أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
غير مصنفملف خاص

تكثر الخرافات حول الميكروبيوم، لكن الواقع أكثر إثارة

صارت «المعلومات» اللطيفة حول الميكروبيوم شائعة التداول، لكن حتى إن كنا مخطئين في فهم هذه المعلومات، فإنّ الواقع حول البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تعيش في أمعائنا يستحق الاستكشاف

ربما سمعت أن عدد خلايا الميكروبيوم Microbiome في جسمك، وهو الميكروبات الموجودة في أمعائك وأماكن أخرى على جسمك،  يفوق عدد الخلايا البشرية بنسبة هائلة تصل إلى 10 مقابل 1. أو أن كتلته المذهلة مجتمعة تبلغ 2 كغم من وزن جسمك. فقد انتشرت هذه المفاهيم على نطاق واسع على 

مدى الأعوام القليلة الماضية مع تزايد الاهتمام العلمي والشعبي بالميكروبيوم، وقسم كبير من هذا الاهتمام يتعلق بإمكانية كونه مفتاحا للوصول إلى صحّة أفضل.

لكن على الرغم من جاذبية هذه «المعلومات»، إلا أنّها ليست صحيحة – ولا حتى قريبة من الصحّة. إنّ نسبة الميكروبات إلى خلاياك أقرب إلى 1 إلى 1، ووزن الميكروبيوم أكثر تواضعا: 500 غم. هل انجرفنا جميعا في هوس الميكروبيوم؟

في هذا الملف الخاص، بدءا من «كيف يغير الميكروبيوم فكرتنا عن معنى أن تكون بشرا»، نضع جانبا المعلومات المغالى فيها، حتى وإن كانت جذابة، ونلقي نظرة فاحصة على ما نعرفه فعلا، وما لا نعرفه عن جموع الميكروبات التي تعيش داخلنا، مع التركيز بصورة خاصة على الأمعاء.

الواقع هو أننا مازلنا نجهل الكثير – على سبيل المثال، كيفية اختبار ما إذا كان الميكروبيوم في جسمك بصحة جيدة. وعندما يتعلق الأمر بالمنتجات والعلاجات التي تعد بتعزيز ميكروبات الأمعاء، فيجب ألّا تصدّق كلّ ما تسمعه.

ومع ذلك، عندما نتعمق في الأبحاث المتعلقة بمجتمعات البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش فينا، فإن ما نكتشفه مذهل حقا. فقد صار من الواضح بصورة متزايدة أن للميكروبيوم يداً في كلّ شيء بدءا من مزاجنا وحتى خطر الإصابة بالتهاب المفاصل Arthritis. بل إن هناك إشارات إلى أن بكتيريا الأمعاء قد تكون مرتبطة ببعض أصعب الحالات علاجا، مثل داء ألزهايمر (تنطق آلزايمر) Alzheimer’s.

بصورة لا تصدق، يشكّل من حولنا الميكروبيوم في أجسامنا، مما يعني أن صحة ميكروبيوم الذين نعيش معهم يمكن أن تؤثر تأثيرا مباشرا في صحة الميكروبيوم فينا. في الواقع، إن مدى التأثير في حياتنا هائل إلى درجة أنّه ليس من المبالغة القول إنّ ما نكتشفه حول الميكروبيوم يتحدى فهمنا لما يعنيه أن تكون بشرا.

لذلك لا داعي للانجراف وراء الخرافات. فالواقع أكثر إثارة بكثير.

بقلم نيو ساينتست

© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى