تجربة كريسبر على السرطان وجدت أن الخلايا المناعية المعدلة جينياً آمنة
بقلم: مايكل لو بيج
ترجمة: صفاء كنج
في أول تجربة من نوعها في الولايات المتحدة، حُقنت خلايا مناعية معدلة جينياً باستخدام تقنية كريسبر CRISPR في أجسام ثلاثة أشخاص مصابين بسرطان متقدم دون أي آثار جانبية خطيرة. وهي أيضاً أول تجربة لتقنية كريسبر على السرطان تُنشر نتائجها في العالم، وستمهد النتائج المشجِّعة الطريق أمام العديد من التجارب الأخرى.
يقول وسيم قاسم، من معهد غريت أورموند ستريت لصحة الطفل Great Ormond Street Institute of Child Health التابع لجامعة يونيرفسيتي كولديج لندن (اختصارًا: الجامعة UCL (، والذي يجري تجربة مماثلة في المملكة المتحدة: “إنها خطوة مهمة”. فقد كانت التجربة الأمريكية تهدف فقط إلى تقييم السلامة. وكانت لدى المشاركين الثلاثة أورام لم تستجِب للعلاجات الأخرى، وأُعطوا جرعة واحدة فقط من الخلايا المُعدَّلة جينياً.
ويقول عضو الفريق إدوارد ستاتماور Edward Stadtmauer من جامعة بنسلفانيا University of Pennsylvania: “هل هي آمنة وممكن تحقيقها؟ … أعتقد أن هذا ما بيَّناه”.
يُعالج حالياً العديد من السرطانات المتصلة بخلايا الدم عن طريق أخذ خلايا مناعية من المرضى وإضافة جين يجعلها تستهدف الخلايا السرطانية ثم إعادتها إلى الجسم.
ولكن هذا العلاج لا يصلح للجميع، كما يقول ستاتماور. وقد يعمل لدى البعض في البداية لكنهم ينتكسون لاحقًا.
والأمل هو تحسين هذا النهج وجعله أكثر فعالية من خلال استخدام تقنية التحرير الجيني Gene editing لحذف جينات وإضافة الجين المستهدِف. وعلى سبيل المثال، تحتوي الخلايا المناعية على مفتاح أمان، يُسمى المفتاح PD-1، يمكن أن تقلبه الخلايا الأخرى لتقول لها “لا تؤذِني”. يستغل العديد من السرطانات هذه الخاصية لتجنب هجمات خلايا المناعة.
في هذه التجربة أزال الفريق الخلايا المناعية من ثلاثة مرضى لديهم أورام تحمل البروتين نفسه على سطحها. واستُخدم فيروس لإضافة جين لجعل الخلايا المناعية تستهدف هذا البروتين.
بعد ذلك، حُذِفت ثلاثة جينات، بما في ذلك المفتاح PD-1، باستخدام كريسبر. بعد ستة أسابيع أعيدت الخلايا إلى الأفراد الذين ظلوا على قيد الحياة لمدة 9 أشهر على الأقل.
ظهرت اثنتان من المخاوف الكبرى المتصلة بالسلامة. الأولى أن تقنية كريسبر يمكن أن تتسبب بتغييرات غير مقصودة في الجينومات قد تحول الخلايا إلى سرطانية. إن حذف ثلاثة جينات يعني قطع كل واحد منها من ثلاثة مواضع في الجينوم، على سبيل المثال، مع إمكان ربط الأطراف الخطأ. حدث هذا في بعض الخلايا، ولكن لم ير الباحثون ما يشير إلى تحول سرطاني.
وتمثل مصدر القلق الآخر بأن الآثار المتبقية من بروتين كريسبر المستخدم في تعديل الجين قد تولد ردة فعل مناعية؛ لأنه بروتين بكتيري. هنا أيضاً لم تكن هناك أي علامة على حدوث ذلك.
لن تستمر التجربة لأن تقنية التعديل الجيني المستخدمة التي تعود إلى عام 2016 صارت قديمة، كما يقول كارل جون Carl June، وهو أيضًا من جامعة بنسلفانيا. وفي الواقع، يمكن استخدام نسخة جديدة من كريسبر تُسمى تحرير القاعدة أو تعديل القاعدة Base editing لتثبيط الجينات دون قص الحمض النووي DNA؛ مما ينبغي أن يقلل بصورة أكبر مخاطر الإصابة بالسرطان. ويقول جون: ” تستميلنا هذه التقنية كثيراً “.
هناك أيضًا العديد من الطرق الأخرى لتعديل الخلايا المناعية لجعلها أكثر فاعلية، كما يقول ستاتماور: ” الاحتمالات لا حدود لها بناء على خيالنا والتركيز العلمي”.
ويريد ستاتماور على وجه الخصوص، تكوين خلايا “جاهزة” يمكن إعطاؤها لأي مريض، بدلاً من تعديل خلايا كل مريض. وهذا من شأنه تسريع العلاج وخفض التكاليف إلى حد كبير.
لقد نجح فريق قاسم بالفعل في إنقاذ حياة الناس بتجربة تُجرى في معهد غريت أورموند ستريت باستخدام خلايا جاهزة حصل الباحثون عليها باستخدام شكل قديم من تحرير الجينات يسمى TALEN. لكن يجب إعطاء هذه الخلايا كجزء من علاج قوي، يتبعه زرع نخاع عظم يقتل الخلايا المعدلة. ويرغب ستاتماور في إنشاء خلايا يمكنها البقاء على قيد الحياة إلى أجل غير مسمى في أجسام المرضى.
ويزداد خطر تحول الخلايا المعدلة لتكون سرطانية أو تبدأ بمهاجمة الخلايا السليمة إذا عاشت لفترة أطول. ولكن من الممكن أيضًا إضافة آلية تدمير ذاتي يمكن إطلاقها بواسطة دواء محدد لقتلها إذا لزم الأمر.
لقد أجري عدد من التجارب على خلايا مناعية عُدلت بتقنية كريسبر لعلاج السرطان في الصين، ولكن لم تُنشر أي نتيجة منها بعد.
المرجع:
Science, DOI: 10.1126/science.aba7365
© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.