أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطب وصحة

نصيحة غذائية

نصيحة غذائية
من الدنا DNA ؟(*)

يدّعي المسوقون على الإنترنت بأنه يمكن للاختبار الجيني(1) أن يعطي وصفات غذائية مُشَخْصَنَة(2). فهل هم يعلنون عن أحدث ما توصل إليه العلم أم أنهم يعلنون عن كاشف طوالع (هوروسكوب) عالي التقانة(3) ؟

<L.هيرشير>

 


مفاهيم مفتاحية

قد يشكل الاختبار الجيني في النهاية الأساس لاقتراحات عن وصفات غذائية وتمارين رياضية معدة وفق حاجة كل مريض.

ومع أن العلم لم يتقدم إلى حد كاف لتفعيل ذلك، فإن الشركات التي تعتمد على شبكة الإنترنت تُسوق حاليا اختبارات جينية وتخبر المرضى كيف يأكلون وكيف يمارسون الرياضة، في أثناء بيع کيتامينات بأسعار مغالى فيها.

إن زيارة طبيب أو قراءة عمود الصحة في الصحف اليومية، هو أفضل من كثير من النصائح المتداولة.


محررو ساينتفيك أمريكان

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/02.gif

 

عندما وقف الرئيس <بيل كلنتون> في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض في26/6/2000 ورحب باستكمال مشروع الجينوم البشري واصفا نتائجه «بأنها الأكثر أهمية، وأن خريطته هي الأكثر روعة فيما أنتجه الإنسان حتى الآن،» فإنه لم يكن ينظر لتدشين عصر من التقانة العالية لتحرك مبيعات النفط. وبعد مرور أقل من عقد على هذا الحدث، أخذ متعهدو الاختبارات الجينية والإضافات الغذائية يسوّقون على شبكة الإنترنت للجينيات الغذائية nutrigenetics، مع ادعاءات أنه بإمكانها النظر إلى المعلومات الجينية الشخصية لتحديد ما الذي يجب أن يتناوله هذا الشخص لبناء عظام أكثر قوة وشعر أكثر نضارة، وإضافات أخرى للصحة الجيدة. ومع ذلك، وحتى الآن فالمبالغة والغلو قد تفوقا على الوعود. لقد قدم هذا المجال اليافع إشاعة تحذيرية عن كيف أن التسويق غالبا ما ينطلق بسرعة أكثر من العلم: قد ظهر تسويق تقانة الكشف عن الجينات قبل أن يطور العلماء فهما مناسبا عن كيف أن جينات محددة تسهم في الصحة والمرض.

والمعلومات المشتقة من سلسلة كود الدنا DNA code في كل كروموسوم (صبغي) بشري مكنت  العلماء تدريجيا من تشكيل اختبارات ومعالجات تمتلك القدرة على تشخيص وتحسين وضع الأمراض وربما معالجتها. لقد مهدت الطريق أمام «الطب المُشَخْصَن» personalized medicine والمبني على أن معرفة الاختلافات  الجينية بين الأفراد يمكن لها أن تَشرح سبب اختلاف استجابة جسم فرد عن فردٍ آخر للطعام والأدوية والشمس والتمارين الرياضية والمواد المثيرة للحساسية أو لمثيرات أخرى. وفي الحالة المثلى يمكن أن يكشف الاختبار الجيني لنا أي الأدوية أو العلاجات الأخرى التي قد تعمل بشكل أفضل وتنتج أقل الأعراض الجانبية في فرد معين. وقد بدأ الباحثون الآن بتصميم مثل هذه الاختبارات. وقد ظهر أحد المعالم المهمة في صيف 2007، عندما اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أول اختبار جيني لمساعدة المريض على تقدير أفضل جرعة للدواء المضاد للتجلط ورفرين warfarin. وهناك اتفاق على أن هذا الاختبار يجب أن يتابع بسجلات الآخرين الذين حاولوا إيجاد أفضل دواء مناسب للمريض.

وكجزء من هذا الاتجاه، بدأ المتخصصون في التغذية والجينيات genetics في الجامعات الرائدة ببحث كيف أن  صحة شخص ما قد تتأثر بالطريقة التي يمكن للطعام أن يُشغل بها أو يوقف عمل جينات محددة، أو كيف يُعوِّض الغذاء (الحمية) بعض القصور الفزيولوجي المسبب بنُسخ معينة متباينة (متغايرة) للجينة. والفكرة الأساسية ليست جديدة، فالاختبار الجيني للاضطرابات الاستقلابية المرتبطة بالغذاء، مثل بيلة الفينيل كيتون phenylketonuria، يعود إلى عام 1963 ـ وقد نشأ مفهوم أن الطعام يمتلك  خصائص طبية مع أبقراط؛ لكن مشروع الجينوم البشري عزز الإمكانات والاحتمالات للبحث  عن روابط بين الغذاء والاستعداد الجيني للمرض. ويمكن أن تقودنا التحاليل الجينية جيدا إلى إرشادات غذائية مشخصنة فعالة حقا، لكن ذلك اليوم لم يحن بعد.

إن الجينة التي تقع في إحدى نهايات الكروموسوم 1، وهو الكروموسوم الأطول في الجينوم البشري، توضح كلا من وعود وتحذيرات الجينيات الغذائيةnutrigenetics. إنها تكوّد إنزيما يسمى ميثيلين هيدروفولات ردكتاز (methylenehydrofolate reductase (MTHFR الذي يبدأ بتكسير  الحمض الأميني هوموسستينhomocysteine، الذي تبين في بعض الدراسات أن ارتفاع مستواه مرتبط بمخاطر أمراض القلب أو السكتة. ومع ذلك فشلت دراسات أخرى في إيجاد مثل ذلك الارتباط.

ويمكن للسلسلة الصحيحة(4) لكود الدّنا، الذي يؤلف الجينة، أن تختلف قليلا من شخص إلى آخر ـ ونسخة واحدة من جينة الإنزيم MTHFR تُنتج إنزيما ذا نشاط منخفض نسبيا ويؤدي إلى تعاظم الحمض الأميني هوموسستين(5). وبإمكان شخص لديه هذه النسخة الخاصة من الجينة أن يخفض مستويات الهوموسستين بتناول کيتامينات B معينة من خلال الإضافات الغذائية أو الطعام، ونظريا يقلل ذلك خطر مرض القلب الوعائي(6).

والبحث الذي كشف عن دور النسخة المتباينة من الجينة (التي تكوّد النسخة الضعيفة النشاط من الإنزيم MTHFR) في ارتفاع مستوى الهوموسستين، هو النوع من العلم الذي ربما يُنتج يوما غذاء أصيلا ذا صلة بالطب المشخصن: الاستخدام الروتيني لاختبار الإنزيم MTHFR، ولهؤلاء الذين يحملون النسخة المتباينة، صدرت توصيات من السلطات الطبية لتعويضه بتناول المزيد من الکيتامين B الموجود في الأطعمة مثل السبانخ أو البازلاء أو تناول إضافات غذائية تحتوي عليه. لكن تطبيق هذا النوع من الاقتراحات سيكون اليوم سابقا لأوانه؛ لأنه لا أحد حتى الآن أظهر أن مثل هذا العمل قد يقلل من خطر الإصابة بمرض القلب الوعائي. وفي الحقيقة، فإن خمس محاولات سريرية واسعة النطاق وجدت أن إضافات الکيتامين B، على الرغم من أنها خفضت مستويات الهوموسستين، لم تخفض من حدوث أمراض القلب أو السكتات ـ والكشف عن ذلك أثار أسئلة عن الارتباط بين الهوموسستين ومرض القلب الوعائي. وبعد المحاولة الأكثر حداثة والمنشورة في 12/9/2007 بمجلة الجمعية الأمريكية الطبية، استنتجت افتتاحيتها بأن البرهان المقدم غير كاف للتوصية بالاستخدام الروتيني لإضافات الکيتامين B التي تخفض الهوموسستين.

ومع ذلك، فإن الشك العلمي حول الهوموسستين كعامل خطر للإصابة بمرض القلب الوعائي لم يوقف تسويق اختبارات الإنزيم MTHFR، ولم يحبط ترويج الاختبارات لنسخ أخرى متباينة من الجينة والتي أحيط الكثير منها بالتباسات مشابهة.


نتائج الاختبار: تناول السبانخ(**)

 

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/09.gif


لم تتمكن اختبارات الجينيات الغذائية التجارية حتى الآن من تأمين معلومات أفضل للمستهلكين مقارنة بالنصيحة الروتينية: تناول الغذاء الجيد ومارس الكثير من التمارين الرياضية.

 

وحتى قبل أن يجف الحبر على المسودة الأولى من مشروع الجينوم البشري، فإن احتمال بيع معلومات الجينيات الغذائية جذب انتباه أصحاب المشاريع. وفي الشهر نفسه الذي أعلن فيه الرئيس <كلنتون> تدشين عصر جيني جديد، بدأت سيونا Sciona [وهي شركة بريطانية صغيرة] ببيع أول  اختبارات جينية محفزة بالوعد بتأمين دليل غذائي شخصي بناء على نتائج هذه  الاختبارات. وقد دخلت شركات أخرى، تشمل جينلكس Genelex وجينوکا داياگنوستكسGeneova Diagnostics وسوراسل Suracell سوق الجينيات الغذائية مع قوائمها الخاصة من الاختبارات.

ويمكن الحصول على عرض الشركة سيونا الذي يسمى سيلّف Cellf عن طريق الإنترنت، وعمل طلب شراء بقيمة 269 دولارا مدفوعة ببطاقة الائتمان.  فتُرسَل إلى المشتري حافظة ترشده لتعبئة استبيان يتضمن أسئلة عن العمر والوزن وحالة التدخين وأنماط الحياة الأخرى. وتوجه الحافظة أيضا الشخص إلى كيفية الحصول على عينة من الدنا داخل الخد. ويرسل الاستبيان والعينة مرة أخرى إلى الشركة التي تبعث تحليلا جينيا بعد ثلاثة أسابيع. ويصف التقرير أي نسخة متباينة من جينة الإنزيم MTHFR، إضافة إلى تقرير عن 18جينة أخرى ليست ذات علاقة. ويحلل  التقرير اختبار الفرد ويورد ماذا تقترح المعلومات الواردة فيه حول الكيفية التي يجب أن يأكل بها الشخص ويمارس رياضته.

ويبدو أن الطلب على هذه الاختبارات يزداد، حيث نُشر عن إحدى الشركات أنها باعت أكثر من 000 35 من اختبارات الجينيات الغذائية بين عامي 2003 و2006. ويبدي المستثمرون أيضا اهتماما كبيرا، حيث وضعت مؤسسات الاستثمار المالي للمشاريع المبتكرة ملايين الدولارات في شركة سيونا رائدة السوق، بدعوى أن اختبارات الدنا لنمط الحياة تمثل مستقبل الجينيّات.

وتبدي الحكومات ومجموعة المستهلكين اهتماما أقل بالجينيات الغذائية. فبعد أن شكلوا ضغطا على شركة سيونا، سحبت الشركة منتجاتها من محلات العناية بالجسم (بودي شوب Body Shop) في المملكة المتحدة، وفي النهاية قرروا التوجه نحو الولايات المتحدة. «لقد كنا قلقين حول حقيقة أنهم أفرطوا في بيع قدراتهم،» علقت <H.كيندي> [التي ترأس مفوضية الجينيات البشرية والتي ترشد الحكومة البريطانية إلى التطورات الجديدة في الجينيات والتي من المحتمل أن تؤثر في المجتمع.] مضيفة: «لقد اقترحنا على شركة سيونا أننا سنطالب باستفتاء عام حول منتجاتهم إذا ما أصروا.»

 

وبطريقة مماثلة، وبتشجيع من المعنيين بالتسويق المباشر لهذه الاختبارات، أجرى مكتب المساءلة المحاسبية الأمريكي(GAO) عملية وقائية في ربيع عام2006، فأنشأ الباحثون «نماذج» افتراضية من المستهلكين عبر تقديم استبيانات وعينات من الدنا مبنية على اختبارات عبر أربعة مواقع على الويب.

إجمالا، اشترى الباحثون اختبارات منفصلة لـ14 متقدما مزيفا باستخدام 12عينة دنا لابنة <G.كوتز> ذات التسعة أشهر، وهو المدقق العدلي الذي قاد عملية البحث؛ إضافة إلى عينتين أخريين لرجل ليس له صلة بـ<كوتز>، عمره 48 سنة ويعمل أيضا في لجنة التحقيق بالكونگرس. وقد أرسل كل استبيان مع عينات لرجال بالغين ونساء مختلفي الأعمار والأوزان وأنماط الحياة [انظر المؤطر في الصفحة المقابلة].

وعندما أرسلت عينتان من دنا ابنة <كوتز> إلى إحدى هذه الشركات، أعطت نتائج متناقضة. فقد كشفت الجينة التي اختبرت في إحدى العينتين عن نسخة متباينة محددة. وللمفاجأة، فإن الجينة المفحوصة في العينة الأخرى لم تعط النتيجة نفسها. لكن مكتب المساءلة المحاسبية الأمريكي وجد بعض الشرعية في إجراء الاختبار. وفشلت محاولة إضافية لتضليل الفاحصين عن طريق عينات ضابطة (شاهدة) أو دنا من كلب أو قطة.

ووجد مكتب المساءلة خطأ فادحا في كيفية استخدام المعلومات. ففي الشهر7/2006، شهد <كوتز> أمام لجنة الكونگرس بأن الممارسات العامة بواسطة شركات الجينيات الغذائية قد ضللت المستهلكين. والتقارير عن تضليل المستهلكين شملت تقريرا عن صحة القلب وصحة العظام ونشاط مضادات الأكسدة والحساسية للالتهاب ومقاومة الأنسولين التي اعتقد مكتب المساءلة المحاسبية الأمريكي أنه لا يمكن تقديرها من النتائج الجينية والاستبيانات. ونعت المحققون القفز من تلك المعلومات إلى التوصيات الغذائية بأنه غير مثبت طبيا وغامض، إذ لم يوافر معلومات مفيدة للمستهلكين.

وتراوح التقارير المشخصنة بين ما يسميها مكتب المساءلة الأمريكي التنبؤات التي يمكن أن تطبق على أي إنسان يرسل عينة الدنا وبين مشورة تعتمد كلية على استبيان لنمط الحياة. وبصرف النظر عما يرافق عينة الدنا من الپروفيلات(7)، نصحت التقارير الأشخاص الذين يتناولون الوجبات السريعة بتغيير عاداتهم في الأكل، وتوجيه المدخنين للانقطاع عن التدخين، ونُصح غير المدخنين بالابتعاد عن التدخين. واستنتج محققو مكتب المساءلة الأمريكي أنه «بإمكاننا استنباط وصف لأي نوع من أنماط الحياة من أجل الدنا الذي عرضناه، وببساطة ستحاكي التوصيات هذه المعلومة.»

 

 


هل اختبارات الجينيات الغذائية على شبكة الإنترنت فعالة؟(***)
فحص مكتب المساءلة المحاسبية الأمريكية مشروعية خدمات الجينيات الغذائية على شبكة الإنترنت بإرسال پروفيلات (مرتسمات) profilesلمستهلكين مزيفين (في الأسفل)، مع عينة دنا من رجل عمره 48 سنة أو من طفلة رضيعة للعينتين  الأخريين. أعطت الاختبارات الثلاثة تنبؤات متطابقة، على الرغم من الاختلاف في الپروفيلات والدّنا. وأوصت شركة خدمات الاختبار أيضا بکيتاميناتها المتعددة للجميع بمبلغ قدره 1200دولار في السنة، على الرغم من توافر المنتج نفسه بـ 35 دولارا في السنة.

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/054%5b1%5d.gif

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/054%5b2%5d.gif

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/054%5b3%5d.gif

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/054%5b4%5d.gif

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/054%5b5%5d.gif

 

 

واستخدمت أيضا التقارير لتسويق الإضافات الغذائية. وقد وثق مكتب المساءلة الأمريكي وصفة غذائية مخصصة من إحدى الشركات عن الپروفيل الجيني genetic profile لمستهلك. واستلم كل مستهلك مزيف(8) لهذا الموقع توصية مطابقة لشراء الوصفة بتكلفة تصل إلى 1200 دولار سنويا. واتضح أن هذه الوصفة تتكون من عدة کيتامينات عادية ومتوافرة في المخازن الكبيرة والصيدليات بحوالي 35 دولارا في السنة. وبشكل عام، وجهت اكتشافات مكتب المساءلة الأمريكي رسالة واضحة: حتى الآن لا يمكن لاختبارات الجينيات الغذائية أن توافر للمستفيدين معلومات أفضل من المناشدة الروتينية لتناول الغذاء الجيد وممارسة الرياضة. وحاولت بعض توصيات الشركة إقناع المستهلكين بدفع أكثر مما يحتاجون إليه من أجل إضافات غذائية قد تساعد أو لا تساعد على تخفيض مخاطر الأمراض.

 


[ليس ثمة أفضل من الحدس العام] الجينات كمغذيات(****)

صديقة لي سليمة صحيا وعمرها 55 سنة، من  نيوجرسي، أخذت اختبار شركة سيونا للجينيات الغذائية في الربيع الماضي، الذي يسمى Cellf وقد كلفها 269 دولارا. وقد دفعت قيمة الاختبار لأنني  بصفتي مستشارا جينيا أردت أن أعرف هل إرشادات شركة سيونا ستكون مفيدة في تخطيط نظامي الغذاء والرياضة. وقد سُجلت النتائج التي اعتمدت على الفحص الجيني والاستبيان في كتيب ملون من 94 صفحة تحت عنوان «تقييم Cellfلك، هو تقييم صحي مشخصن  بحسب نموذجك الجيني». لقد حلل الكتيب عدة صفات: صحة العظام، نشاط مضادات الأكسدة ومضادات السموم، صحة القلب، الالتهابات، الحساسية للأنسولين. ولم أشاهد برهانا واضحا على أن المشورة كانت مبنية على تبصّر علمي قوي يوضح العلاقة بين الجينات والغذاء. وأُتبع الجزءُ الوثيق بالعظام من الكتيب بتحذيرات، مع تحليل لموثوقية الأساس العلمي وراءها.

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/08.gif


ارفع مستوى تناولك من الكالسيوم
(من 430 إلى 1300 ملغ يوميا)
ارفع مستوى تناولك من الکيتامين D
(من 300 إلى 800 وحدة عالمية يوميا)


وراء الترديد الببغائي نصيحة اعتيادية لامرأة عمرها 55 سنة، فشل التقرير في أن يضع في اعتباره  معلومات دونتها صديقتي في استبيانها. لقد دونت بأنها تتعرض لأشعة الشمس لمدة 15 دقيقة ثلاث أو أربع مرات أسبوعيا، وهذا  يمكنها من تحفيز إنتاج مناسب من الکيتامين D من دون الحاجة إلى الإضافات الغذائية. وحتى إن كانت الدراسات تدعم فكرة تناول الكالسيوم والکيتامين Dللوقاية من هشاشة  العظام وتسمح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للإعلان الصحي بأن يروّج لهذه المنتجات، فالأساس العلمي في هذا الشأن مازال غير مستقر. وثمة دراسة موسّعة في عام 2006 عن سيدات تناولن هاتين الإضافتين supplements ولم يجدن من ذلك منافع واضحة.

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/07.gif


ارفع مستوى تناولك من الحموض الدهنية أوميگا 3
(من 1,1 إلى 3 غ يوميا)


إن الأبحاث التي تُبين أن الحموض الدهنية أوميگا 3 تمنع هشاشة العظام، هي قاصرة ومتضاربة. وفي تحليل قام به عام 2004 مركز راند التعاوني للدراسات المبنية  على الأدلة في كاليفورنيا، بحث في عدة تقارير ووجد أن هذه المركبات موجودة في بعض الأطعمة السمكية والنباتية، وساعدت على تحسين الكثافة المعدنية للعظام، وكان ذلك في دراستين. وفي دراستين أخريين لم يلاحظ أي تأثير لها.

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/06.gif


خفِّض وزنك وأكثر من نشاطك الرياضي
(الهدف أن يكون مؤشر كتلة الجسم تحت 25مع  ممارسة التمارين الرياضية حتى ساعة واحدة على الأقل خمسة أيام أسبوعيا)


يمكن لحمل الأثقال أن يزيد من كثافة العظام. لكن الوصفة العامة للتمارين الرياضية وتخفيض الوزن، إذا كنت بدينا جدا ـ والتي تنسحب على أي حالة صحية، وليس فقط لصحة العظام ـ متوافرة حاليا في أي جريدة يومية محلية أو في مواقع الصحة على الإنترنت أو من خلال والدتك.

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/05.gif


ضع ضمن أهدافك استهلاك الكافيين
(ليس أكثر من كوبين من القهوة يوميا)


وضع الكتيب هذه التوصية بناء على اكتشاف أن صديقتي تحمل نسخة متباينة من مستقبلات الخلايا للکيتامين D. وعلى الأقل دراسة واحدة ربطت هذه النسخة المتباينة باحتمالٍ أكبر لفقد العظام، وإن كان ذلك بالنسبة إلى النساء المسنات اللاتي يتناولن مشروبات كاکيينية تعادل أكثر من ثلاثة أكواب قهوة يوميا. وصديقتي تشرب كوبا واحدا يوميا. لكن العلم في تطور دائم: أوضحت بعض الدراسات ارتباطا بين الكافيين وهشاشة العظام، وبعضها الآخر لم يعثر على دليل بهذا الشأن. وحتى من دون معرفة الجينة المتباينة ذات الصلة، فإن الطبيب ربما يوصي بالاعتدال في تناول الكافيين.                

                                                                                                            .L.H

 

المطلوب: علم جيد(*****)

ربما يكون للأساس العلمي الضحل لهذه الاختبارات الجديدة أصداء للمجال الأوسع للاختبارات الجينية، التي تشكل الجينيات الغذائية جزءا بسيطا منها. وتتحرى بعض الاختبارات جينات العوامل المعدية لتشخيص الأمراض التي تسببها الميكروبات. لكن مجموعة كبيرة من الاختبارات الأخرى هي تنبئية(9). فهي لا تقرر فيما إذا كان المريض مصابا بمرض معين، ولكن مدى احتمال إصابته بسرطان الثدي أو مرض «الرعاش» Huntington مثلا، خلال العقود التالية. وفي  أفضل الظروف، يوجه المستشارون الجينيون اعتقاد المرضى إلى أنهم في خطر بناء على أدلة أخرى (مثل سرطان الثدي في تاريخ العائلة)، وذلك من خلال القرارات الصعبة فيما إذا كان يجب عليهم الخضوع لاختبار قد تكون له نتائج مزعجة جدا، وربما يكشف عن خطر الإصابة بمرض ليس له علاج. وتقلق الجماعة الجينية من أن اختبار الجينيات الغذائية ربما يضعف إيمان الجمهور بمصداقية الكثير من هذه الاختبارات المشروعة.

ويستمر باحثو الجامعات في مجال الجينيات الغذائية في استكشاف ارتباط الجينات بالغذاء. لكنهم يواجهون صعوبات أساسية. والاختبارات الجينية المستخدمة طبيا هي نسبيا «اختبارات» مباشرة للطفرات أو المتغايرات التي تكون عادة لجينة واحدة أو جينات قليلة ثبت أن وجودها أو عدمه يسبب المرض. وحتى تكون هذه الاختبارات ذات قيمة يجب على تحاليل الجينيات الغذائية أن تتقدم عدة خطوات إلى الأمام. وفيما يتعلق بأمراض القلب الوعائية والسكري والسرطان والأمراض الأخرى التي تهدف الجينيات الغذائية لمواجهتها، يتدخل فيها ويتآثر العديد من الجينات، بعضها معروف وبعضها الآخر مازال خفيا.

والأكثر من ذلك هو أن مفعول هذه التآثرات من الصعب التنبؤ بنتائجه السيئة. وحتى إن أمكن استنباط اختبار الجينات التغذوية المتعددة، فما زال على الباحثين أن يكتشفوا ماذا تنص المعلومات عما يجب على الفرد أن يتخذه من خطوات. وبصرف النظر عما لو أن تغييرا نوعيا في الغذاء ـ كتناول الخضراوات الخردلية كالقنّبيط(10) أو الأغذية الغنية بالكالسيوم كالسبانخ ـ سوف يغير خطر المرض في شخصٍ ما بدرجة أكبر من مجرد اتباع نصيحة اعتيادية بتناول الكثير من الفواكه والخضراوات يبقى مجرد تخمين.

وتقول <C.ليبر> [مديرة برنامج الدراسات العليا للجينيات البشرية في كلية سارة لورنس]: «إن بعض الناس السيئي الحظ يتناولون الغذاء الصحيح ويمارسون الكثير من التمارين الرياضية، ومع ذلك فإنهم يصابون بالمرض. وربما يكون لهؤلاء غير المحظوظين پروفيلا جينيا شديد التعقيد. ومن جهة أخرى، فإن الكثير من الناس الذين لا يحملون على الإطلاق عوامل خطر جينية يصابون بالسرطان. وإخبار شخص بأن پروفيله الجيني يقلل احتمال إصابته بالسرطان ربما يعطي إحساسا خاطئا بالأمان.» وتساءلت <ليبر>: «هل قطعوا الأمل من إجراءات الوقاية، مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية mammographyللكشف عن الأورام وتنظير القولون colonoscopy، وهي التي نعرف أنها أنقذت العديد من الأرواح؟ وبناء على أي دليل؟»

 

 


[قبل أن تشتري] تنبيه للمستهلك(******)
 

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/11.gif


في عام 2006 أصدرت مفوضية التجارة  الأمريكية التي تراقب الغش والاحتيال في الأسواق، وثيقة بعنوان: «اختبارات جينية في المنزل»، محذرة أي فرد مهتم بشراء هذه الاختبارات التي لا تعتبرها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووزارة التجارة التعاونية (CDC) بديلا مناسبا للتقييم التقليدي للعناية الصحية. وقدمت الاقتراحات التالية:


تحدث مع طبيبك أو ممارس العناية الصحية حول إمكانية أن يوافر الاختبار الجيني معلومات مفيدة عن صحتك. وإذا كان كذلك، فأي اختبار هو الأفضل. تأكد من فهم المنافع والمحدودية لأي اختبار قبل أن تشتريه أو تستعمله.

اسأل طبيبك أو مستشارك الجيني لمساعدتك على فهم نتائج اختبارك. فمعظم الشركات التي تبيع الاختبارات المنزلية لا تقوم بتفسير تلك النتائج.

ناقش نتائج الاختبار مع طبيبك أو ممارس العناية الصحية قبل اتخاذ أي قرار تغذوي أو أي شيء مرتبط بصحتك. فنتائج الاختبار الجيني يمكن أن تكون معقدة وخطيرة، وأنت لا تريد أن تتخذ أي قرار مبني على معلومات ناقصة أو غير دقيقة أو غير مفهومة.

حافظ على خصوصيتك. إن شركات الاختبارات المنزلية قد ترسل نتائج الاختبار للمريض عن طريق الإنترنت. فإذا كان الموقع على الويب غير محمي، فإن معلوماتك قد يشاهدها الآخرون. راجع شروط سياسات الخصوصية لمعرفة كيف يمكن لهذه الشركات أن تستخدم معلوماتك الشخصية وفيما إذا كانت تتبادل معلومات المستهلك مع المسوقين المعلنين.

في حين أن معظم الاختبارات الطبية المنزلية الأخرى تخضع لمراجعة وزارة الزراعة الأمريكية لتوافر تأمينا معقولا لأمانها وفعاليتها، فإنه لم تتم مراجعة الاختبارات الجينية المنزلية من قبل وزارة الزراعة الأمريكية وأن هذه الوزارة لم تقيم صحة ادعاءات هذه الاختبارات.

 

لقد أكدت إدارة الغذاء والدواء (FDA) ومراكز التحكم في المرض والوقاية غيابَ البرهان العلمي على إمكان استخدام «آمن وفعال» للاختبارات الجينية لتحديد اختيارات غذائية. وأعربت كل من المؤسستين عن عدم ارتياحهما للأشكال الأخرى من الاختبارات الجينية المسوقة مباشرة إلى المستهلكين. والسؤال عما إذا كان الاختبار في المنزل يتطلب تشريعات إضافية قد يزداد حدة مع حلول الاختبارات الجينية لمرض ألزايمر والفصام وأمراض أخرى متعددة الجينات التي تتطلب تفسيرات دقيقة من أطباء متخصصين.

تُنظم إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأمريكية عددا بسيطا من أصل نحو 1000 اختبار جيني معروضة في السوق من أجل  السلامة والفعالية. وطبقا للقانون، يجب على إدارة الغذاء والدواء أن تصادق فقط  على الاختبارات التي تباع كأدوات طبية إلى مختبرات سريرية للتشخيص وللمعالجة وللوقاية من المرض. وأغلب الاختبارات الجينية، بما في ذلك الاختبارات المصممة من شركات الجينيات الغذائية، هي مطورة في مختبرات للاستخدام في المنزل، وبذلك لا تحتاج إلى موافقة تشريعية. وقد أفلتت أيضا اختبارات الجينيات الغذائية من المظلة الناظمة لسبب آخر: إنها لا تشخص المرض، ومع ذلك وجد مكتب المساءلة الأمريكي أن التقارير المستلمة من الشركات المعلنة على الإنترنت تحتوي على تنبؤات عن الاستعداد للإصابة بمرض ـ مثل الخطر الكبير من ارتفاع ضغط الدم أو هشاشة (تخلخل) العظام ـ يمكن أن تُفسَّر كتشخيص.

 

 

http://oloommagazine.com/images/Articles/2008/8&9/03.gif


ربما تضعف اختبارات الجينيات الغذائية التي على شبكة الإنترنت ثقة الجمهور بصحة الاختبارات الجينية المشروعة أكثر.

 

 

والجينيات الغذائية، وهي تعمل في الأثير غير المنضبط للفضاء السيْبَري(11) cyberspace، تمثل رائدا، حالةَ اختبار للمجال الجيني، حيث تُقارن الفائدة المتوخاة أحيانا بسوء الاستخدام المحتمل. وقد أشارت <K.هدسون> [مديرة مركز الجينيات والسياسات العامة في جامعة جون هوپكنز] إلى أن «وعود الطب المشخصن لا يمكن أن تسوّق من دون مراجعة متخصصة ومستقلة لهذه الاختبارات وإشراف تنظيمي مناسب على المختبرات التي تجري هذه الاختبارات.»

 

وإذا أسيء استخدامها، فإن الجينيات الغذائية بإمكانها أن تضعف إيمان الجمهور الموجه نحو توقع نتائج عظيمة من مشروع الجينوم البشري(12). ولو أنها قدمت دافعا للمصداقية، فإن تنظيما عمليا للاختبار الجيني سوف يشجع الجهود المشروعة للعلم والصناعة لتحويل قدر ضئيل من البحث العلمي إلى نتائج مبهرة في الطب السريري.

 

المؤلفة

 Laura Hercher
 أستاذة متخصصة بالقضايا الاجتماعية في برنامج <H.J.ماركس> للدراسات العليا في الجينيات البشرية بكلية سارة لورنس، حيث تركز دروسها وأبحاثها على الانعكاسات القانونية والأخلاقية والاجتماعية للجينيات السريرية. وتبحث كتاباتها في إمكانات التشخيص قبل الولادة والاختبار التنبئي لتغيير المجتمع. وقد ركزت أبحاثها الأخيرة على أثر الاختبار الجيني في الأشخاص المعرضين للإصابة بالفصام (بانفصام الشخصية) وأمراض أخرى قابلة للتوريث تظهر متأخرة وتعزى إلى تأثير الجينات المتعددة. http://oloommagazine.com/Images/Articles/2008/8&9/222.gif

  مراجع للاستزادة 

 

 Genes on the Web-Direct-to-consumer MArketinf of Genetic Testinf. Adam Wolfbreg on New England Journal of Medicine,

Vol. 355, No. 6, pages 543-545; August 10, 2006.

 

Nutrigenetic Testing: Tests Purchased from Four Web Sites Mislead Consumers. Testimony before the U.S. Senate, Special

 Committee on Aging, Report GAO-06-977T, Government Accountability Office, July 27, 2006. Full text available at www.gao.gov/new.items/d06977t.pdf

 

American Society of Human Genetics Statement on Direct-to-consumer Testing in the United states in American Journal of

 Human Genetics, Vol. 81, pages 635-637; September 2007.

 

Science, Society and the Supermarket: The Opportunities and Challenges of Nutrigenomics.

David Castle et al. Wiley Interscience, 2007.

 

(*) DIET ADVICE FROM DNA?

(**) Test Results: Eat Your Spinach

(***) ARE INTERNET NUTRIGENETIC TESTS VALID?

(****) GENES AS NUTRITIONISTS

(*****) Wanted: Good Science

(******) CONSUMER CAVEATS

 

(1) genetic test

(2) personalized، مفصلة على الشخص.

(3) high-tech

(4) exact sequence

(5) homocysteine

(6) cardiovascular risk

(7) profiles أو المرتسمات.

(8) fictitious أو مختلق أو غامض.

(9) predictive

(10) أو القرنبيّة أو البروكلي.

(11) عالَم البيئات، كالإنترنت، حيث يتخاطب الأشخاص فيه عن طريق حواسيب مرتبطة معًا.

(12) Human Genome Project

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى