أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطب وصحة

الملايين منّا يتناولون أدوية ارتفاع الضغط ، هل يستحق الأمر ذلك

يصيب الضغط واحداً من كل أربعة بالغين ويُعالجُ عادةً بالأدوية، على الرغم من أن مجرد تغيير نمط الحياة قد يخفض الضغط. إليك ما تحتاج إلى معرفَتَه

بقلم:     بيتر جدج

ترجمة: محمد الرفاعي

في عام 2019 شُخِصت بارتفاع ضغط الدم، المعروف  Hypertension. “لماذا أنا؟” تساءلت. “أنا أتدرب بانتظام، لا أعاني زيادةً في الوزن، ولا أدخن . بل حتى أنني أمارس التأمل Meditate”.

بدايةً، شككت في التشخيص. صراحةً، كان ضغطي مرتفعاً في زيارة دورية للطبيب. ولكن عندما تابعته في المنزل خلال الأسبوع التالي، اختلفت القياسات كل مرة، حتى بين الدقيقة والأخرى. إلى جانب ذلك، لم يكن متوسط القراءات أعلى كثيراً من المدى الطبيعي. وعلي الرغم من ذلك نصحني الطبيب بتناول دواءٍ لخفض الضغط. لمَ علي أن أعالج أرقاما متغيرة. كيف يعمل هذا الدواء؟ هل هو آمن؟ هل ارتفاع الضغط مشكلةٌ حقاً؟ ومرةً أخرى، لماذا أنا؟

وبما أنني أعرف الآن أن ارتفاع الضغط يزيد خطورة الوفاة بسبب كوفيد – 19 (Covid – 19)، فإنني متحفزٌ أكثر لفهم الأمر. وبالتأكيد لست وحيداً في ذلك. واحدٌ من كل أربعة بالغين يعاني ارتفاع ضغط الدم Blood pressure– أي 16 مليون شخصٍ في المملكة المتحدة تقريباً ونحو بليونٍ في العالم- وعالمياً، انتشاره في ازدياد، خصوصا في الدول النامية. ويرتبط بالتوتر، ويشيع أكثر ضمن فئاتٍ معينةٍ من الأفراد، كالمدخنين والحوامل، والأشخاص غير النشيطين وزائدي الوزن. ولكن، لا يزال هناك الكثيرُ من الغموض مما يحيط بهذه الحالة الشائعة، حتى بالنسبة إلى  الأفراد المُشخَّصين بهذا المرض. هذا لم يكن جيداً. أردت الحصول على أجوبة، لذا قررت البحث عنها بنفسي.

وكان أول ما اكتشفته أن محاولة تحديد قيمة ضغط الدم كانت ذات تاريخٍ غني. ففي عام 1628 أثبت الطبيب الإنجليزي ويليام هارفي William Harvey  أن القلب يضخ الدم في الجسم، لكن الأمر استغرق قرناً قبل أن يصبح إنجليزيٌ آخر، القس ستيفن هايل Stephen Hales، أولَ من ينجح في قياس الضغط في الجهاز الدوري Circulatory system. اعتمد على طريقة بسيطةٍ ومباشرة، إذ أدخل أنبوباً نُحاسياً في الشريان الفخذي لحصان ووصله بأنبوبٍ زجاجيٍ عموديٍ طويل. ارتفع عمود الدم نحو 2.5 متر. ومات الحصان بالتأكيد.

“يعاني بليون شخصٍ حول العالم ارتفاعَ ضغط الدم”

 

بحلول القرن التاسع عشر وُصِفَتْ الحالة التي نعرفها اليوم بارتفاع ضغط الدم، وكان الأطباء يبحثون عن طرقٍ آمنةٍ لقياس ضغط الدم. وبعض الأدوات كانت غير عمليةٍ أبداً. وتضمنتْ إحداها، على سبيل المثال، حبس كامل الذراع في خزان ماءٍ وزيادة الضغط عن طريق رفع خزان الماء المتحرك. وبعدها، في عام 1896، صمم عالمٌ إيطاليٌ يُسمى سيبيوني ريڤا-روسي Scipione Riva-Rocci أداةً نميزها اليوم. اعتمدتْ على كُمٍ مضغوطٍ موصولٍ بمقياس ضغط – وهو أنبوبٌ زجاجي على شكل حرف J يحتوي على الزئبق، ويقيس ضغط الغاز. يوضع الكُم حول الذراع، ويُنفخ إلى أن يتوقف جريان الدم، ومن ثم يُفرّغُ إلى أن يعود النبض. وبذلك يعطي مقياس ضغط الدم Sphygmomanometer قراءةً للضغط الذي يضخ به القلبُ الدمَ في الشرايين: الضغط الانقباضي Systolic pressure.

أما قياس ضغط الدم في الفترة بين ضربات القلب، الضغط الانبساطي Diastolic pressure؛ فكان أصعب. في البداية، حاول الأطباء كشف الاهتزازات التي يسببها النبض. وفي عام 1905 توصل الجراح الروسي نيكولاي كوروتكوف Nikolai Korotkoff إلى حلٍ أفضل. فقد استعمل سماعةً ليستمع بها إلى الشريان الموجود تحت كُم جهاز الضغط. وعندما يتوقف الدم عن الجريان يختفي الصوت. وعندما يظهر للمرة الأولى، تتشكل أصوات قرعٍ مميزة متوافقةٌ مع الضغط الانقباضي. فهذه الأصوات تختفي عندما لا يُعرْقُلُ جريان الدم، مما يعطينا قيمة الضغط الانبساطي. اليوم، نستخدم المبدأ الأساسي نفسه، إلا أن أجهزة القياس الحديثة التي تقيس الذبذبات Oscillometric monitors تستخدمُ أجهزةً إلكترونية لتحليل اهتزازات النبض.

أي أن قراءة ضغط الدم تتألف من رقمين، مقاسين بالميليمتر الزئبقي Millimetres of mercury (اختصاراً: المقياس mmHg): الأول يشير إلى الضغط الانقباضي، والثاني يشير إلى الانبساطي. وأي قيمةٍ بين 90/60 و120/80 تُعْتَبَرُ صحيّةً. ففي المملكة المتحدة يُعرِّفُ المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية National Institute for Health and Care Excellence (اختصاراً: المعهد NICE) ارتفاع الضغط بأنه الضغط الأعلى من 135/85مم زئبقي. وفي الولايات المتحدة يمكن أن تُشَخَّصَ بارتفاع الضغط إن كان ضغط دمك 130/80مم زئبقي أو أكثر.

يبدو الأمر كما لو كان واضح الحدود وعملياً، لكنني اكتشفت أن ضغط الدم متغيرٌ بشكلٍ مزعج. وكبداية، يتغير الضغط خلال اليوم، إذ يكون أخفض مساءً بشكلٍ عام ويرتفع إلى ذروةٍ في منتصف ما بعد الظهر. إضافة إلى هذا الإيقاع اليومي Circadian rhythm، يميل الضغط إلى الانخفاض قليلاً بعد الطعام. كما يؤثر نشاطك الجسدي فيه كذلك: يساعد الضغط العالي على وصول المزيد من الأكسجين إلى عضلاتك، وليس من غير الشائع أن يصل الضغط الانقباضي إلى 160 أثناء التمرين.

لهذه الأسباب، يحاول الأطباء قياس ضغط وضعية “الراحة” Resting blood pressure. ولكن هذا صعبٌ أيضاً، لأن عملية قياس الضغط قد تسبب التوتر، مما قد يؤثر في النتيجة. ولأنهم يدركون ” تأثير الرداء الأبيض” White coat effect، لا يتخذ الأطباء في المملكة المتحدة إجراءاتٍ بخصوص الضغط المقاس في العيادة إلا إذا كان فوق 140/90مم زئبقي. وبالتأكيد، فالمرضى الذين يبدو أن قراءاتهم مرتفعةٌ صار يُطلَبُ إليهم -على نحوٍ متزايد- قياس ضغطهم في المنزل. وفي دراسةٍ منشورةٍ حديثاً تتبعتْ أربعة ملايين شخصٍ لعقدٍ من الزمن أظهرت أن قياس الضغط الشخصي له الفعالية نفسها فيما يخص النتائج الصحية على المدى الطويل.

لقد كانت تجربتي التي مررت بها تقليدية. طُلِبَ إلي أن أسجل ضغطي في وقتين مختلفين في اليوم. وفي كل مرةٍ كان عليّ أن أقيس ضغطي مرتين، بفاصل دقيقة، ومن ثم أسجل القراءة الثانية، والتي يُفترَضُ أن تعكس حالةً أكثر استرخاءً. وفي حال كان هناك فرقٌ كبير بين القراءات، يمكن أن أجري قياساتٍ أخرى إلى أن تصبح الأرقام مستقرة. كان هناك الكثير من الاختلافات بالتأكيد. في بعض الأصباح، إذ كانت القراءات تتغير بين 150/99 إلى 136/84، ومن ثم تعود مرةً أخرى. على أي حال، كان المتوسط 140/91، نحو 5 مم زئبقي –”5 نقاط”- فوق حد الضغط المرتفع. صار الأمر رسمياً: أعاني ارتفاعا في الضغط.

العمر المتقدم عامل خطورة

أردت أن أعرف السبب. أعلم أن التوتر المزمن مسببٌ مهم من أسباب ارتفاع ضغط الدم. ويحفز التوتر إنتاج الأدرينالين Adrenaline، مما يجعل قلبك ينبض بسرعةٍ أكبر، فيضخ المزيد من الدم في الجهاز ليُجَهِّز لاستجابة “القتال أو الهروب ” Fight or Flight. فهذه الاستجابة ضروريةٌ للنجاة، لكن عندما تفشل في تثبيطها، تكون النتيجة ارتفاع ضغط الدم. وهذا يساعد على تفسير كون الأشخاص من الأسرٍ المنخفضة الدخل، في المناطق الفقيرة والدول النامية، عرضةً بشكلٍ خاصٍ لارتفاع ضغط الدم. فالعيش في أفقر المناطق في إنجلترا، على سبيل المثال، يزيد خطر الإصابة بنسبة 30%. وعلى الرغم من أن عدد الأشخاص الذين يعانون الضغطَ المرتفع ينخفض في الدول المتقدمة، إلا أن العدد العالمي تضاعف منذ عام 1975 نتيجة ارتفاع الأعداد في الدول النامية. وساعات العمل الطويلة مرتبطةٌ بالتوتر كذلك. ويقول بحثٌ نُشِرَ عام 2019 إن استراتيجيات تقليل ساعات العمل ستخفض عبء ارتفاع الضغط على تكلفة الخدمات الصحية العامة.

 لحسن الحظ، حياتي ليست صعبة على الرغم من جائحة كوفيد-19. ولا أفرط في التدخين  – وهما عادتان مرتبطتان بقوةٍ بارتفاع الضغط. فارتفاع الوزن أو قلة النشاط يرفع  ضغط الدم كذلك، لكن مرةً أخرى، لا أعاني أيّا من ذلك. ولست حتماً ضمن فئةٍ أخرى عالية الخطورة، النساء الحوامل: ارتفاع الضغط الحملي Gestational hypertension يصيب 6% من الحوامل، ويشيع بشكلٍ خاصٍ في النساء اللاتي يعانين داء السكري، ومن هن فوق الـ 40 أو تحت الـ 20.

لكن، هناك عامل خطورةٍ لم أكن أعرفه. بين عمر الـ 16 والـ 75، يزداد الضغط الانقباضي عند الأشخاص بمقدار 20 نقطة في المتوسط، وهو تأثيرٌ واضحٌ بشكلٍ خاص في الثقافة الغربية. عمري 58، لذا سيكون من غير المتوقع ألا يزداد ضغطي منذ ولادتي. لكن، هل يجب أن أقلق بخصوص أي شيء؟ لأكتشف الإجابة، اتصلت بكريستين آكورت Christine A’Court من معهد نوفيلد لعلوم الرعاية الصحية الأساسية Nuffield Institute of Primary Care Health Sciences في جامعة أكسفورد University of Oxford.

“هل الأدوية خيارٌ جيدٌ إذا كان بإمكانك أن تغير نمط حياتك؟”

 

تقول آكورت: “تُظهر العديد من الدراسات أن قيمة ضغط الدم -المُقاس في حالة الراحة- ترتبط ارتباطا وثيقا بالأمراض القلبية الوعائية، خاصةً السكتة الدماغية Stroke وقصور القلب المُسَبْب بارتفاع الضغط Hypertensive heart failure”. وفرصة تلف الأوعية الدموية تكون أكبر في المصابين بارتفاع ضغط الدم، فيتعرضون لمخاطر أكبر للإصابة بجميع أنواع الأمراض القلبية الوعائية ابتداءً من النوبة القلبية Heart attack ووصولاً إلى المرض الكلوي المزمن Chronic kidney disease والخرف Dementia.

لم يترك لي هذا مجالاً للشك في المخاطر، لكنني ما زلت متشككاً في العلاج بالدواء لحالتي. فبعد كل هذا، كشف بحثي الصحافي أننا ما زلنا لا نعرف الآلية التي يسبب بها العمر، ومعظم عوامل المخاطر الأخرى، ضغط الدم المرتفع. هل الأدوية خيارٌ جيدٌ حقاً عندما يستطيع الأشخاص  فعل  الكثير لتغيير نمط حياتهم (انظر: ممارسات يومية لخفض ضغط الدم)؟ وأثناء البحث عن إجابةٍ لهذا السؤال، اكتشفت أن علاج ارتفاع الضغط قد يكون الحالة الأولى للطب المدعوم بالبيانات.

أقدم السجلات المنهجية يعود إلى عشرينات القرن العشرين عندما لاحظت شركات التأمين الأمريكية ارتباطاً بين ضغط الدم المرتفع ومتوسط العمر المتوقع، وبدأت تسجل قراءاتٍ لعددٍ كبيرٍ من العملاء – ورفضت أن تغطي أي شخصٍ مصابٍ بارتفاع الضغط. وتحليل إحصائياتٍ كهذه لم يترك مجالاً للشك في أن ارتفاع الضغط قاتل. ومع ذلك، اعتبره معظم الأطباء استجابةً لعوامل خارجية –وأشاروا إليه بـ “ارتفاع الضغط الأساسي” Essential hypertension- واعتقدوا أن المداخلات كانت خطرةً وغير ضرورية. وقد كانت فكرتهم مقبولة. فعلى الرغم من أن العلاج تخلى عن الفصد Bloodletting أو استعمال دود العلق لامتصاص الدم Leeching، إلا أنه تضمن أدويةً مثل ثيوسيانات البوتاسيوم Potassium thiocyanate والباربيتورات Barbiturates ذات التأثيرات الجانبية السيئة، ومن بينها الموت المبكر.

بدأت الأمور تتغير في ستينات القرن العشرين، عندما أخذت إدارة رعاية صحة المحاربين القدامى في الولايات المتحدة US Veterans Health Administration ، والتي تدير سلسلةً من المستشفيات، علاج المرضِ على محمل الجد. وأظهرت أولى دراساتها الكبيرة على ضغط الدم، والتي نُشِرَت في عام 1967، أن ارتفاع الضغط الشديد يمكن أن يُعالج. وتتبعت الدراسة 143 مريضاً كانت قيم الضغط الانبساطي عندهم تتراوح بين 115 و129. وبمقارنتهم بمن تناول الدواء الوهمي (الغفل) Placebo، تعرض المرضى المُعالجين بأفضل الأدوية الواعدة في ذاك الوقت لخطر أقل من حيث الإصابة بالسكتات الدماغية وقصور القلب الاحتقاني Congestive heart failure. وخفضت الأدوية ضغطهم الدموي بمتوسط 43/30.

وتلتها المزيد من الدراسات التي أظهرت أن الأدوية تفيد الأشخاص الذين يعانون ارتفاعا متوسطا في ضغط الدم أيضاً، والمسنين – إلّا أن أحدث النتائج تقترح أن حالة الطاعنين في السن ستكون أفضل من دونها. وفي الوقت نفسه، كانت أدويةٌ أفضل قيد التطوير. فحاصرات بيتا Beta-blocker -التي صُنِعَت في ستينات القرن العشرين- مثّلَتْ تقدماً علمياً. فهي تُنظِم معدل ضربات القلب بإيقاف تأثير الأدرينالين، وتَبَينَ أنها تخفض ضغط الدم كذلك.

أما الأدوية الحديثة؛ فهي أكثر فعاليةً وذات أعراض جانبيةٍ أقل. أتناول الآن دواءً حاصراً لقنوات الكالسيوم Calcium channel blocker يُسمى أملودبين Amlodipine، الذي يُستعمل على نطاقٍ واسعٍ في معالجة من هم في مثل عمري. يمنع العقارُ الخلايا في الشرايين من امتصاص الكالسيوم الذي يسببَ تصلُبَها. أما الأشخاص الأصغر من 55؛ فسيتناولون على الأرجح المثبطات ACE. وينتج الجسم الإنزيم المحول للأنجيوتنسين Angiotensin-converting enzyme (اختصاراً: الإنزيم ACE) ليساعد على الأوعية الدموية المُتضيِّقة، وهذه الأدوية تقلل من مقدار انسداد الأوعية الدموية، مما يساعد على  ارتخاء الشرايين والأوردة.

يأخذ العديد من الأشخاص هذه الأدوية وهي فعالةٌ دون شك. وتشير أرقام وزارة الصحة Department of Health إلى أن متوسط ضغط الدم الانقباضي قد انخفض بمعدل 3 مم زئبقي خلال العقد الماضي. وستكون لهذا آثار ملموسة. ووجدت مراجعةٌ نُشِرت في دورية ذي لانسيت The Lancet أن كل انخفاضٍ بمقدار 10مم زئبقي في ضغط الدم يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية Coronary heart diseas بنسبة 17%، ويقلل خطر السكتة الدماغية بنسبة 27%، ويخفض معدل الوفيات العام بنسبة 13%.

وقصة النجاح هذه تكون أكثر تميزاً إذا أخذنا بعين الاعتبار حقيقةً أخرى. وباستثناء بعض الأمراض غير الشائعة، لا “تشفي” هذه الأدوية سبب ارتفاع الضغط. وتقول آكورت: “ليس لدينا علاجٌ شافٍ لارتفاع ضغط الدم”. “في 95% من الحالات نحاول ببساطةٍ أن نسيطر على المشكلة. هذه الطريقة نافعة، لحسن الحظ!” إنها نافعةٌ حتماً في حالتي.

ممارسات يومية لخفض ضغط الدم

الأدوية الحديثة ذات فعالية عالية في خفض الضغط، إلا أن هناك العديد من الأشياء الأخرى التي يمكنك ممارستها لخفض ضغط الدم.

زد تمارينك الرياضية

تابع الباحثون 138 شخصاً يدخلون مارثون لندن للمرة الأولى في عام 2016 و2017. وبعد الجري لمسافة 10 إلى 20 كيلومترا في الأسبوع في تمارين الاستعداد للمارثون، أكملت النساء الدورة بمتوسط 5.4 ساعة أما الرجال فبمتوسط 4.5 ساعة. وكشفت الاختبارات أن شرايينهم كانت أقل تصلبا وانخفض ضغط الدم لديهم بمتوسط 4/3 مم زئبقي. وكلما كبر المتنافسون عمرا وكانوا أبطأ حركة، زادت الفائدة التي يحصلون عليها. وإذا بدا لك التدرب للمارثون عملاً شاقاً جداً، فإن الانتظام في أي نوعٍ من التمارين الهوائية Aerobic exercise سيكون مفيداً لك.

أعطني الملح

على الرغم من بعض الادعاءات المخالفة في السنوات الأخيرة، فقد تناولُ الكثير من الملح ضارٌ بصحتك. فالملح يرفع ضغط الدم بجعل جسمكَ يحتفظ بالماء. ومتوسط استهلاك الملح في المملكة المتحدة هو ثمانية غرامات في اليوم. في حين تنصح إدارة الخدمات الصحية الوطنية NHS بستة غرامات، أو ما يزيد قليلاً على ملعقةٍ صغيرة. إحدى طرق التخفيف من استهلاك الملح هو تجنبُ الأطعمة المعدة مسبقاً، والتي غالباً ما تحوي ملحاً مخفيا. كُلْ كذلك الكثير من الفواكه الطازجة والخضار لأنها غنيةٌ بالبوتاسيوم الذي يساعد جسمك على طرح الصوديوم في البول. ولم يحسم المختصون رأيهم بعد بشأن استبدال الملح الغني بالبوتاسيوم بالملح التقليدي، بسبب المخاطر المحتملة كاضطراب نظم القلب Heart arrhythmia وما هو أسوأ من ذلك، خصوصاً في حالة الأشخاص الذين يعانون الأمراض الكلوية.

انتبه لما تشرب

يُحَذَّرُ الأشخاص المعرضون لخطرٍ عالٍ للإصابة بارتفاع الضغط عادةً من الكافيين، الذي يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم يدوم لبضع ساعات. وتظهر المشكلات إن استمر هذا الارتفاع، وهو ما لا يحدثُ لكل شخص. ووجدت دراسةٌ حديثةٌ أن نصف من يتناول الكافيين باستمرار يعتاد تأثيره الرافع للضغط. ولكن البحث يكشف عن أن التقليل قد يعكس هذا الأمر.

تحول إلى الأخضر

ضغط دم الأشخاص النباتيين والفيغانيين (النباتي الصرف) Vegan يميل إلى أن يكون أخفض من آكلي اللحوم.  وقد يرجع السبب إلى الشحوم المشبعة Saturated fats الموجودة في اللحوم ومشتقات الألبان، والتي ترتبط بارتفاع الضغط، إلا أننا لسنا متأكدين من الكيفية التي تسبب بها هذا. وفي نهجه الغذائي للتصدي لارتفاع الضغط، ينصح المعهد الأمريكي الوطني للقلب والرئة والدم US National Heart, Lung, and Blood Institute بتقليل اللحوم ومشتقات الألبان وتناول الكثير من الحبوب الكاملة والخضراوات والفاكهة. وإذا كان التحول إلى الحمية النباتية خطوةً صعبة، حاول أن تستبدلَ ببعضِ اللحمِ الأسماكَ الدهنية، الغنية بزيوت أوميغا-3 (Omega-3) التي تخفض ضغط الدم.  استرخِ، استرخِ بعمق عندما نكون متوترين، ننتج المزيد من الأدرينالين، الذي يزيد معدل ضربات القلب وضغطَ الدم. كما من المحتمل أن ننخرط في نشاطاتٍ تُحَفز ارتفاع الضغط كالإفراط في الأكل، وزيادة التدخين. الاسترخاء يقلل التوتر إلا أنه صعب القياس جداً. ويبدو أن التأملMeditation ، على سبيل المثال، يساعد العديد من الأشخاص، لكن ليس الجميع. ويجب علينا جميعاً أن نصبوا إلى عادات نومٍ صحية. إذ إن النوم يساعد جسمك على تنظيم هرمونات التوتر، وإذا نمت أقل من ست ساعاتٍ، فقد تستيقظ متوتراً.  

© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى