كيف (ولماذا) نأكل أنواعا حيوانية غازية سريعة الانتشار؟
كيف (ولماذا) نأكل أنواعا حيوانية غازية سريعة الانتشار؟(*)
ما هى الطريقة المثلى للسيطرة على الحشرات البيئية؟ نقدمها طعاما لأعظم المفترسات في العالم – نحن بني البشر. <.B لاي> مطعمي، مايا سوشي، يبعد بضعةَ أميال عن لونگ أيلاند ساوند. وهناك هدف مهم لدينا وهو العودة بما نقدمه من أطعمة إلى جذور السوشي، وهذا يعني ببساطة استخدامَ ما هو متاح لدينا حيث نعيش. وأكثر ما نجده الآن هو بعض الأنواع الغازية السريعة الانتشار – نباتات وحيوانات غير مرغوب فيها، أدخلها بنو البشر ضمن النظام البيئي. وعلى الصعيد الوطني، فإن هذه الأنواع الغازية السريعة الانتشار مثل الخنازير البرية والسرطانات الآسيوية تعمل على تدمير المزارع ومصايد الأسماك، مما يُسبب أضرارا اقتصادية تبلغ 120 بليون دولار سنويا.
والحل الأمثل، هو تناولها كطعام. فمن خلال تقديم هذه الأطعمة البحرية على صدفة محار، على سبيل المثال، فنحن نقدم بالأساس خدمة مجانية للتخلص من الأعشاب الضارة. وآمل أيضا بأن أقنع العالم بأن هذه الأنواع الغازية السريعة الانتشار لها مذاق لذيذ – إذا ما نظرنا إلى الأمر بعقلانية.
ولنــــأخـــذ مثـــلا الغلالة المعنقة stalked tunicate – والمعــروفـة أيضــا بـــاسـم «بخ البحر الآسيوي»(1) والتي احتـلــت مـــا كــان مــوئــــلا لبلح البحر الأزرق(2) مــن مين Maine وحتـــى نيو جيرسي. إذ يعتبر بخ البحر الغريب هذا، وموطنه الأصلي الفلبين، كائنا كريها وآفة ضارة لصناعة المحار. وعلى الرغم من ذلك، يعدّ في كوريا الجنوبية، من أطيب الأطعمة بل وحتى يستخدم كمثير للرغبة الجنسية.
وقد أكلت بخ البحر لأول مرة في حانة سوشي كورية بمدينة نيويورك. وقد جرى ترتيب بخات البحر(3) التي تشبه الحويصلات كزهرة دوار شمس في منتصف طبق برتقالي براق. وحالما بدأت بقضم إحداها، إذا بها تنفجر بسائل مالح ولزج ودافىء. ومع أنني لم أر السائل، إلا أننى استطعت تذوق قوامَه المخاطي وقد تطلب ذلك كل ما لدي من قوة للإبقاء عليه في فمي بل وأكثر من ذلك أي قوة لدي لمحاولة ابتلاعه.
يقول <.B فولر> (4) إنه على المرء «أن يجرؤ على تعقب أحلامه». وأعتقد أن الأمر يتطلب قليلا من هذا النهج لقبول طرق جديدة للقيام بالعديد من الأمور والتي منها بطبيعة الحال تناول مثل تلك الأطعمة. وفي المرة التالية التي تناولت فيها بخ البحر، قمت بكشط إحداها وتمزيق غشائها الخارجي الغليظ، والذي كشف عن لحم برتقالي لين يشبه المانگو. ومن دون تردد ألقيت بها في فمي مباشرة.
والأطباق التي أعرضها فيما يلي ليست سوى عدد قليل من تلك الأطباق التي قدمتها في مطعمي لما قمت به على مدى سنوات باصطياده من أسماك ومن الأنواع الحيوانية والنباتية الغازية السريعة الانتشار.
خصوصي اليوم
دع جانبا ليمونادا أمك تنمو حشيشة الخلد اليابانية (تعرف أيضا باسم بسبالوم ذي الصفين) بسرعة في تجمعات لتسود غيرها من الأنواع العشبية. وقد وضعت هذه الحشيشة على رأس المئة نوع الأكثر انتشارا من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وهي تزدهر في 39 ولاية. ومذاقها مقدد وعصيرى لاذع يشبه تفاح جراني سميث. وفي مزيج من المياه المعدنية والثلج، أقوم بخلط أغصان حشيشة الخلد وأوراق الاستيفيا الطازجة وأوراق الليمون الطازجة ودفقة من عصير الليمون.
سوشي كودزو تشايكوفسكي
جرى إدخال البجع الذي موطنه الأصلي أوروبا وآسيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية كنوع من أنواع الزينة. وقد أكسبها مظهرها المهيب نوعا من الحماية في بعض مناطق الولايات المتحدة، غير أن البجع قد تسبب في إلحاق الضرر بالمستنقعات والكائنات التي تعيش في المياه الضحلة من خلال إتلاف الغطاء النباتي. كودزو، وهو نبات معروف بسرعة نموه وموطنه الأصلي آسيا قد أدخل إلى الولايات المتحدة في الثلاثينات على يد عمال البستنة. إنه يشكل بنموه مظلة واسعة فيعمل على خنق النباتات التي بأسفله. وأنا أغمس قطعة من البجع في معجون من زيت الزيتون والزنجبيل الطازج المبشور والتوابل الجامايكية ومن ثم أشويها على مهل. ومن ثم أقطع اللحم الداكن الطري إلى قطع صغيرة ثم أخلطها بالكراث المحمص وإكليل الجبل. ويقدم الطبق مع حزمة من أوراق الكودزو الملفوفة والمحشوة بالأرز المسلوق بنكهة الخمر الإسبانية وعيش الغراب.
زبدة الفول السوداني والجيلي
تعد الأرانب البرية من أكثر الحيوانات تدميرا للبيئة. إنها تتكاثر بلا رقيب، كما أنها تعمد إلى تدمير الأراضي الزراعية وتسهم أيضا في تعرية التربة. ومن المتوقع أن تزداد أعداد قناديل البحر بشكل اضطرادي بسبب احمضاض(5) مياه المحيطات، وحتى الآن هناك عدد قليل من الشعوب تتقبل قناديل البحر كمصدر للغذاء. وهذه الوصفة هي التطور الذي أدخلته على الطريقة التقليدية لتقديم اللحوم والأطعمة البحرية. وتقطّع قناديل البحر، الغازية السريعة الانتشار قبالة سواحل جورجيا، إلى شرائح رقيقة ثم تخلط بالأرانب الأسترالية والخيار. ويضاف إلى هذا الخليط زبدة الفول السوداني المحمص.
المؤلف
مراجع للاستزادة
Eat the Invaders: www.eattheinvaders.org. National Invasive Species Information Center: (*) HOW (AND WHY) TO EAT INVASIVE SPECIES
(1) Asian sea squirt (2) blue mussel habitat (3) sea squirt (4) ريتشارد بكمنستر فوللر (1895-1983): مهندس معماري وكاتب ومصمم أمريكي نشر أكثر من 30 كتابا في مختلف فروع المعرفة. (5) Long Island Sound (6) acidification |
|||||||||