أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
Advertisement
الأرض

أكبر ثوران بركاني في التاريخ المسجل حدث قبل 7300 سنة

أدى ثوران بركان كيكاي-أكاهويا تحت الماء قبالة سواحل اليابان إلى قذف ما يكفي من المواد لملء بحيرة تاهو مرتين، أي ثلاثة أضعاف ثوران جبل تامبورا في عام 1815

بقلم أليكس ويلكينز

حدث أكبر ثوران بركاني في العصر الجيولوجي الحالي تحت الماء قبالة الساحل الجنوبي لليابان منذ نحو 7300 عام. فقد أنتج الانفجار أكثر من ثلاثة أضعاف المواد التي نتجت عن أكبر ثوران حديث معروف، وهو انفجار جبل تامبورا Mount Tambora، الذي انفجر في إندونيسيا عام 1815 وتسبب في تغيرات مناخية جذرية أدت إلى «عام بلا صيف» Year Without a Summer في عام 1816.

وجاء الرقم القياسي الجديد، وهو ثوران كيكاي-أكاهويا Kikai-Akahoya، من كالديرا Caldera مغمورة في منطقة بحرية بالقرب من جزيرة كيوشو اليابانية Island of Kyushu.

وقد وثَّق الجيولوجيون وعلماء الآثار العواقب المدمرة للثوران على البشر الذين يعيشون في الجزر القريبة، وأشار تحليل رواسب الرماد البركاني إلى أن الانفجار كان واحدا من أكبر الانفجارات في العصر الجيولوجي الحالي، الهولوسين Holocene، الذي بدأ قبل 11,700 سنة.

ومع ذلك، فإن أصول الانفجار وحجمه لم تكن مؤكدة بسبب صعوبة الوصول إلى الكالديرا تحت سطح البحر، والفوهة التي تشكلت بعد ثوران البركان، والرواسب البركانية في قاع البحر.

الآن، حسب نوبوكازو سيما Nobukazu Seama- من جامعة كوبي Kobe University في اليابان – وزملاؤه أن ثوران كيكاي-أكاهويا أنتج كمية أكبر بكثير من الصخور والرماد تحت الماء مما كان يُعتقد سابقاً، بنحو 70 كيلومتراً مكعباً. وبجمع هذا مع التقديرات السابقة من الصخور البركانية المترسبة فوق اليابان، فإن إجمالي كمية المواد التي ضخها البركان تعادل أكثر من 300 كيلومتر مكعب من المواد. وهذا يعادل ضعف كمية المياه الموجودة في بحيرة تاهو Lake Tahoe في غرب الولايات المتحدة. ويقول سيما: «إنها كبيرة جداً، أكثر مما توقعنا».

وإن كان هذا الانفجار أقل بكثير من الانفجار الهائل لبركان توبا العملاق Toba supervolcano في إندونيسيا منذ نحو 74,000 عام، والذي أطلق أكثر من 2,500 كيلومتر مكعب من الصهارة.

ولتقييم كيكاي-أكاهويا، أجرى سيما وزملاؤه مسحاً زلزالياً لرسم خريطة للمنطقة تحت الماء حول الكالديرا على عمق 200 متر تقريباً تحت السطح. ومن هنا، تمكنوا من رؤية طبقات المواد المحيطة بالبركان، لكنهم لم يعرفوا أي منها كانت نتيجة للثوران نفسه.

جمع الباحثون الرواسب من قاع البحر باستخدام روبوت الحفر الذي يتحكمون فيه عن بعد

لذلك جمع الباحثون الرواسب من قاع البحر باستخدام روبوت الحفر الذي يتحكمون فيه عن بعد وأخذوا عينات أساسية من الصخور الموجودة بالأسفل، وحددوا الطبقة التي تحتوي على زجاج بركاني مميز. وسمحت لهم البيانات بعزل الطبقة البركانية عن المسح الزلزالي وحساب الحجم الإجمالي للمواد التي أنتجها البركان.

يقول ديفيد بايل David Pyle من جامعة أكسفورد University of Oxford: «نحن نعلم أن هذه الانفجارات الكبيرة جداً التي تشكل الكالديرا نادرة، لكننا نعلم أيضاً أن هناك المزيد من هذه الأحداث في الماضي الجيولوجي التي وجدنا أدلة عليها».

ويقول إن السبب الرئيسي وراء تأخر تحديد حجم الثوران حتى الآن هو صعوبة العثور على الفوهات البركانية التي تقع على أعماق كبيرة تحت الماء وقياسها.

لا تزال كالديرا كيكاي-أكاهويا تحتوي على غرفة صهارة Magma chamber كبيرة تحتها. يقول سيما: إذا انفجر هذا البركان، فقد يؤدي إلى انفجار آخر، لكننا لا نعرف حجمه، لأن ذلك يعتمد على حجم غرفة الصهارة. ويقول إنه على الرغم من أن فرص ثوران البركان ضئيلة، إلا أن فريقه يعمل على قياس القبة Dome بدقة أكبر لتحسين فهمنا للخطر.

يقول بايل إن الجمع بين المعلومات التاريخية من الانفجارات الماضية، مثل بركان كيكاي-أكاهويا، ودراسات الثورات البركانية الأحدث تحت الماء، مثل ثوران هونغا تونغا Hunga Tonga في عام 2022، يمكن أن يساعدنا على إنتاج نمذجات أفضل للتنبؤ بالانفجارات المستقبلية.

© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى