أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطب وصحةوباء الكورونا

متى سينتهي الحظر؟ الشعوب تبحث عن استراتيجيات الإنهاء

هناك ثلاث استراتيجيات رئيسية Exit strategy لإنهاء الحظر المفروض بسبب فيروس كورونا، ولكن كلًا منها يخاطر باحتمال رجوع موجة ثانية وعمليات حظر أخرى إن لم تسِر الأمور كما خُطط لها

بقلم:      غرايام لاوتون

ترجمة:   د. عبد الرحمن سوالمة

عمليات حظر، ومنع تجول، وقيود على مستوى واسع. مطبّقة على الكثير من الأشخاص في العالم، صارت القيود الشديدة على الحياة اليومية بسبب فيروس كورونا الوضعَ الطبيعيَّ بالنسبة إليهم. ولكن، بينما نتكيف مع هذه التدابير، فما هو احتمال العودة إلى الوضع الطبيعي السابق؟ وما هي استراتيجية العالم للإنهاء؟

إذا كنت تأمل بأن تعود إلى حياتك السابقة، فهناك أخبار جيدة وأخرى سيئة: سيحدث هذا على الأرجح، ولكن ليس بالضرورة قريبًا. يقول مارك وول هاوس Mark Woolhouse، اختصاصي الأوبئة من جامعة إدنبرة University of Edinburgh في المملكة المتحدة: “من المؤكد أن مستشاري الحكومة وباحثيها يحاولون الإجابة عن سؤال استراتيجية الإنهاء”. ولكن، ما هي الكيفية التي ستبدو عليها استراتيجية الإنهاء بالنسبة إلى مختلف الشعوب، وكم من الوقت يجب علينا أن ننتظر لتطبيق هذه الاستراتيجيات، وهل ستنجح، وهل لا يزال كل ذلك أمرًا غير مقرر بعد. وإضافة إلى ذلك، فهناك نقص في التنسيق على المستوى العالمي وهو ما قد يسبب المشكلات في وقت ما.

وعمليات الحظر التي تتحملها الكثير من الشعوب هي استراتيجيات قصيرة الأمد من أجل تقليل متوسط عدد حالات العدوى التي تتسبب بها كل حالة، من أجل إيقاف سرعة العداوى عن التزايد بشكل أسّي. وهذا ما يعرف بـ”تسطيح المنحنى” Flattening the curve. ويهدف هذا النهج إلى تفادي تحميل المستشفيات فوق طاقتها، وهو ما من شأنه أن يقلل عدد الوفيات. كما أن ذلك يوفر لنا الوقت اللازم لفهم العدوى ولتطوير علاجات جديدة.

ولكن الحظر ليس استراتيجية طويلة الأمد. ويقول وول هاوس: “نريد أن نخرج من حالة الحظر بسبب كل الضرر الذي يلحقه بالمجتمع ككل، وكذلك على الجانب الاقتصادي والنفسي”. ولكن هناك مخاطر من رفع القيود التي نجحت في تسطيح المنحنى؛ بعد تسطيح المنحنى سيعود معدل العدوى إلى التزايد الأسّي. ولهذا يقول وولهاوس: “نريد أن نخرج من الحظر، ولكننا لا نريد للوباء أن ينطلق مرة أخرى”.

أي أنّ هناك أمرين نريد تحقيقهما، منحنًى مسطحًا وإنهاءً للحظر، وهذان الأمران لا يتوافقان. ومن ثم، فإن تصميم استراتيجية الإنهاء يصير مسألة تتعلق بتحديد الوقت الأنسب لرفع القيود، وكذلك بالفعل اللازم لإبقاء معدلات العدوى تحت السيطرة.

من الواضح الآن أنه لا يمكننا الاعتماد على لقاح لإخراجنا من وضعنا الحالي؛ فقد يحتاج تطوير لقاح فعال إلى العديد من الأشهر، هذا إن تمكنا من التوصل إلى لقاح أصلًا. ويقول وول هاوس: “لا أظن أن وصف حالة انتظار اللقاح بأنها ‘استراتيجية’ لائقة. فهي ليست استراتيجية، هي  أمل”.

إذًا، كيف نُنهي الحظر من دون إطلاق العنان لـ”موجة ثانية” خطيرة من العداوى بين الأشخاص الذين لم يتعرضوا للفيروس في الموجة الأولى؟ فحدوث موجة ثانية مشابهة لهذه أمر “محتمل جدًا”، وذلك كما تقول سوزي هوتا Susy Hota، المديرة الطبية في برنامج السيطرة على العدوى والوقاية منها Infection prevention and control programme من الشبكة الطبية الجامعية University Health Network في تورونتو بكندا.

“يجب ألّا يوصف انتظار اللقاح بأنه ‘استراتيجية’. فهو ليس استراتيجية، بل هو مجرد أمل”

يقول وول هاوس أن أي موجة لاحقة ستكون على الأرجح أقل خطورة من الأولى. “كما هي الحال مع أي فيروس مستجد الظهور، فالموجة الأولى هي الأسوأ. وبعدها، تستقر الأمور وتصير أكثر قابلية للإدارة”. على سبيل المثال، منذ وباء زيكا Zikka Epidemic  في الفترة مابين 2015 و 2016، صارت التفشيات التالية للمرض أكثر ميلًا إلى أن تخمد بسبب تدابير الكشف والوقاية المتبعة الآن، إضافة إلى تكون نسبة من المناعة.

ومن ثم، فإن استراتيجيات الإنهاء يجب أن تشمل خطة للتعامل مع موجة ثانية. وبشكل عام، فهناك ثلاث استراتيجيات لعمل ذلك؛ يمكننا تسميتها الصمود ، والبناء، والوقاية.

استراتيجية الصمود هي الاستراتيجية ذات النفس الأطول؛ وتعني أن يستمر الحظر حتى تصير معدلات العداوى الجديدة قريبة من الصفر، ثم يُرفَعُ الحظر وننتقل إلى استراتيجية احتواء شديدة. وهذا يعني تشخيص حالات الموجة الثانية بأسرع ما يمكن، وعزلهم، وتتبع مخالطيهم وعزلهم أيضًا إن لزم الأمر، من أجل قطع كل الخطوط الجديدة لنقل المرض.

ويتطلب ذلك بناءَ القدرة الاستيعابية اللازمة للاحتواء وتتبع المخالطين، بحيث يكون ذلك أفضل بكثير مما فعلته أغلب الدول في الموجة الأولى. وانتظارُ مستوى العدوى ليصير قريبًا من الصفر يعني احتمال الحاجة إلى إبقاء الحظر لوقت طويل.

زيادة السعة

الاستراتيجية الثانية هي البناء، وتعمل هذه الاستراتيجية على توفير الوقت للخدمات الصحية لكي تستعيد عافيتها من الموجة الأولى، وكذلك من أجل بناء القدرة الاستيعابية للتعامل مع الموجة الثانية. ففي الدول الأغنى، فإن العوامل التي تحد من الخدمات الصحية هي أسِرّة العناية المركزة والطاقم العامل. ومن ثم، فإن هذه الاستراتيجية تشمل على الحظر لفترة طويلة تكفي  لتوفير عدد كاف من الأسرة والطاقم العامل، ومن ثم إزالة القيود بشكل تدريجي والتعامل مع الموجة الثانية، على أمل بأن تكون نسبة الوفيات أقل بكثير. ولكن ما مقدار سعة العناية المركزة الكافية لتحقيق ذلك؟ هذا سؤال صعب، والإجابة الخاطئة قد تكلف العديد من الأرواح.

أما الاستراتيجية الثالثة فهي الوقاية، وتعني إنهاء الحظر بشكل مفاجئ مع التشديد في حماية الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس. وهذا يعني إيجاد طرق للتأكد من أمان الأشخاص الأكبر سنًا وذوي الأمراض المزمنة التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمرض شديد والوفاة. ويتطلب عمل ذلك مسحًا واسعًا على مستوى المجتمع  لمعرفة أي الأشخاص ينقل العدوى، خصوصًا أولئك الذين لاتبدو عليهم أعراض، والتأكد من أنهم لا يختلطون بالأشخاص الأكثر عرضة.

وهناك عامل آخر تتطلبه هذه الاستراتيجية، ألا وهو تطوير فحوص أجسام مضادة للتعرف على العاملين في المجال الطبي والقطاع الصحي والذين شفوا من الفيروس، ويمكنهم أن يكونوا أقل احتمالًا لأن يعدوا الآخرين.

وسيكون الأثر الكلي هو تقليل الحالات الحرجة والوفيات، ومن ثم تقليل الضغط على المستشفيات بينما يُسمَح لمناعة القطيع Herd Immunity أن تُبنى في الأشخاص الأقل عرضة. يمكن لكوفيد-19 أن يقتل الأشخاص الأصغر سنًا غير المصابين بأمراض مزمنة، وإن كان ذلك لا يحدث كثيرًا، ولكن إذا كان بإمكان استراتيجية الوقاية أن تقلل عدد الإصابات في الأشخاص الأكثر عرضة، فإن خدمات الرعاية الصحية ستصير أفضل في علاجهم.

يعتمد اختيار إحدى هذه الاستراتيجيات بشكل كبير على عدة مجاهيل، ومن أهمها سرعة وصول الأشخاص إلى عتبة مناعة القطيع، وهي النقطة التي يكتسب فيها عدد كاف منهم الأجسام المضادة للفيروس  لمنعه من الانتقال إلى الجمهور.

كما أننا لا نعلم بعدُ إن كان الشفاء من كوفيد-19 يجعل الشخص منيعًا ضد الفيروس على الأمد الطويل. ولكن، حتى وإن كانت المناعة مؤقتة، بمجرد أن يتعرض عدد كاف من الأشخاص للفيروس، فإن مناعة القطيع ستوقف الفيروس أو تبطئ انتشاره لوقت من الزمن. يقول وول هاوس: “سيكون لمناعة القطيع أثر إذا كان انتشار العدوى واسعًا بما فيه الكفاية. ولكننا سنحتاج إلى فهم أفضل لمناعة القطيع المكونة لهذا الفيروس لكي نختار من بين الخيارات الثلاثة”. فعلى سبيل المثال، إذا كانت مناعة القطيع تنبني بسرعة، فإن الخيار الثالث على الأرجح هو الأقل سوءًا.

ويمكن لكل الاستراتيجيات الثلاث أن تُترَكَ أو تُعَلَّقَ مؤقتًا إذا خرجت الموجات الثانية عن السيطرة، وهو ما قد يعني إعادة دورة “الحظر، فالإرخاء، فالحظر”. يقول وول هاوس: “من المحتمل جدًا أننا بمجرد إرخاء الحظر قد نحتاج إلى أن نعيد فرضه ثانية”.

قالت نائبة كبير المسؤولين الطبيين، جيني هارييس Jenny Harries، مؤخرًا إنها توقعت أن تصير المملكة المتحدة قادرة على رفع القيود قريبًا، ولكنها حذرت أن القيود ربما لا ترفع جميعها مرة واحدة، وربما يلزم إعادة فرضها بعد ذلك.

وأضافت قائلة: “إذا نجحنا، سنكون قد سحقنا قمة ذلك المنحنى، وهو أمر عظيم، ولكننا لا يجب بعدها أن نعود بشكل مفاجئ لطريقة عيشنا الاعتيادية؛ إذ إن ذلك قد يكون خطيرًا جدًا. إذا توقفنا عندها، فإن كل جهودنا ستكون قد ضاعت ويصير من المحتمل أن نرى قمة أخرى. علينا أن نُبقي الأمور تحت السيطرة ومن ثم نأمل بأن نصير قادرين بشكل تدريجي على تعديل بعض تدابير التباعد الاجتماعي Social distancing، وأن نخرج بشكل تدريجي إلى الوضع الطبيعي”.

احتمال نجاح الاستراتيجيات الثلاث غير معروف. ويمكن تقييمه باستخدام النمذجات Models، ولكن دقة حسابات هذه النمذجات ستكون فقط كدقة الأرقام والافتراضات التي بنيت عليها، بل إنها قد تنتج نتائج غير موثوق بها إلى حد كبير. واستنتجت إحدى دراسات النمذجة الحديثة التي تبحث في الكيفية التي قد تنجح بها المملكة المتحدة في التغلب على الفيروس خلال 18 شهرًا ما يلي: “يمكن للعشوائية المتجذرة في العمليات الاجتماعية أن تقود إلى طيف واسع من النتائج المحتملة”.

يقول جوناثان بول Johnathan Ball، اختصاصي الفيروسات من جامعة نوتنغهام University of Nottingham بالمملكة المتحدة: “تُبنى النمذجات على افتراضات كبيرة، وغالبًا ما تكون هذه الافتراضات خاطئة. صحيح أن مثل هذه النمذجات قد تعطي إشارات إلى ما يمكن أن يحدث، إلا أنها لا يمكن أن تخبرنا بما سيحدث، وكلما أسرعنا في إدراك ذلك كلما كان أفضل”. كما يقول، إنه لا بديل عن الأبحاث التي تجرى على أرض الواقع.

التعلم من الصين

من أجل ذلك، يوجه الكثير أنظارهم إلى الصين، المركز المبدئي للوباء. تقول كارولين والترز Corline Walters، اختصاصية الأوبئة من إمبريال كوليج لندن Imperial College London: “كانت الصين الدولة الأولى التي تفرض الحظر. ومن ثم، ولأنهم متقدمون قليلًا، أظن أن الكثير سينظر إلى الكيفية التي تعاملوا بها مع الوضع”.

اتبعت الصين بشكل أساسي استراتيجية الصمود؛ وذلك بفرض تباعد اجتماعي صارم في ووهان بمحافظة هوبي في 23 يناير، حيث بدأ تفشي المرض. أتبع ذلك بسرعة بإجراءات مماثلة في أماكن أخرى، وبدا أن ذلك قادر على احتواء التفشي المرضي. وبتاريخ 23 مارس، أعلنت الحكومة الصينية للمرة الأولى منذ بداية الوباء، أنه قد مرت خمسة أيام متتالية من دون وجود حالات جديدة في الدولة سبّبها انتقال المرض على المستوى المحلي. خُففت القيود الآن، ومن ضمنها أغلب محافظة هوبي، ومن المقرر رفعها عن مدينة ووهان في 8 أبريل.

تقول والترز: “لم تعد الحياة لطبيعتها، ولكنهم بدؤوا ببطء يسمحون للأشخاص بالتحرك أكثر من قبل. ليسوا الآن في حظر تام كما كانوا مسبقًا”.

تجري الصين الفحص المكثف وتتبع المخالطين جنبًا إلى جنب مع بعض ممارسات الإبعاد الاجتماعي. كما أغلقت الصين حدودها على الجميع باستثناء مواطنيها لتقليل عدد الحالات الجديدة القادمة من الخارج.

 “تُظهر الإشارات المبكرة أن الصين خرجت بنجاح إلى حد ما بفضل التباعد الاجتماعي الصارم”

ونتيجة لذلك، يبدو أن النشاط الاقتصادي يعاود النهوض، وذلك بحسب دراسة حديثة من فريق الاستجابة لكوفيد-19 COVID-19 Response Team التابع لإمبريال كوليدج لندن، الذي والترز عضوة فيه. حصل الفريق على مجموعة بيانات عن مستوى الحركة داخل المدن الكبيرة في البر الرئيسي للصين بين 1 يناير و17 مارس، التقطتها الخدمة الهاتفية المعتمدة على المكان Location-based service، والتي تتبع محرك البحث الصيني بايدو Baidu.

تقول والترز: “استخدمنا بيانات الحركة كمؤشر على النشاط الاقتصادي، وكانت لدينا بيانات عن عدد حالات فيروس كورونا”. وترتبط الحركة بالنشاط الاقتصادي؛ لأنها تشير إلى أن الناس يتسوقون ويذهبون إلى العمل.

وجد الفريق أن مستويات الحركة في الجزء الأول من مجموعة البيانات كان مرتبطًا بشكل وثيق بعدد الحالات الجديدة، وهو ما يشير إلى أن الناس كانوا ينشرون الفيروس عندما كانوا يتجولون في حياتهم العادية. ولكن بمجرد أن فرضت تدابير الاحتواء ومن ثم أرخيت، اختفى هذا الارتباط.

تقول والترز: “بقيت معدلات الانتقال منخفضة، على الرغم من قدرة الناس على الحركة. صرنا نرى بعض الناس قادرين على العودة إلى ممارسة نشاط اقتصادي اعتيادي من دون عودة الفيروس إلى المستويات نفسها من الانتقال”.

تحذر والترز من أن هذه النتائج لا تثبت شيئًا، وتقول: “كل ما نراه هو ارتباط، وليس سببية، لا نستطيع القول مباشرة:”هذا كان سببًا في ذاك'”. كما يحذر الفريق من أن النتائج لا تستبعد وجود تفشيات أخرى، ولا تتوقع وقت عودة النشاطات إلى وضعها الطبيعي. ولكن هذه الدراسة تستنتج أن النتائج “تقترح بالفعل أن الصين أنهت بنجاح إلى حد ما من سياسة التباعد الاجتماعي الصارمة”.

نقص التنسيق

في شهر مارس أبلغ كلا القسمين للاقتصاد الصيني، وهما الخدمات والتصنيع، بوجود عودة إلى النمو بعد انخفاض كبير في فبراير. ويقول المكتب الوطني للإحصاء National Bureau of Statistics في الصين إن أكثر من نصف المؤسسات التجارية عادت إلى العمل، مع أنها تحذر من أن الاقتصاد الصيني لم يعد بعد إلى الوضع الطبيعي.

كما توجد الآن تقارير تفيد بأن بعض الأعمال المعاد فتحها مؤخرًا كدور السينما الآن تغلق بشكل مفاجئ مرة أخرى. ولم تفسر السلطات هذه الإغلاقات، وذلك بحسب تقرير في واشنطن بوست Washington Post. ولكن قبل حدوث ذلك، قالت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الوطنية للصحة National Health Commission، مي فينغ Mi Feng: “يبقى احتمال وجود موجة أخرى من العدوى عاليًا نسبيًا”. ويقول اختصاصيو الأوبئة إنه سيتضح في نهاية شهر أبريل إذا كانت هناك موجة ثانية ستضرب الصين.

ومن ثم هل يمكن للصين أن تكون نموذجًا لبقية العالم؟ إلى حد ما، نعم، وذلك حسب ما تقول والترز، ولكن استراتيجيات الإنهاء يجب أن تُكَيَّف مع الظروف المحلية. وتقول: “لن يكون بإمكان كل الدول بفحص أو تتبع المخالطين”. وحتى في الصين تختلف استراتيجيات الإنهاء من منطقة إلى أخرى، وذلك تبعًا للظروف المحلية.

قال الاتحاد الأوروبي إنه يعمل على استراتيجية إنهاء متناسقة، ولكن لا توجد أي تفاصيل حتى الآن. وتقول هوتا إن بعض الدول التي لا تزال في مراحلها المبكرة من الفاشية، مثل كندا، لم تبدأ بعد بالتفكير في الكيفية التي ستنهي بها الحظر.

حتى الآن، تُعامَلُ استراتيجيات الإنهاء على المستوى الدولي أو المستوى العابر للحدود، وليس على المستوى العالمي، وذلك على الرغم من أن التفشي المرضي وصل إلى مرحلة اعتباره كجائحة، وذلك حسب ما يقول وول هاوس. أخبرت منظمة الصحة العالمية World Health Organization (اختصارًا: المنظمة WHO) مجلة نيوساينتست New Scientist إنه لا وجود لاستراتيجية إنهاء عالمية بعد، وقالت إن المنظمة WHO تركز الآن على الاستجابة للفيروس بدلًا من ذلك.

بغض النظر عن استراتيجية الإنهاء المستخدمة في النهاية، من المرجح أننا سنعود في النهاية إلى ما يشبه حياتنا القديمة. يقول وول هاوس: “علينا أن نجد طريقة للعيش مع الفيروس وفي الوقت نفسه أن نعمل إلى حد قريب من الطبيعي. أظن أنه من المحتمل أن نعيش مع الفيروس، من المؤكد أن ذلك سيستمر إلى المدى القريب، وربما يستمر إلى الأبد. ومن ثم تصير الاستراتيجية طويلة الأمد هي الكيفية التي سنتعايش بها مع كوفيد-19؟”

في غضون سنة تقريبًا، قد تصير اللقاحات جزءًا من الإجابة، كما ستؤدي العلاجات المحسنة والقليل من مناعة القطيع دورًا كذلك.

وتقول والترز: “أظن أننا سنعود إلى حياتنا السابقة. حدثت الجائحات من قبل. وقد ينتهي المطاف بالناس بأن يشعروا بشكل مختلف قليلًا تجاه العالم الذي نعيش فيه، ولكن ما نعيشه الآن لن يستمر إلى الأبد. وهذا تدبير طُبّق من أجل الوصول إلى هدف معين، والذي هو تسطيح المنحنى لحماية النظام الصحي. لا نعلم بالضبط متى سينتهي، ولكنه سينتهي”.

© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى