اللغات الفريدة المندثرة التي تحمل أسراراً حول طريقة تفكيرنا
إن اللغات المعزولة مثل اللغة الشيمانية Chimané والتي يتحدثون بها في بوليفيا، لا علاقة لها بأي لغة أخرى معروفة، لذا دراسة تلك اللغات تكشف لنا كيف تتطور اللغات وتؤثر في تصورنا للعالم من حولنا
في فبراير الماضي وسط أحد مضايق جنوب تشيلي، توفيت امرأة مسنة ومعها اختفت إحدى اللغات للأبد. كانت كريستينا كالديرون Cristina Calderon، البالغة من العمر 93 عاماً والمحبوبة جدا، آخر المتحدثين المعروفين بلغة الياغان Yaghan والتي كان يتحدث بها في وقت ما ساكني منطقة تييرا دل فويغو Tierra del Fuego أو أرض النار وتشكل الطرف المتعرج لأمريكا الجنوبية. إن خسارة أي لغة مأساة في حد ذاتها، لكن انقراض لغة الياغان سيكون محسوساً بشكل خاص لأنها لم تكن لغة عادية بل لغة معزولة: لغة مختلفة تماماً عن أي لغة مستخدمة في أي مكان آخر في العالم.
تشمل اللغات المعزولة نحو 200 لغة من أصل 7,400 لغة مستخدمة حاليا، وهناك العديد من اللغات تقترب من مصير لغة الياغان في الانقراض. وتشير التقديرات أن 30% من جميع اللغات ستختفي بحلول نهاية القرن. واللغات المعزولة التي يتحدث بها بضع مئات من الأشخاص معرضة للخطر بشكل خاص.
ولكن مع زيادة نسبة تعرضها للخطر، ازداد الوعي حول ما يمكن أن تخبرنا به اللغات المعزولة عن التواصل والإدراك البشري. خلال السنوات القليلة الماضية، قدمت لنا تلك اللغات مفهوم جديد عن التأثير المتبادل بين التطور الثقافي واللغوي، كما منحتنا إثباتاً لفرضية مثيرة للجدل تربط بين فهمنا للواقع واللغة التي نستخدمها. يقول ليل كامبيل Lyle Campbell من جامعة هاواي University of Hawai’i بمانوا: «كل واحدة من هذه اللغات المعزولة هي… نافذة جديدة تماماً على العقل البشري».
إضافة إلى ذلك، هناك أمل جديد في أن يحدد البحث أيضاً استراتيجيات أفضل لمساعدتنا على إنقاذ تلك اللغات من الانقراض.
بصورة عامة، فإن قصة اللغة تشبه العلاقات العائلية. فالتشابه بين الدنماركية والهولندية أو السواحيلية والزولو يشير إلى لغات أبعد ما تكون عن اللغات المعزولة، في الواقع هم يقعون فيما يقرب من 140 سلالة مشتركة.
لكن اللغات المعزولة أمرها مختلف، فبدلاً من التباهي بالأشقاء، تقف هذه اللغات وحدها تماماً. ربما يكون المثال الأكثر إثارة للذكريات هو لغة الباسك Basque، والتي يتحدث بها مجموعة من البشر على الحدود بين فرنسا وإسبانيا. فبينما يطلق الفرنسيين على الخمر كلمة vin ويستمتع الأسبان بكأس من vino على العشاء، المرادف اللغوي لها بلغة الباسك هو Ardoa. وبينما يمارس المزارعون في إسبانيا وفرنسا Agriculture أو Agricultura، فإن نظرائهم الباسك يطلقون عليها Nekazaritza.
إن وجود مفردات مختلفة تماماً مقارنة باللغات المحيطة بهم يعطي اللغات المعزولة جواً من الغرابة، ويعزز الشعور بالفخر والتعاضد بين المتحدثين. قد يساعدنا هذا على تفسير سبب بقاء لغة الباسك لآلاف السنين. ففي عام 2021 عثر على لوح برونزي على شكل يد يدل على أن أجداد متحدثي الباسك الحاليين موجودين منذ ألفي سنة، في حين لغة الباسيك نفسها قد يكون لها تاريخ يمتد إلى 5 آلاف سنة أو أكثر.
كثير من تلك اللغات صارت معزولة بسبب اختفاء اللغات الأخرى، عادة بسبب التأثيرات الثقافية والغزو أو مجرد المصادفة
لغات نادرة
لكن في الحقيقة، إن اللغات المعزولة تقليدية كثيراً مقارنة بما تبدو عليه. فقد كان كثير من تلك اللغات في يوم من الأيام أعضاء في عائلات أكبر، لكنها صارت معزولة بسبب اختفاء اللغات الأخرى، عادة بسبب التأثيرات الثقافية والغزو أو مجرد المصادفة. فعلى سبيل المثال، لغة كيت Ket وهي لغة معزولة من سيبيريا، كانت ذات يوم جزءاً من عائلة اللغة الينيسية Yenisieian. هي الآن وحدها، وربما يرجع ذلك جزئياً إلى انتشار اللغة الروسية بعد غزو روسيا لسيبيريا بين القرنين السادس عشر والثامن عشر.
ولكن، للمفارقة، لأن اللغات المعزولة تقليدية نسبياً فهذا بالضبط ما يجعلها ذات قيمة لغوية. فكل منها عبارة عن تجربة فريدة يمكن أن تلقي ضوءاً جديداً على الحلول التي وجدها الناس للتواصل الفعال فيما بينهم.
تقول آنا بيليو Anna Belew من جامعة هاواي بمانوا ومديرة برنامج في مشروع اللغات المهددة بالانقراض Endangered Languages Project: «هناك تنوع كبير في كيفية خلق البشر لعالم معرفي بواسطة اللغات. واللغات المعزولة لكونها لا تمتلك لغات شقيقة، تميل إلى امتلاك طرق فريدة إلى حد ما في وصف العالم».
إن فك رموز هذه اللغات يمنحنا فهماً أكثر وضوحاً عن قواعد اللغة. فعلى سبيل المثال، لغة كوتيناي Kutenai هي لغة معزولة يتحدث بها شعب كوتيناي Kutenai، مجتمع من السكان الأصليين على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا. إنها واحدة من اللغات القليلة في العالم التي تحتوي على «ضمير المخاطب الرابع» Fourth person، مما يجعل من الممكن توضيح المعنى كاملاً في عبارات مثل «أمسك هو بقبعتِه». لغة كوسوندا Kusunda، التي يتحدثون بها في نيبال، خلاف ذلك تماماً. فهي تفتقد بعض من السمات النحوية الموجودة في العديد من اللغات مثل كلمة لا.
إن البحث عن لغة الأسلاف المفقودة والمعزولة يمثل تحدياً أيضاً للافتراضات حول أساسيات اللغات وتطور اللغة – كما هو واضح من لغة الإشارة لعشيرة السيد البدوية (Al-Sayyid Bedouin Sign Language اختصارا: لغة الإشارة ABSL).
في النصف الأول من القرن العشرين بدأت مجموعات بدوية تعيش في صحراء النقب استخدام لغة الإشارة ABSL، مما أدى إلى تحسين التواصل بين السكان، فقد بلغ معدل الصم فيها 50 ضعف المعدل العالمي بسبب بعض الخلل في علم الوراثة والتنظيم الاجتماعي. ولكنّ ما يجعل لغة الإشارة ABSL مميزة حقاً هو كيفية صياغة كلماتها. تعتمد جميع اللغات عملياً على ما يُعرف بازدواجية النمط Duality of patterning، حيث يجمع المستخدمون عدداً صغيراً نسبياً من الأصوات أو الإيماءات التي لا معنى لها لتكوين مفردات غنية وشاملة. وعلى سبيل المثال، تصدر جميع الكلمات في اللغة الإنجليزية بشكل أساسي من بضع عشرات من الأصوات الأساسية، تُمثل كل منها بحرف أو أكثر من الأحرف الأبجدية.
لكن العكس، أي لغة تكون كل كلمة فيها فريدة ولا يمكن تقسيمها إلى وحدات أصغر قابلة للتكرار، ستكون معقدة ومحيرة. في مثل هذه اللغة المنطوقة الافتراضية، قد يتطلب الأمر من الناس أن يتذكروا أن صوتاً معيناً من الصفير يعني وجبة الإفطار، في حين الصياح الخفيف يعني الحمَّام. ومع ذلك، هذا بالضبط ما يحدث في لغة الإشارة ABSL على عكس جميع اللغات المنطوقة ولغات الإشارة، يجب على المستخدمين حفظ إيماءة جديدة ومميزة لكل كلمة يريدون التعبير عنها. توضح لغة الإشارة ABSL أن الازدواجية ليست السمة الشاملة للغة التي افترضناها، كما أنها تقدم لنا أدلة على السبب.
في دراسة أجراها، في عام 2021، سيمون كيربي Simon Kirby من جامعة إدنبرة Edinburgh ومونيكا تاماريز Monica Tamariz من جامعة هيريوت وات Heriot-Watt University، في المملكة المتحدة تمت مقارنة لغة الإشارة ABSL مع لغات إشارة جديدة ليست ذا صلة ولكن مماثلة، لغة الإشارة اليهودية والتي تظهر ازدواجية النمط. وأشاروا إلى أن لغة الإشارة اليهودية، مثل العديد من لغات الإشارة الرسمية، يتعلمها عادة مجموعات من الطلبة في المدارس. استنتجت الباحثتان أن الطلبة الذين يتفاعلون بشكل غير رسمي مع بعضهم البعض، في الملعب على سبيل المثال، سيجدون ويستخدمون المميزات اللغوية مثل ازدواجية النمط وذلك لأن جميع الطلبة الذين يتعلمون لغة جديدة يميلون إلى التبسيط. نظراً لأن الطلبة الآخرين يتبنون هذه التبسيط، فإنهم يتجذرون وينتشرون في النهاية في المجتمع.
حديث الأطفال
من ناحية أخرى، عادة ما يتعلم متعلمو لغة الإشارة ABSL الجدد اللغة من خلال التعامل مع لغة كبار السن. قد يبتكر المتعلمون الجدد طرقاً مبتكرة لتبسيط اللغة. لكن من غير المرجح أن يتبنى المتحدثون الأكبر سناً ما قد يعتبرونه حديثاً للأطفال. والنتيجة هي أن التبسيط لا ينتشر، وتبقى اللغة معقدة.
اختبرت كيربي وتماريز هذه الفكرة من خلال محاكاة حاسوبية بسيطة تحتوي على «لغة» من أربع كلمات يستخدمها عدد صغير من السكان الافتراضيين. إذا تعلم الطلبة الافتراضيون على يد كبار السن من السكان، الذين يعتبرون مستخدمين خبراء لـ اللغة، فقد يستغرق الأمر أكثر من 50 جيلاً لظهور ازدواجية النمط. وإذا تعلم الطلبة على يد عضو أصغر سناً لا يزال يتعلم اللغة فستظهر ازدواجية النمط خلال أربع أجيال.
تقترح الدراسة أن تطور اللغة خاضع بدرجة كبيرة إلى شكل المجتمع. وبشكل أكثر تحديداً، تقول تماريز إن البحث يرى المتعلمين الجدد عامل مهم في تشكيل اللغات.
أحد الأسئلة المهمة الأخرى التي تؤرق اللغويين هي التأثير المتبادل بين اللغة والإدراك. ويجادل بعض الباحثين في أن الطريقة التي نتواصل بها تؤثر في تصورنا للعالم وفهمنا للمفاهيم المجردة كالأعداد، وهي فكرة تُعرف بفرضية سابير وورف Spire-whorf. هذا الفكرة مثيرة للجدل لكن اللغات المعزولة قد تقدم أدلة حاسمة لصالحها.
أحد المتحدثين باللغات المعزولة، على وجه الخصوص، عادة ما يتم ذكرهم عند الحديث عن نظرية سايبر وورف Sapir-Whorf hypothesis؛ شعب البيراها Piraha people، وهم مجموعة من السكان الأصليين يعيشون في شمال البرازيل، مشهورين بين الباحثين لتحدثهم لغة تسمى أيضاً البيراها لا تحتوي على كلمات للأعداد. إضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن المتحدثين بلغة البيراها يواجهون صعوبة في العد، مما يعني أن الكلمات التي تشير إلى الأعداد هي بالفعل ضرورية للحساب.
لكن هناك مشكلة في هذا الاستنتاج، وفقاً لبينجامين بيت Benjamin Pitt من جامعة كاليفورنيا University of California في بيركلي، يقول بيت إن الباحثين قارنوا «ضمنياً أو صراحة» فهم المتحدثين بلغة البيراها للأعداد مع معرفة الأشخاص في البلدان ذات الدخل المرتفع بالأرقام. يقول إن هذه المقارنة ليست عادلة، نظراً إلى أن أسلوب الحياة في بلد مثل الولايات المتحدة يختلف اختلافاً كبيراً عن أسلوب الحياة في منطقة الأمازون.
لفهم ما إذا كانت الكلمات التي تعبر عن الأعداد ضرورية للعد حقاً، يقول بيت إننا بحاجة إلى مقارنة الأشخاص الذين يعرفون هذه الكلمات أو لا يعرفونها، ولكنهم ما زالوا ينتمون إلى ثقافة مشتركة. في أماكن أخرى من الأمازون وجد بيت وزملاؤه مجتمعاً أصلياً لهؤلاء الناس.
يعيش شعب شيماني Chimane في الأراضي المنخفضة في بوليفيا. لغتهم الشيمانية Chimané، هي لغة منعزلة وهي تحتوي على كلمات تعبر عن الأعداد. لكن، تختلف معرفة هذه الكلمات عبر المجتمع: فبعض الأفراد يمكنهم العد إلى أجل غير مسمى، في حين يتعثر البعض الآخر عند 10 أو 12.
عمل بيت وزملاؤه مع 30 شخصاً من شعب الشيماني، كان 15 منهم فقط قادرين على العد، وطُلب إليهم إكمال بعض المهام المتعلقة بالعد. فعلى سبيل المثال، تم تقديم صف من الحصى للمتطوعين وطُلب إليهم إنتاج صف خاص بهم يحتوي على عدد الحصى نفسه. فقد استطاع معظم المتطوعين القيام بذلك بدقة عندما طلب إليهم جعل صفهم موازياً للصف الموجود بالفعل على الطاولة. يقول بيت ربما لأنهم يستطيعون ببساطة مطابقة الحصى دون الحاجة إلى عدّهم.
في الماضي جادل بعض الباحثين في أنه يمكن للناس استخدام مجموعة من الأدوات المعرفية المختلفة للعد، مما يقلل من أهمية اللغة. يشير البحث الذي أجراه بيت وزملاؤه إلى أن هذه الفكرة خاطئة وأن اللغة مهمة جدا، خاصة في عالم الأعداد الأكبر من 4. يقول بيت إن اللغة الشيمانية دليل على أن اللغة تقدم أحياناً للناس «قدرات مفاهيمية جديدة» والتي ربما لا تكون متاحة لهم بخلاف ذلك.
ولكن مهما كانت الكنوز الدفينة التي يمكن أن يقدمها اللغويون، فإن اللغات المعزولة بحكم تعريفها ضعيفة. على عكس اللغات الأخرى التي قد تكون محفوظة في الألسنة ذات الصلة، لكن اللغات المعزولة ليست لها عائلة تستند إليها. تقول كامبل: «نحتاج حقاً إلى الحصول على معلومات عن اللغات المعزولة لأننا إذا فقدناها فستختفي هذه المعلومات إلى الأبد».
تعلم لغة الباسك
ومع ذلك، فمن الممكن أن تؤدي دراسة اللغات المعزولة إلى تعزيز قدرتنا على إنقاذها. تعرف آن أورتيغا إتشيفري Ane Ortega-Etchverry من كلية الجامعية لتدريب المعلمين Begoñako Andra Mari Teacher Training University College بإسبانيا أن اللغات المعزولة يمكنها البقاء على قيد الحياة على الرغم من الصعاب. وكطفلة ولدت في فترة حكم الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو – الذي شن حرباً على مدى عقود ضد لغات الأقليات الإسبانية- لم تكن لديها فرصة تذكر لتعلم لغة الباسك. ولكن بعد أن احتضنت لسان أسلافها كشخص بالغ، استطاعت التحدث بها. كرست أورتيغا إتشيفري سنوات لاستكشاف سبب قدرتها على الصمود أمام الانقراض.
في دراسة أجريت عام 2014، قامت هي وزملاؤها بعمل مقابلات مع مجموعة متنوعة من متعلمي لغة الباسيك غير الأصليين، وكشف ما تسميه «سلسلة متصلة» من التصرفات بين المشاركين. في أحد طرفيه كان ما يسمى متحدثو لغة الباسك الجدد Euskaldunberri، بمن في ذلك أولئك الذين يدرسون اللغة في المدرسة. في الطرف الآخر كانوا متحدثي لغة الباسك المحترفين Euskaldun.
فوجئت أورتيغا إيتشيفري وزملاؤها عندما اكتشفوا أنه لكي يصبح متحدثي لغة الباسك الجدد متحدثين محترفين إنهم لا يحتاجون إلى الكفاءة التقنية، لأن الأمر مرتبط بالثقافة. بعبارة أخرى، فإن تعليم التحدث بلغة الباسك بطلاقة أقل أهمية من أن يكون لدى العائلة والأصدقاء دراية كافية باللغة لاستخدامها في المحادثة. شعر البعض بأن لغة الباسك الرسمية التي درسوها في المدرسة جعلتهم أقل متحدثي لغة الباسك المحترفين من تعلم لهجة محلية.
تعمل أورتيغا إتشيفري بالفعل على نشر نتائج بحثها. إنها تعمل الآن مع المتحدثين بلغة ناسا يووي Nasa Yuwe، إحدى اللغات المعزولة من كولومبيا مع نحو 60 ألف متحدث وفقاً لبعض التقديرات، وقد صنفت على أنها مهددة بالخطر. تقول أورتيغا إتشيفري: «المدرسة ليست كافية»، مجادلة في أنه إذا أريد للغات المهددة بالانقراض أن تزدهر، فإن النشطاء بحاجة إلى خلق جو ثقافي يرحب باللغات.
تعتقد أورتيغا إتشيفري أنه إذا نفذنا الاستراتيجية بشكل صحيح يمكننا تغيير ما يحدث ومساعدة اللغات المعزولة المهددة بالخطر على البقاء. وقد يضمن لنا أنه عندما يموت أعضاء المجتمع الأكبر سناً مثل كريستينا كالديرون، فإن اللغات التي يتحدثون بها ستظل حية.
ألسنة في ورطة
بيلو سالببورو Pello Salaburu من جامعة إقليم الباسك University of the Basque Country يصف اللغات المعزولة بأنها «البجعات السوداء» الاستثناءات التي تجبر العلماء على تحدي تصوراتهم المسبقة حول الإدراك. لكن العديد من اللغات المنعزلة قد تختفي قريباً.
صنف باحثون من جامعة سنترال لانكشاير University of Central Lancashire بالمملكة المتحدة لغة إشارة قبيلة السيد مؤخراً على أنها «معرضة للخطر»، ويعمل الفريق مع اليونسكو ومؤسسة اللغات المهددة بالانقراض Foundation for Endangered Languages. يُعتقد أنه لا يتحدث بها أكثر من 4 آلاف شخص في فلسطين. أما الشيمانية، التي يتحدث بها نحو 4800 متحدث في بوليفيا، هي معرضة للخطر أيضا طبقاً لمؤسسة اللغات المهددة بالانقراض. بعض اللغات المعزولة معرضة لخطر أكبر: كوسوندا من نيبال، لديها شخص واحد على قيد الحياة يتحدث اللغة بطلاقة. اللغات المعزولة الأخرى يتحدث بها عدد أكبر لكنها لا تزال مهددة وسيؤدي اختفاؤها إلى فقدان السمات اللغوية الرائعة. بريبشا Purépecha، على سبيل المثال، لديها نحو 117 ألف متحدث في المكسيك وتفتخر بنظام عد مميز. في حين أنه من الشائع بالنسبة إلى اللغات أن تجعل بعض الأرقام أعلى من 10 من خلال الجمع بين رقمين سابقين، مثل واحد وعشرون، لدى بريشا نظام مميز في هذا تجاه الأرقام 7 و8 و9.
بقلم أندريا فالنتينو
© 2023, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.