتُتح جناح جديد في أحد المستشفيات تديره الروبوتات بالكامل، وذلك في محاول لحماية الطاقم الطبي من التقاط عدوى فيروس كورونا Coronavirus.
وفي 7 من مارس 2020، أُدخِل نحو 200 شخص يظهرون أعراضًا مبكرة لكوفيد-19 إلى الجناح الجديد، والمُقام في مركز رياضي حُوِّل إلى جناح طبي في ووهان، المدينة التي بدأ منها انتشار الفاشية Outbreak.
توزع الروبوتات الطعامَ والشراب والأدوية على المرضى، وتُبقي الجناح نظيفًا. كما أن لبعضها رأسًا وذراعين وجذعًا علويًا شبيهة بالإنسان، ولكن لها قاعدة ذات عجلات، كما أن هناك روبوتات أخرى تبدو أشبه بالصناديق التي تمشي على عجلات. يمكن للآلات أن تتحرك بشكل مستقل، ولكنها خاضعة لمراقبة وتحكم موظفين خارج الجناح.
هذه المحاولة هي تعاون بين شركة كلاود مايندس CloudMinds، وهي شركة روبوتات مقرها بكين، وشركة تشاينا موبايل China Mobile مشغلة الهواتف المحمولة، مع مستشفى ووهان ووشانغ Wuhan Wuchang Hospital، وهي مؤسسة كانت في قلب الجهود المبكرة لاحتواء الفيروس. وقد توفي مدير المستشفى ليو زيمينغ Liu Zhiming متأثرا بالمرض في الشهر الماضي.
وأنشئ الجناح المؤقت في البداية كعيادة يديرها البشر، ولكنه الآن تحول إلى جناح تديره الروبوتات بعد تطوير لها دام أسبوعًا. ووضع المهندسون مخططات للمنطقة ورفعوا المعلومات إلى خادم سحابي Cloud server تستخدمه الروبوتات في التنقل عبر الجناح.
يقول المدير التنفيذي لكلاود مايندس بيل هوانغ Bill huang إن الجناح سيكون بمثابة تجربة للمبادرات المستقبلية، إذ يقول: “هذا أول جناح صيني تديره الروبوتات بالكامل، وهي فرصة لاختبار قدرة التكنولوجيا وطريقة عملنا معا”.
ستعتني الروبوتات بالمرضى غير المصابين بأمراض حادة، ولكنهم يحتاجون إلى العناية الطبية الأساسية. وإذا شفوا من المرض؛ فسيرسلون إلى بيوتهم. ولكن، إذا تفاقمت مشكلاتهم الصحية وصارت أكثر حدة؛ فسينقلون إلى مستشفى يديره البشر.
وخلال فترة بقاء المرضى في الجناح، سيرتدون أساور تحتوي على مستشعرات Sensors لقياس معدلات نبض القلب والحرارة. وهذه المعلومات إضافة إلى معلومات المرضى الصحية تعرض على شاشة كبيرة خارج الجناح يطلع عليها الأطباء والممرضون . كما يمكن للطاقم الطبي أن يستخدم الشاشة لإعطاء الروبوتات مهمتهم التالية.
ويقول هوانغ: “تتاح للطاقم الآن إمكانية أفضل لمشاهدة كيف تجري الأمور، ويمكنهم أن يعرفوا فورًا ما إذا كانت هناك مشكلة ما. أظن أنها طريقة متقدمة جدًا من الناحية التقنية، وهي طريقة جديدة لمحاولة إدارة المستشفيات”.
ويقول إنه ربما يرحب المرضى بالحداثة، ويكمل قائلًا: “خلال مرحلة تطوير الخطة، تحدثت إلى موظفين في المستشفيات. قالوا إن المرضى يشعرون بملل شديد بسبب العزل، ومن ثم سيسعدون برؤية الروبوتات”.
يعمل المستشفى وكلاود مايندس جنبًا إلى جنب مع تشاينا موبايل للتأكد من أن قوة إشارة شبكة الهواتف المحمولة المحلية وسعتها قوية قوة كافية لتتيح للروبوتات العمل بكفاءة دون أن تفقد الاتصال بالشبكة؛ ويقول هوانغ: “ستعزز تشاينا موبايل الإشارة إذا كان ذلك ضروريًا”.
أما تشينغوانغ يانغ Chenguang Yang من مختبر بريستول للروبوتات Bristol Robotics Laboratory في المملكة المتحدة؛ فيقول إن هذا النوع من التجارب واعد بشكل كبير، ولكنه يحذر أنه قد تكون هناك صعوبات، إذ يقول: “هناك الكثير من الأشخاص الذين يمشون في جناح المستشفى. وهذا تحدٍ كبير للروبوت يعمل في مكان ديناميكي كهذا”.
كما يشير إلى أن الروبوتات ستحتاج إلى أن تتعامل بشكل مادي مع المرضى بطريقة آمنة، فيقول: ” تحتاج الروبوتات -التي تسمى أيضًا كوبوتات Cobots- التي تتشارك مكانًا مع البشر، إلى أن تحقق اشتراطات معايير صحية عالية جدًا، وإلا فإنها ببساطة تكون خطيرة جدًا”.
© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.